الأحد 23 حزيران (يونيو) 2013

مسلسل التضليل «الاسرائيلي»

الأحد 23 حزيران (يونيو) 2013 par بركات شلاتوة

لتجميل الوجه القبيح للاحتلال تعتمد “إسرائيل” سياسة أساسها قلب الحقائق والتضليل، واللعب على المشاعر والمداهنة، واستخدام مصطلحات بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، تسمي الأشياء بغير مسمياتها، أو ما تطلق عليه “آلة غسيل الكلمات” . هذه السياسة مستخدمة على نطاق واسع لدى المسؤولين “الإسرائيليين” سياسيين وعسكريين .

آخر فصول هذه السياسة في الكذب والتضليل واللعب على العواطف ما ذهب إليه رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع صحيفة “واشنطن بوست”، حول استعداده للبدء فوراً في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين .

من يسمع هذا الكلام يظن أن نتنياهو حمامة سلام وأن من يقوّض جهود التسوية هم الفلسطينيون، بعد هذه “التضحية” من أجل السلام . ولا يتبادر إلى ذهن البسطاء في الغرب أن نتنياهو يرفض حتى إطلاق سراح الأسرى، أو على الأقل من هم في الأسر منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام ،1993 لأن ذلك استحقاق تأخر تنفيذه كثيراً، الأمر الآخر، كيف ستكون هناك مفاوضات على مناطق تقضم المستوطنات منها يومياً مئات الدونمات، وقد تنتهي المفاوضات، في ظل مماطلة وتسويف “إسرائيليين” ولم يتبق للفلسطينيين أرض ليقيموا دولتهم عليها، لذا فإن مرجعية حدود عام 67 أساسية قبل انطلاق المفاوضات، رغم أنها الحد الأدنى، فهي تمثّل أقل من 20 في المئة من أرض فلسطين التاريخية، مع أن قرار التقسيم 181 الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947 أعطى الدولة الفلسطينية 44 في المئة من الأراضي والكيان الصهيوني 55 في المئة .

كلام نتنياهو للصحيفة يذكّر بتصريح سابق له عندما كان رئيساً للوزراء عام 1996 بعد “هبة النفق” التي حصدت أكثر من 85 شهيداً، وانتهت من دون تحقيق أي شيء لمصلحة الفلسطينيين، يومها قال نتنياهو وباللغة العربية “لا حرب بعد اليوم”، فكم من مجزرة ارتكب بعدها؟ وهل عمل للحظة من أجل السلام؟

الواهمون وحدهم صدّقوا نتنياهو، ظناً منهم أنه يعني ما يقول، ولم يدركوا أن ذلك يأتي ضمن الدعاية الصهيونية المسمومة التي تحاول تسويق “إسرائيل” على أنها ضحية عنف الفلسطينيين وحمل وديع يتلقى الضربات من دون حول ولا قوة .

إذا كانت “إسرائيل” تريد تحقيق التسوية، فإن عليها استحقاقات يجب أن تنفذها، أولها تبييض المعتقلات من الأسرى، والانسحاب الكامل من الأراضي المحتلّة عام ،1967 والانكفاء إلى مناطق ال،48 ثم ترك الفلسطينيين يقيمون دولتهم كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها .

وبما أن “إسرائيل” فرضت هذا الواقع على الفلسطينيين بحكم قوتها والدعم الأمريكي والغربي لها، فإن من حق الفلسطينيين، استرداد أرضهم ولن يقبلوا أن تذهب أرض الآباء والأجداد إلى أعداء جاؤوا من خلف البحار .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2165247

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165247 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010