كنعان 5 وسط “غوش عتصيون” رغم اخطارات الهدم في الخليل

أقام نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية لجدار الضم والتوسع والاستيطان في جنوب الضفة الغربية المحتلة، أمس، خيمة كنعان الخامسة وسط مجمع “غوش عتصيون” الاستيطاني جنوبي مدينة بيت لحم .

وقال منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن مجموعة كبيرة من النشطاء والمتضامنين الأجانب أقاموا خيمة كنعان 5 في منطقة تتوسط مستوطنتي “أفرات” و”مجدال عوز” التابعتين لمجمع “غوش عتصيون”، مشيراً إلى أنهم أقاموا مخيمات قبل ذلك في مسافر يطا، وبيت أمر، والجبعة، وحلحول .

وعمد النشطاء إلى رفع الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالاستيطان، وطالبوا السلطة الفلسطينية بعدم استئناف المفاوضات من دون التزام “إسرائيلي” وقف البناء الاستيطاني وحل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 . وفور الانتهاء من إقامة الخيام حاصرت قوات الاحتلال النشطاء وعملت على نشر حواجز عسكرية في المنطقة المؤدية إلى الاعتصام .

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 3 مزارعين خلال تصديهم لمستوطنين اقتحموا أرضهم جنوبي الخليل، وقال خالد عوض إن قوات الاحتلال اعتقلت شقيقه سعيد محمد عوض (43 عاماً) وابن عمه جميل أحمد عوض (47 عاماً)، ومحمد توفيق عوض (19 عاماً)، بعد أن منعتهم من دخول أراضيهم بحجة أنها “منطقة عسكرية مغلقة”، وأضاف أن عشرات من مستوطنة “متسبي يائير” المقامة على أراضي شرق يطا وجنود الاحتلال اعتدوا بالضرب على المزارعين ورعاة الماشية والمتضامنين، أثناء وجودهم بأراضيهم الواقعة في خربة “اقويويص” البالغة مساحتها 266 دونماً .

وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور إن محكمة الاحتلال كانت أصدرت حكما بإعادة الأرض لمالكيها الفلسطينيين، إلا أن قوات الاحتلال لم تنفذ القرار ومنعتهم من دخول أرضهم مدة سنة، وأضاف أن سلطات الاحتلال سلمت إخطارات تقضي بهدم مساكن إلى جانب بئر مياه، في خربة المفقرة شرق يطا، وأشار إلى أن قوات الاحتلال داهمت خربة المفقرة، وسلمت المواطنين إخطارات بهدم مساكنهم ومنشآتهم التي تعود ملكيتها لمحمد حسن جبر حمامدة، ونعيم محمد حمامدة .

كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من مخيم العروب شمالي الخليل، ونصبت حواجز بالمحافظة .
هذا فيما دخل الأسير الفلسطيني أيمن عيسى حمدان من بيت لحم، أمس، يومه ال 90 في إضرابه عن الطعام، فيما دخل الأسير عماد البطران يومه ال،81 احتجاجا على اعتقالهما إداريا، في ظل تخوف حقيقي على حياتهما، خصوصاً أنهما محتجزان داخل مستشفى “أساف هروفيه” في ظروف صعبة ومذلة، وفق ما أفاد نادي الأسير .

وقال محامي النادي في بيان صحفي إن حمدان يعاني هبوطاً في الضغط ودقات القلب، والتهابات في يده نتيجة للإبر التي تعطى له بالوريد، إضافة إلى أوجاع في جسده ومعدته، وأضاف أنه أخبره خلال زيارته له، أنه قاطع أخذ المدعمات والعلاج 25 يوما نتيجة للظروف القمعية والمذلة التي يتبعها السجانون . وأشار إلى أن إدارة معتقلات الاحتلال لا تزال تصر على الاستمرار بتكبيل الأسيرين، متعمدة وضع الأسرّة بحيث يكون وجهاهما إلى الحائط حتى لا يريا النور، كما تماطل في السماح لهما بالذهاب إلى دورة المياه .

وزار محامي النادي الأسير عماد البطران، وأكد أن وضعه آخذ بالتدهور في ظل الظروف التي ترافقه خلال احتجازه في مستشفى ’أساف هروفيه’، لافتاً إلى أنه يمكث في الغرفة التي يمكث فيها حمدان وفي الظروف القمعية والمذلة ذاتها، وأنه يعاني هبوطاً في الضغط ودقات القلب وأوجاع شديدة في جسده .
في سياق آخر نددت منظمة التحرير الفلسطينية أمس، بمنع “إسرائيل” الاتحاد الأوروبي من العمل في مناطق الضفة الغربية المحتلة على خلفية معاقبتها بسبب توسعها الاستيطاني .

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مفوض دائرة الإعلام والثقافة فيها حنان عشراوي في بيان لها إن “إسرائيل” التي تحتل الضفة منذ عام 1967 “لا تملك السيادة عليها” . وأكدت أن “استخدام “إسرائيل” غطرسة القوة لمحاصرتنا ومنع المجتمع الدولي من دعم حقوق شعبنا، هو خرق آخر لحق الفلسطينيين في التواصل مع العالم، وإمعان في عزل شعبنا والاستفراد به واستباحة أرضه” .

وشددت على أن الممارسات “الإسرائيلية” تتناقض جذرياً مع متطلبات السلام والقانون الدولي، وتثبت أن الحكومة “الإسرائيلية” ليست حكومة سلام بل تعمل مع سبق الإصرار والترصد على تقويض فرص السلام، وتدمرها بشكل ممنهج . ودعت عشراوي الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة عمله وتنفيذ مشاريعه في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أن السلام والأمن لن يتحققا من دون عملية حقيقية تستند إلى قواعد القانون الدولي .

إلى ذلك، أكد دبلوماسي غربي أن “إسرائيل” بدأت منع تنفيذ أعمال إغاثة للاتحاد الأوروبي في غزة، ومنع وصول مساعدات عاجلة، في أعقاب قرار وزير الحرب موشيه يعلون بتقليص التعاون مع الاتحاد الأوروبي عقب قرار الأخير مقاطعة المستوطنات .

ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة “هآرتس” عن الدبلوماسي الغربي قوله إن “إسرائيل” منعت ممثلين عن الاتحاد الأوروبي من الدخول إلى غزة عبر معبر بيت حانون “إيرز” . وأشارت إلى أن قرار يعلون اتخذ بالتنسيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كخطوة لمقاطعة أوروبا .