الاثنين 22 تموز (يوليو) 2013

العودة إلى الصراع الحقيقي

الاثنين 22 تموز (يوليو) 2013 par زهير ماجد

سيظل الصراع يحكم العالم كما يتحكم ذات الفرد بنفسه. الأصل في هذا الصراع البحث عن عدو من اجل مجابهته .. واذا لم يوجد عليه ان يخترعه، وان يوجده، واذا لم يتمكن من اختراعه فيمكن للاهتمام بأمور ثقافية ورياضية مثلا ان تحل بعض الاحساس لاكله، ليظل الشعور بالعدو من اساسيات الاحساس الانساني.
ظن نظام أنور السادات مثلا ان معاهدة “كامب ديفيد” ستحل الصراع بين مصر واسرائيل، لكنه أخطأ تماما في فهم المهمة التي من أجلها اقيمت اسرائيل كي تظل عدوا، بطبع ذلك الكيان خلق فرص العداوة من تلقاء ذاته، لهذا، ظل الشعب المصري معاديا، وينظر الى اسرائيل كدولة عدوة، وظل التطبيع الشعبي مع اسرائيل غير قائم البتة، ظلت العلاقة بين الحكومة وبين اسرائيل. الحل الوحيد امام مصر من أجل كسر حدة الواقع الداخلي والاستنفار بين المعارضة والموالاة شطب كامب ديفيد من الوجود واعادة اعلان اللاءات القديمة والبدء من جديد بتحديد هذا الصراع كأساس وليس غيره، عندها يتم تجفيف التوترات الداخلية تماما، كما حصل خلال الحرب العالمية الثانية عندما تمكن ستالين في الاتحاد السوفياتي من رفع شعار الدفاع عن روسيا الأم فكان ان أوقف العمل كل خصومه واتجه اكثرهم الى القتال ضد النازي.
في سوريا مثلا، يصبح القتال ضد اسرائيل استجلابا لكل القوى .. المعارضة المسلحة الارهابية تعتبر الدولة والنظام عدوها لأنها قررت صراعا خاطئا .. في المفهوم الديمقراطي هنالك دائما اختلاف بين المعارضة والدولة يحل بالحوار، لكن ان يتجه الصراع بتلك الطريقة القائمة في سوريا فهو أمر لا شأن له بحقيقة الموقف من الدولة، بل باعتماد المعارضة على حل بالقوة المسلحة يغير من معادلة الصراع الحقيقي ضد اسرائيل، الأمر الذي تشجعه دولة مثل الولايات المتحدة وترعاه ايضا وتدفع اسرائيل من اجل تبنيه لأنه يبعد عنها الخطر الدائم. لكن هذا العصيان والتمرد والانقلاب على الدولة لن يظل طويلا، ستحكمه من جديد ظروف محلية كما هي قدرات الجيش العربي السوري التي توفر التغيير على الارض، اضافة الى المتغيرات الدولية التي لن تبقى قائمة على حالها مهما كان وجهة بض دولها، العربية منها تحديدا.
كل العمل اليوم منصب على تغيير وجهة الصراع في المنطقة، فبدلا من اسرائيل العدوة التاريخية، ايجاد شروخ داخل كل بلد عربي يتلهى به ثم يستنفذه ويقضي عليه اما عبر حروب داخلية لاتنتهي، واما بصراعات سياسية تتخللها مشاحنات من نوع الفوضى، واما باتلاف القوى المركزية لتلك الدول مثلما حدث في ليبيا التي فرطت تماما من كل قوة قادرة على اعادة شكل الدولة الى طبيعتها.
المطلوب اذن اعادة الصراع الى حقيقته كي يستتب الأمر في الواقع العربي .. عندما اعتبر السادات ان حرب أوكتوبر 1973 آخر الحروب مع اسرائيل، اخطأ استراتيجيا حتى لو كان يقصد مصر لوحدها على سبيل المثال. العداوة لاتلغى بقرارات ولا باتفاقات، وخصوصا عندما يكون العدو كأسرائيل التي قامت على التطهير العرقي واغتصبت أرضا عربية وحلمها الابدي ان تجعل العرب أعرابا وأن تحتل خيراتهم وتنتزع قدراتهم وتعلو فوق شأنهم .. الخ ...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 93 / 2166058

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2166058 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010