الخميس 1 آب (أغسطس) 2013

القدس العربي: ‘شعرة معاوية’ وصفة القيادة الفلسطينية للحفاظ على تماسكها في ظل اقدام عباس على استئناف المفاوضات دون الالتفات للمعارضين

الخميس 1 آب (أغسطس) 2013

رام الله - وليد عوض _ باتت ‘شعرة معاوية’ هي الوصفة الطبية والسحرية للحفاظ على تماسك القيادة الفلسطينية، في ظل اقدام الرئيس الفلسطيني محمود عباس على استئناف المفاوضات مع اسرائيل دون تلبية المطالب الفلسطينية التي كانت تصر على عدم العودة لمحادثات السلام الا باعلان اسرائيل موافقتها على حل الدولتين على حدود عام 1967 كأساس ومرجعية للمفاوضات، اضافة لتجميد الاسيتطان في جميع الاراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية واطلاق سراح الاسرى، وخاصة المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو الشهير الذي اقيمت السلطة الفلسطينية بموجبه.
وفيما يعتبر استئناف المفاوضات بناء على تعهدات امريكية وليست التزامات اسرائيلية بشأن حدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات وموافقة اسرائيل على اطلاق سراح 104 اسرى على دفعات بالتزامن مع تطور المفاوضات، قرارا مخالفا للاجماع الوطني الفلسطيني اتخذه الرئيس عباس بدعم عدد محدود من اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفق ما يرددون في مجالسهم الخاصة الا انهم يحاولون دائما ان يحافظوا على ‘شعرة معاوية’ خلال انتقادهم لقرار العودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان والتزام اسرائيل بحدود عام 1967 كاساس لتلك المفاوضات.
والى اي مجلس توجهت ومع اي عضو لجنة تنفيذية التقيت فانك ستسمع عبارة ‘الحفاظ على شعرة معاوية’ بشأن الانتقادات التي ممكن ان توجه لقرار العودة للمفاوضات الذي اتخذه عباس شخصيا.
وفيما يعبر معظمم اعضاء القيادة الفلسطينية خاصة اعضاء اللجنة التنفيذية عن معارضتهم وانتقادهم لاستئناف المفاوضات، الا انهم لا يخرجون عن النص المعهود في البيانات الصحفية المصاغة بعناية فائقة حفاظا على ‘شعرة معاوية’ في العلاقة مع الرئيس عباس وعدم انتقاده.
وفي حديث مع احد اعضاء اللجنة التنفيذية في جلسة رمضانية برام الله كانت ‘شعرت معاوية’ حاضرة عندما سألته ‘القدس العربي’: لماذا لا ترفع صوتك المعارض لاستئناف المفاوضات، خاصة وانك تقول بان الاجتماعات الاخيرة للجنة التنفيذية كان معظم حضوره معارضين للعودة للمفاوضات بناء على تعهدات امريكية وليست التزامات اسرائيلية؟ فكان رده: علينا ان نحافظ على شعرة معاوية مع الرئيس.
وتعود شعرة معاوية الى قصة يقال فيها ان أعرابياً سأل معاوية رضي الله عنه: كيف حكمت أربعين سنة ولم تحدث فتنة بالشام والدنيا تغلي؟ فقال رضي الله عنه: ‘إن بيني وبين الناس شعرة إذا أرخوا شددت، وإذا شددت أرخوا’.
وتلك الشعرة التي اصبحت مثالا لغاية اليوم وخاصة في عالم السياسة باتت الوصفة المتبعة فلسطينيا للحفاظ على تماسك القيادة، خاصة بعد ان غض الرئيس عباس النظر عن المعارضة الشديدة للعودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان ودون التزام اسرائيل بحدود عام 1967 كمرجعية لمحادثات السلام، وقرر استئنافها مما ادخل الكل الفلسطيني على مستوى القيادة في معادلة حرجة حاول الجميع فيها سواء الرئيس والداعمين له او المعارضين لهم الحفاظ على تلك الشعرة بغية استمرار تماسك القياد الفلسطينية من جهة وامكانية نجاح المفاوضات من جهة اخرى.
ورغم تواصل صدور البيانات الصحافية الصادرة عن اعضاء اللجنة التنفيذية وفصائلهم التي ينتموا اليها، الا انهم يبتعدون عن المس بشخص الرئيس عباس وقرارته، لعدم الوصول الى درجة مواجهته، خاصة وانه يتمتع بالكثير من الصلاحيات والمسؤوليات سواء على الصعيد المالي للمنظمة ومخصصات فصائلها او على الصعيد السياسي وما يتحمله من مسؤولية تجاهه كونه رئيسا لدولة فلسطين ورئيسا للجنة التنفيذية ورئيسا للسلطة الوطنية.
وتحرص بيانات الفصائل الفلسطينية المعارضة لاستئناف المفاوضات ومن يمثلها من اعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كأعلى اطار قيادي للفلسطينيين في الداخل والخارج على الحديث بالعموميات وانتقاد وفد المفاوضات كوفد ذهب لواشنطن لعقد او لقاء مع الاسرائيليين في واشنطن برعاية امريكية.
وعلى ذلك النغم الناعم من الانتقاد لقرار استئناف المفاوضات اصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين احدى الفصائل الرئيسة في منظمة التحرير بيانا صحافيا الاربعاء قال فيه:
مشاركة الوفد الفلسطيني في لقاء واشنطن الثلاثي لاستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية ‘قرار خاطئ’ وقد تجاوز به أصحابه ما اتخذته الهيئات الفلسطينية الجماعية من قرارات تتعلق بضوابط المشاركة في المفاوضات وتوفير متطلباتها.
وتابع المصدر: أن المشاركة تمت من قبل الوفد الفلسطيني خارج الالتزام الذي اجمعت عليه كل الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية الفلسطينية من متطلبات وهي وقف شامل للاستيطان، والاعتراف الاسرائيلي بحدود 4 حزيران (يونيو) 67، واعتماد قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة مرجعية للمفاوضات، واطلاق سراح الاسرى القدامى.
ودعا المصدر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت رفضت بالاجماع، ما عدا صوت واحد، المشاركة في هذه المفاوضات، إلى الاجتماع الفوري، والعمل على تصحيح الموقف الفلسطيني عبر الزام المفاوض الفلسطيني بقرارات الاغلبية، وبضرورة الالتزام بمتطلبات العملية التفاوضية، كما اجمعت عليها الحالة الوطنية في قرارات القاهرة أيار (مايو) 2011 وشباط (فبراير) 2013، وذلك على حد ما جاء في بيانه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 664 / 2178603

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178603 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40