السبت 15 حزيران (يونيو) 2013

تأجيل زيارة كيري :تعثُّر مؤقت لا يلغي المسعى الأميركي

السبت 15 حزيران (يونيو) 2013 par عبد الرحمن ناصر

أرجأ جون كيري زيارته المقررة إلى فلسطين المحتلة، ولم يتم تحديد موعد جديد لهذه الزيارة، الوزير الأميركي يتحرك بسرعة من أجل إعادة السلطة وحكومة الاحتلال إلى طاولة المفاوضات، كالعادة يتركز الجهد الأميركي على محاولة تكييف السلطة الفلسطينية مع الشروط التي يضعها الصهاينة لاستئناف المفاوضات،

في المقابل، وفي سياق عملية التكييف المشار إليها، تقترح الإدارة الأميركية جملة أفكار تتصل بتحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في الضفة، وتتصرف حكومة نتنياهو وفق قناعة مفادها أن واشنطن تركز ضغطها على الجانب الفلسطيني أساساً، الإعلان عن تأجيل زيارة الوزير الأميركي، ترافق مع تصريحات منسوبة إلى السلطة الفلسطينية، تعرب فيها عن شكوكها بنية حكومة الاحتلال، العودة إلى المفاوضات، وحسب مراقبين، ربما يتطلع كيري من وراء تأخير موعد قدومه فلسطين المحتلة، إلى توقع تغيير في مواقف الأطراف، خصوصاً في ضوء خلافات داخل الائتلاف الحاكم في كيان الاحتلال، وتعبير السلطة عن عدم الثقة في حدوث تغير في مواقف حكومة الاحتلال.

عشية الموعد الذي كان محدداً للزيارة، وضعت حكومة الاحتلال شروطاً جديدة لاستئناف المفاوضات، تتضمن الشروط التي تحدتث عنها وسائل إعلام الاحتلال؛ موافقة على دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بـ“الدولة اليهودية”، وذلك فيما يبدو في الوقت نفسه رداً على حديث مسؤول كبير في الائتلاف الصهيوني الحاكم، عن رفض حل الدولتين.

رئيس حكومة الاحتلال أوضح أنه سيبحث مع كيري “فرص إيجاد طريق سيؤدي إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، من أجل التوصل لتسوية تعتمد على مبدأ الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح، والتي تعترف بالدولة اليهودية، مع ترتيبات أمنية راسخة، تعتمد على قوة الجيش الإسرائيلي”، وأضاف نتنياهو أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، “يتعين على الحكومة العمل ككتلة واحدة، والتركيز على الخطوات الهامة، دون الانشغال في أمور حزبية صغيرة”، وذلك في إشارة إلى تعدد المواقف التي يطلقها مسؤولون صهاينة، فيما يتعلق بمسار التسوية التي يعمل الأميركيون على تحريك عجلتها، عبر المقترحات التي يقدمها وزير الخارجية الأميركي.

الشرط المتعلق باعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة، هو أيضاً من ضمن الشروط القديمة، والتي يرى الصهاينة الفرصة مؤاتية لتمريره، مع تلمس الضغط الأميركي القوي والمتصاعد لإطلاق المفاوضات مجدداً، ويأتي طرحه بعد أن ظهر النجاح الأميركي في تجميد الحديث في ملف الاستيطان، دون تجميد الاستيطان نفسه، لا بل شهد الاستيطان نمواً كبيراً خلال العام الجاري، فقد كشفت ما تسمى “حركة السلام الآن” النقاب عن أن الثلث الأول من هذا العام شهد ارتفاعاً بنسبة 176 في المئة في أعمال بداية البناء في المستوطنات ليصل إلى الرقم الأعلى خلال سبع سنوات، في حين أن البناء في داخل كيان الاحتلال انخفض بنسبة 8.9 في المئة، رغم وجود تحركات احتجاجية تتعلق بالمصاعب الاقتصادية، والتعثرات في قطاع الإسكان تحديداً.

وقالت الحركة في تقرير جديد لها: “وفقاً لأحدث معطيات الجهاز المركزي للإحصاء في إسرائيل، فإن البناء في الضفة الغربية ارتفع خلال الربع الأول من العام 2013، على الرغم من أسطورة”تجميد الاستيطان“أو ’”ضبط النفس“، فقد تواصل البناء دون انقطاع، ففي الفترة ما بين كانون الثاني 2013 وآذار 2013 تم الشروع في بناء 865 وحدة استيطانية جديدة، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف مقارنة مع الربع نفسه من العام الماضي (من كانون الثاني إلى آذار 2012)، وإذا ما قورنت هذه الأرقام مع الربع الأخير من العام الماضي (من تشرين الأول إلى كانون الأول 2012)، فإن الزيادة مذهلة وتصل إلى 355%”.

واعتبرت “السلام الآن” أنه “طالما لا يوجد تجميد كامل للاستيطان، فسيستمر النمو إلى حد كبير”، وقالت: “إن أي حكومة تلتزم بالسلام لن تسمح ولن تستمر في بناء المستوطنات، الذي يضر لا محالة بفرص السلام”، وأضافت “توفر هذه النتائج دليلاً إضافياً على سياسة الحكومة المستمرة في إعطاء التوسع الاستيطاني الأولوية، على حساب الغالبية من المواطنين الإسرائيليين، إن كتلة المستوطنين هي مجرد 4% من السكان، لكنهم تلقوا زيادة 176% في بدايات البناء، في حين تلقى القسم الآخر الذي يعادل 96% من المواطنين الإسرائيليين انخفاضاً بنسبة 8.9% في بدايات البناء”.

بالنسبة للسلطة الفلسطينية، فإن نشر هذه الأرقام يعني أن العودة إلى المفاوضات، ستكون ستاراً لتثبيت هذا التوسع الاستيطاني، وبمنزلة غطاء للمزيد من انتشار الاستيطان في مختلف أنحاء الضفة الفلسطينية، وربما نشهد تالياً، تشدداً فلسطينياً في اشتراط تجميد فعلي للاستيطان قبل معاودة المفاوضات، فما يقدمه الأميركيون من مشروعات اقتصادية لا قيمة لها عندما لا تعود الأرض موجودة، ثم إن السلطة ترفض الاعتراف بيهودية الدولة في الوقت الراهن.

بعض المراقبين يتوقع مع الإعلان عن تأجيل زيارة كيري جموداً مؤقتاً في الجهود الأميركية، مؤسساً على توقعات بانهيار الائتلاف الحاكم في كيان الاحتلال، ولكن هذا لن يوصل إلى توقف المسعى الأميركي بشكل كامل، خصوصاً أن الولايات المتحدة، تعتبر الفرصة مناسبة تماماً لتحقيق ما تسميه إنهاءً “للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2165274

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2165274 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010