الأحد 16 حزيران (يونيو) 2013

ستة أعوام عجاف

الأحد 16 حزيران (يونيو) 2013 par بركات شلاتوة

ستة أعوام مرّت على انقسام دموي، شطر الوطن والوحدة الفلسطينية، وباعد بين مكونين أساسيين في العمل النضالي الفلسطيني، وها هي الأعوام تمضي عاماً بعد آخر في ظل الوعود بقرب إنجاز المصالحة من دون أي تطبيق فعلي على الأرض . لذلك سئم الجميع علك الكلام والادعاء في كل مرة أن “النوايا صادقة” للسير نحو إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، لأنها تحتاج إلى عمل صادق أيضاً يتبع “النوايا الصادقة”، ويكون ذلك بقرار جريء ومستقل من طرفي الانقسام .

فرغم دخول الانقسام عامه السابع إلا أن المصالحة ما زالت تتأرجح بين شد وجذب ومناكفات واتهامات، من دون أن تنجح حركتا “فتح” و”حماس” في التغلب على خلافاتهما ولم الشمل الفلسطيني وطي صفحة الانقسام التي حصدت أرواح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، ملوثة تاريخاً حافلاً بالتضحيات .

لذا لتعلم “فتح” ولتعلم “حماس” أن هذا الانقسام وصمة عار لن تمحى من تاريخ القضية الفلسطينية، وعلى الحركتين أن تعملا سريعاً لإنهاء خلافاتهما والسير في درب الوحدة وإعادة اللحمة للوطن، ولتتذكرا أن التضحيات التي بذلت والدماء التي سالت على مذبح الحرية لم تكن من أجل الوصول بالسفينة الفلسطينية إلى هذا المستنقع، فأبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وكل شهداء “فتح” لم يبذلوا أرواحهم رخيصة من أجل أن تكون هذه هي النهاية، والشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وأبو شنب ويحيى عيّاش وشهداء “حماس”، ضحّوا بأرواحهم ولم يظنوا للحظة أن سلاح المقاومة سيستخدم في صراع داخلي فلسطيني- فلسطيني .

من هنا فإن على الحركتين أن تراجعا تاريخهما النضالي بعد أن شكلتا وفصائل العمل الوطني، كفاً يواجه مخرز الاحتلال، ولتعودا إلى رسم صورتهما المشرقة التي تشوّهت، وليكن شعارهما الوطن أولاً وثانياً وثالثاً وفوق أي اعتبارات أخرى .

الملاحظ أن الانقسام اليوم أكثر عمقاً من أي وقت مضى، مع تصاعد الاعتقالات والمناكفات والتأثر بالأحداث الإقليمية، والإجراءات التي اتخذت من طرفي الانقسام حولته إلى انفصال حقيقي على الأرض بما لا يدع أي أمل لإنهائه، والخاسر الأساسي في هذه المعادلة المقيتة هو الشعب الفلسطيني .

وعليه فإن الحرص على القضية الفلسطينية يحتّم على طرفي الانقسام محاربة الأجنحة المتشددة داخلهما التي توسع الفجوة بين الحركتين والتي يبدو أنها مستفيدة من هذا الوضع، وعليهما أن تسيرا بخطى ثابتة نحو الوحدة، تمهيداً لمواجهة موحدة للاحتلال بعد أن غاب الأفق واستفرد غول الاستيطان والإرهاب الصهيوني وعربدات المستوطنين بالشعب الفلسطيني . المحيّر في الأمر أنه كلما اقترب الطرفان من تحقيق التوافق تعود الأمور إلى المربع الأول، فهل هو عدم استقلالية القرار الفلسطيني، أو هو الجرح الغائر والحقد الدفين؟

الانقسام أفرز الحصار على قطاع غزة والتهم أراضي الضفة الغربية، ومكّن ل”إسرائيل” حتى تكون المستفيد الأول والأخير منه، فهل ستنتهي السنوات الست العجاف وتعاد اللحمة للوطن، أم أننا سنرى السبع العجاف ومتوالياتها؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2165358

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165358 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010