السبت 20 تموز (يوليو) 2013

كيري و “تضييق الهوَّة”!

السبت 20 تموز (يوليو) 2013 par عبداللطيف مهنا

بدايةً ، ليس من حاجة لكيري لأن يجهد نفسه أكثر من ست جولاتٍ ليتوصل ، كما قال ، إلى “تضييق الهوَّة” بين من التقاهم في عمَّان وعدوهم ، فاصحاب الهوى التسووي ، أو قل التصفوي ، من فلسطينيين وعرب ، من جانبهم ، دائموا الإستعداد لأن يهووا أكثر فأكثر فيهوَّة مسيرتهم “السلمية” السحيقة ، ودائما باتجاهٍ واحدٍ هو قاعها ...أوإلى حيث ينتظرهم نتنياهو بصدوده سائلاً وهلمن مزيد ؟ وعليه ، فالمسألة ليست عندهم ، ولذا ، مالذي يجعل حصاد جولته السادسة يختلف كثيراً عن مكنوه مادرجت عليه مواسم سابقاتها ؟!
في آخر جولاته في محطتها الأردنية الموصوفة بالمكثَّفة ، وبعد أن التقى لمرتين رئيس سلطة الحكم الذاتي الإداري المحدود تحت الاحتلال ، ووفد لجنة متابعة مبادرة “السلام العربية” ، أو محاولي بعثها من لحدها وتسوُّل إحيائها من جديد ، وأمين عام جامعة عربها ، وفي مؤتمرٍ صحفيٍ كمعتاده في نهاية جولاته ، وقف إلى جانب نظيره الأردني معلناً ، إنه ، وهو يسير على مايعتبره “الطريق الصحيح” ، إلى ما يجهد نفسه ويهدر وقته من اجله ، قد تمكَّن من تضييق تلك الهوَّة ، ويواصل “احراز التقدُّم” الذي ينشده ، ويأمل أن يتمكن الجانبان (المعنيان بما ضيَّقه ) من الجلوس على الطاولة نفسها“... هذا القول الكيراوي الذي تنقصه الجدة تماماً أستوجب طرح المزيد من الأسئلة المستوضِحه للتفاصيل التي تختبىء خلفه ، وهو إذ احجم عن كشف كنهها ، آثر التهرُّب فصد طارحيها قائلاً :”لا أنصح أياً كان بالإستسلام إلى الرغبة بإطلاق تكهناتٍ" حول هذا الذي ضيَّقه من هوَّته هذه التي ضيَّقها ،أوما أحرزه من تقدمٍ دفعه إلى أن يأمل بإجلاس طرفيها ، وقريباً ، على الطاولة الأميركية !
عرب الجامعة باركوا مساعي الأميركي التصفوية الخيِّرة ، مُشهرين للمرة العصية على الإحصاء تمسُّكهم الذي لامن فكاكٍولامن رجعةٍلهم عنه بمبادرتهم التليدة ، معيدين التوكيد على اريحيتهم التنازلية الأخيرة في “بلير هاوس” ، تلكم التي أضافت إلىتنازلهم فيما بادروه عن ثمانين بالمائة من فلسطين التاريخية ، وحق العودة ، قبولهم بتبادلٍ للأراضي مع سالبيها فيما يتعلق بالعشرين في الماية المتبقية التي تجري المساومة عليها ، وبالتالي أكد وفدهم المتابع ، الذي هرع للقاء الجائل الوسيط في عمَّان ، بما لايدع مجالاً لمشككٍ أو مرتابٍعلى “دعمه الكبير” لجهوده ، لأنه يرى في الأفكار التي طرحها الحاوي مضيِّق الهوَّات أنها “تضع ارضيةً وبيئةً مناسبةً للبدء في المفاوضات” المنشودة ، التي يأمل الوافدون الهارعون في أن تؤدي إلى “انهاء الصراع وتحقيق سلامٍ” وصفوه ، وفق ذات الديباجة المعهودة ، بالعادل والشامل “بين الفلسطينيين والإسرائيليين” !!!
كيري ، الذي ألقى بجزرةٍ للأوسلويين الفلسطينيين تتمثل في وعودٍ بالمسعي “لاستقطاب” نحو أربعة مليارات دولار من الإستثمارات الخاصة ، أسمع عرب المبادرة المنبعثة من أديم رفض الصهاينة لها مناشدته من عمان لحلفائه الصهاينة “بالتفكير بعناية بالمبادرة العربية” غير القابلة للصرف بالنسبة لهم ، مذكِّراً إياهم بأنها تعدهم بموافقة 22 دولة عربية ومعها 35 اسلامية على “سلامهم”هم ، الذي يضيِّق الهوَّات في سبيله ، وبتطبيعٍ ال57 دولة معهم ... فماذا عنهم ؟!
الصهاينة اعتادوا القول لحليفهم الرءووم إذهب أنت وسطوتك إلى مستمرئي هيمنتك وآتنا بماتحلبه من بقرة تنازلاتهم المدرار من مستجدها ، كما وأنهم إبان هذه الجولة مشغولون عنه بجدلهم الأقرب للصراخ حول كيفية تأديب الاتحاد الأوروبي ، داعمهم وشريكهم التجاري الأكبر ، ومناقشة سبل ثنيه عما ارتكبه من خطيئتةٍ لاتحتمل ولاتغتفر بالنسبة لهم ، ذلك عندما ، وكبديل عن مقاطعتهم ككيانٍ غاصبٍ ودولة آبارتهايد ، كما هو الحال مع ماسبق وكان مع جنوب افريقية قبل سقوط حكومة البيض العنصرية ، أكتفى بان قرر أن الاتفاقات المعمول بها مع كيانهم لاتسري علي مستعمراتهم في الضفة . قال نتنياهو : “لن نقبل بإملاءاتٍ من الخارج بشأن حدودنا” ، ووزيره بنيت دعاه إلى ردٍ حازمٍ على البغاة الأوروبيين ، وانذرهم بأن سريان قرارهم هذا يعني منعهم من “العمل في الضفة وحرمانهم من المشاركة في عملية السلام” ، أو المشاركة في لعبة تضييق الهوَّات مع متعهدها كيري ، أما نائب وزير الخارجية الكين فعبر على طريقته عن تحديه لهؤلاء، ذلك عندما انتهك قدسية الحرم القدسي الشريف ليعلن من ساحته : “لن نخضع للضغط الأوروبي” !
... كان رد الصهاينة الأولي على مناشدات كيري لهم ، وعقوق كاثرين اشتون ، رفض نتنياهو التفاوض على أساس حدود 1967 ، مع ماسبقه من تسريبٍعن نية بدئهم في تنفيذ آخر مخططاتهم التهويدية القاضية ببناء أكثر من الف وحدة سكنية مضافة لمستعمراتهم المقامة في الضفة ... وعليه ، لم تجد رام الله بداً من تأجيل بتها بقبول ماقترحه كيري عليها ، وسيعد كيري بمزيدٍ من جوٍلات تضييق الهوَّات اللاحقة ، وسيوالى الصهاينة مواصلة الحديث عن جهوزيتهم الدائمة للتفاوض مع عشاق التفاوض حول التفاوض ، بدون شروط مسبقة ، ومتى شاءوا، لكن ، على مذهبالراحل شامير ، أي إلى أن يأتى أوان تنفيذ مخطط“الترانسفير”...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165292

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165292 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010