الاثنين 19 آب (أغسطس) 2013

أحمد طه قاتل ليس منّا

بقلم:قاسم س. قاسم
الاثنين 19 آب (أغسطس) 2013

الاسم: أحمد طه. لقبه: أبو الوليد. الجنسية: فلسطيني. مكان الإقامة: الشارع العريض في حارة حريك. التهمة: إطلاق صاروخين على الضاحية الجنوبية.
أغلب أبناء مخيم برج البراجنة يعرفون طه، ولكل منهم قصة معه. فمحل والده أبو فهد طه لتصليح التلفزيونات أشهر من نار على علم. حتى اللبنانيون في البرج يعرفون الرجل حقّ المعرفة.
فهم إما اشتروا تلفزيوناتهم من عنده أو أصلحوها هناك. في منطقة العنان، وفي الشارع الفاصل بين المخيم وبرج البراجنة، يقع محل طه. عادة كانت القطع الإلكترونية المنتشرة أمام باب محله تدل على المكان. أحمد طه، الأربعيني، معروف بدماثة أخلاقه بين أبناء المنطقة؛ فهو «عامل منيح مع العالم»، كما يصفه أحد جيرانه. منذ عامين تقريباً اختفى من المنطقة، لكنه كان يتردد إليها بين الحين والآخر. أمس حاولت القوى الأمنية دهم محل الرجل. بالطبع كان خالياً. داخل أزقة المخيم انتشرت شائعات عدة، منها أن «طه في محله ويهدد بتفجير نفسه والبناية»، أو أنّ «الجيش يحاصر المخيم ويمنع الناس من الخروج منه أو الدخول إليه». مثل هذه «الخبريات» سببت حالة من التوتر بين أهل المخيم. خلال عملية الدهم استنفرت القوى الأمنية الفلسطينية في الأزقة الداخلية للمخيم. منعت أي رد فعل من قبل بعض الشباب أصحاب الرؤوس الحامية. هؤلاء لم يروا طه تكفيرياً، ولم يهتموا لمشاركته في قصف الضاحية. بالنسبة إليهم هو فلسطيني، و«الغُربية» (الغرباء) سيقتحمون المخيم لأخذ واحد منهم. هذه العقلية العشائرية استوعبها عقلاء المخيم. مرّ أمس على خير، لم يقع أي إشكال بين شباب المخيم وأبناء المقاومة الذين كان يفصل بينهما شارع. لا يستغرب عارفو طه تورطه في عمل إرهابي. يقول أحدهم: «منذ عامين تغير كثيراً، وأصبح متزمتاً دينياً». يروي أحد المقاتلين القدامى حادثة جرت بينه وبين طه. يقول: «ذهبت لأشتري ريموت كونترول من عنده، فقال لي: بدنا نعدمك لأنك بتشرب (كحول). أجبته متبسماً: إسّا تركت إسرائيل، وفلسطين، والسارقين لتقتلني لأني بشرب، روح حارب إسرائيل وإرجع احكيني». تزمت طه الديني ازداد مع مرور الوقت، وخصوصاً مع ارتفاع وتيرة الأحداث في سوريا. بالنسبة إلى أبناء مخيم برج البراجنة، طه هو المسؤول عن إرسال عشرة شباب من المخيم إلى سوريا. حينها خرج أهل هؤلاء الشباب ضده، وضد حركة حماس، مشيرين إلى أنه عضو في الحركة. قيادات حماس نفت العلاقة به، مؤكدة أن طه غير منتسب إليها. هذه ليست الحادثة الأولى التي تحصل مع الرجل، فقد قبض عليه عام 2007 خلال أحداث مخيم نهر البارد بسبب اتجاره بالسلاح. وكانت اللجنة الأمنية في المخيم قد ألقت القبض عليه مرات عدة، وسلمته للدولة اللبنانية ليعاد إطلاق سراحه. لا يستغرب أبناء المخيم تورط طه في المجموعة التكفيرية المسؤولة عن مهاجمة الضاحية. فهو كان على خلاف دائم مع مسؤولي الفصائل في المخيم؛ إذ حاولوا مرات عدة منعه من تجنيد شباب المخيم، لكنهم لم يستطيعوا ثنيه عن ذلك. يسكن أبو الوليد خارج المخيم، وتحديداً في منطقة حارة حريك. يعرف أبناء المخيم أهله. يشيدون بهم. «والده آدمي، وإخوته أيضاً»، يقول أغلب سكان المخيم. اختفى طه كلياً عن المنطقة، لكن أصابعه السوداء تركت أثرها على وجوه الناس. اليوم يقولون في المخيم: «طه قاتل ليس منّا».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 52 / 2165603

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165603 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010