الأحد 16 حزيران (يونيو) 2013

دعوهم يقتلون بعضهم بعضا

الأحد 16 حزيران (يونيو) 2013 par زهير ماجد

ليس العنوان أحد أفلام السينما بل هو واقعي من خيرة مايتحدث به الإسرائيليون تعليقا على العالم العربي. فلقد أبرز أحد قادتهم موقفا صريحا طالب فيه قادة إسرائيل عدم التدخل في الشأن العربي هذه الأيام، بل تركه على وضوحه كي يستمر العرب في قتل بعضهم البعض.
هي نظرة الشماتة بواقع عربي كان يتحدى، فصار هناك من يتحدى قدرته على البقاء متجانسا ولو في حده الأدنى. صار العرب أكثر من عرب، وكل منهم ينظر شذرا الى العربي الآخر .. يتطلع اليه كما لو انه عدوه الأول .. هناك من تم إعداده على هذه الصورة حتى نسي الأعداء الحقيقيين، وهناك من تسلل بينهم كي يلتهموا لحم بعضهم، ويقطعوا أوصالهم، ويشقوا صدورهم، ويأكلوا لحومهم. بل هنالك من دعم تلك الافكار ونفذها امام الأعين الظمأى لتنفيذها والتي كانت لاتتردد قبلها.
لا أقول إن ثمة مسؤولا عما يحدث عربيا، طالما ان المناخ من نسيج افكار متطايرة داخل المجتمعات، قادمة من عنف ومن احساس بضرورة صدم المجتمع الى حد تفتيته. هذا العنف وليد أخطاء في التربية الدينية والسياسية والاجتماعية والبيتية ... بانعدام الثقافة الإنسانية التي تجل احترام الآخر أو تحترم قدسية وجوده الإنساني.
هكذا يفرح الإسرائيلي الذي نجحت خياراته، بل نجح في أن يقذف الى العالم العربي أبرز وجوه الانقسام المتمثل في إعلام مركز، ساهمت فيه محطات فضائية عربية وإسلامية، وفتحت له الأبوا ب كي يكبر الى هذا الحد المخيف الذي باتت المجتمعات مهددة به. فهي قد تجاوزت سايكس بيكو الجديد، جعلته وراءها، ثم سبقت المخططات بعدما جعلتها وراءها. فكرة التقاتل العربي تقدمت وسبقت شتى الافكار، لم يعد غيرها في واجهة الاهتمام الشعبي الذي رمى أوراقه الجامعية وشهاداته وعلمه ليقفز الى سلاحه الفتاك ناسيا انه بات مستليقا من وراء إقدامه الصارم على تقاتله ذاك في مزبلة التاريخ.
نحن في ميدان الصراع الذي يتجاوز معارك علي ومعاوية ، الى حرب المائة عام التي ستصير وعدا للعرب ولأبنائهم ولأحفادهم وأحفاد أحفاد أحفادهم المنخرطين المساكين في لعبة الدم العربي .. سيفرض هذا الجيل التزاماته الدموية على من سيليه من أجيال ، وسيكون عليه ان يقدم نتائج يديه الباهرة في النحر والذبح وتقطيع الأوصال كأنما هو عصر ولد لهذه الصور الفاضحة التي تسير في المجتمع العربي كالهشيم ، وأكثرهم كاذب عند حديثه عن الوحدة والتلاحم ، فيما هو أحد منفذي المشروع وأول من رمى السهم فيه .
ليفرح الإسرائيلي الذي يعي أن أفكاره عن تقاتل العرب ثمة من ينفذها. هل هو العقل الواحد الذي تتفتق عنه تلك الالتزامات أمام القوة التي ترعاه، وبذلك يجتمع الإسرائيلي وبعض العربي على وحدة هدف وتصميم على المصير الواحد.
هاهي الخناجر والسيوف والسكاكين والفؤوس، كلها تلمع تحت شمس العرب الحارقة، فيما الوجوه تقطر سُما، والأسنان تقطر دما، لقد انفلت غول الصراع العربي العربي من عقاله فهلموا ياعشاق الدم، يامن تركتم جامعاتكم وكتبكم وتاريخكم لتنضموا الى فوضى ستأخذكم مائة عام لن يبقى فيها مكان لقبوركم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165450

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165450 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010