السبت 24 آب (أغسطس) 2013

اللاجئون الفلسطينيون يدينون استهداف الضاحية : وحدة الدم والمصير

السبت 24 آب (أغسطس) 2013 par سامر السيلاوي

تضم الضاحية الجنوبية لبيروت خليطاً من السكان اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين من مختلف الطوائف والملل، بالإضافة إلى العديد من العمال المصريين والسودانيين ومواطنين عرب وأجانب، واستهدافها بهذا الشكل الإجرامي يظهر إفلاس الجهات المخرّبة، خصوصاً أن الضحايا دائماً من المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء، حيث إن التفجيرات وقعت في مناطق سكانية مازالت تبلسم جراحات حرب تموز عام 2006، بعد أن استهدفها الكيان الصهيوني بشكل عشوائي وساوى معظم أبنيتها السكانية بالأرض.

واليوم يستعيد الأهالي مشاهد ذلك العدوان الغاشم بهذه الاستهدافات التي يعتبرها الكثيرون امتداداً لعدوان 2006 على لبنان، وانتقاماً للانتصار المحقق بإرادة المقاومة وصبر جمهورها اللبناني والعربي والإسلامي، خصوصاً الفلسطينيين الذين وجدوا بالنصر إشارات التحرير والعودة إلى وطنهم فلسطين.

ويعيش في الضاحية الجنوبية لبيروت عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصاً في مناطق حارة حريك والغبيري والرويس والمريجة، بالإضافة إلى مخيم برج البراجنة الذي يسكنه ما يزيد على عشرين ألف لاجئ فلسطيني، وكما في الأزمات السابقة تقاسم اللبنانيون والفلسطينيون معاناة الاستهدافات الأخيرة التي طالت الضاحية، وكان آخرها التفجير الذي أدى إلى مجزرة في منطقة الرويس، حيث سقط أكثر من 27 شهيداً وما يزيد على 350 جريحاً جميعهم من المدنيين.

أبو محمد كامل الفلسطيني المقيم وعائلته في منطقة المنشية يقول: “نعيش في الضاحية منذ سنوات جنباً إلى جنب مع إخواننا اللبنانيين، حيث أواصر القرابة والجيرة والعِشرة، والكيان الصهيوني هو المستفيد الأول من زعزعة الأمن في الضاحية الجنوبية، ترعرعت في الضاحية وأنشأت عائلة فيها، ولن أتركها مهما حصل، سنبقى معاً نحن وجيراننا، سُنّة وشيعة ولن يفرقنا أصحاب العقول الظلامية المتطرفون، وكما صمدنا في عدوان تموز سنصمد في هذه الأزمة أيضاً، وأضاف:”أن القتلة لا يفرّقون بين أحد، فهدفهم القتل والخراب والتدمير خدمة للكيان الصهيوني ومخططاته، والسعي متواصل لزرع الفتن والفرقة بين الناس، وأعتقد أن هناك محاولات لإقحام الفلسطينيين في صراعات ونزاعات مع جيرانهم وإخوتهم اللبنانيين، خصوصاً في الضاحية التي تعتبر رمز الصمود والعيش المشترك في لبنان، والفلسطيني الوطني الذي يحمل قضيته منذ 65 عاماً بكل ما فيها من عذابات، مستعد للتضحية بحياته دفاعاً عن مشروع المقاومة، لذلك فإن الدم والمصير واحد".

أم رامي ديب، المواطنة الفلسطينية التي تسكن في منطقة الرويس، أكدت أن الاستهداف هو للفلسطينيين كما اللبنانيين، وأشارت إلى أنها كانت وأولادها وزوجها على بعد أمتار من وقوع الانفجار، وقالت: “لقد استشهد جارنا الحلاق وأصحاب المحال التجارية التي نزورها دائماً، وكان من الممكن أن أستشهد مع أولادي وزوجي”، وأضافت: “لا يوجد فارق كبير بين ما حصل اليوم وما حصل سابقاً خلال الاعتداءات الصهيونية الهمجية، إن الذين ينفذون هذه الجرائم وحوشاً وليسوا بشراً، لقد كرر السيد حسن القول إن قضيتنا المركزية فلسطين بعد أن تخلى عنها الكثير من العرب، ونحن صامدون مع المقاومة إلى نهاية الطريق بالتحرير والعودة إن شاء الله”.

من جهتها دانت العديد من الفصائل الفلسطينية الجريمة الإرهابية التي استهدفت المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، معتبرة أن توقيتها يحمل الكثير من المعاني والدلالات لجهة تزامنها مع الذكرى السنوية للعدوان الصهيوني على لبنان في العام 2006، وانتصار المقاومة على الاحتلال، في محاولة لإفساد معاني الانتصار ودلالاته الكثيرة، وهي جريمة تحمل بصمات العدو الصهيوني الذي يعتبر المستفيد الوحيد من مثل هذه الجرائم المدانة على مختلف الصعد.

ودعت الفصائل الشعب اللبناني وجميع تياراته السياسية إلى إدراك المخاطر التي تهدد لبنان على مختلف المستويات، الأمر الذي يتطلب من الجميع إعلاء المصلحة العليا وتفويت الفرصة على كل العابثين بأمن لبنان واستقراره، وإن الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه، يؤكد إدانته الكاملة لهذه الجريمة ودائماً ثابت بموقفه ووقوفه إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومته ودعمه لكل الجهود الهادفة الى تعزيز الأمن والاستقرار في مواجهة العابثين بأمن الناس الآمنين في بيوتهم وتجاراتهم ويومياتهم.

وزار وفد يضم مختلف الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية مكان التفجير في منطقة الرويس تضامناً مع الشعب اللبناني، واستنكارا للجريمة التي أودت بحياة عشرات الأبرياء.

أبو عماد الرفاعي؛ مسؤول الجهاد الإسلامي، أكد أن المستهدف ليس فقط الضاحية الجنوبية، بل مشروع المقاومة والقضية الفلسطينية، وأن المطلوب هو إغراق المنطقة بالصراعات والنزاعات لثنيها عن المقاومة، بدوره أكد فتحي أبو العردات؛ ممثل منظمة التحرير على وضع كل الإمكانات الفلسطينية بتصرف الدولة اللبنانية للوصول إلى معرفة من يقف وراء هذه المجازر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165870

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165870 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010