الثلاثاء 11 حزيران (يونيو) 2013

بعض المقاومة إذ يتجنّى عليها ....!

الثلاثاء 11 حزيران (يونيو) 2013 par رئيس التحرير

منذ بدأت الملامح الخطرة في تحويل ما جرى في سوريا من الصورة الأولى التي بدأت عليها كحالة حراك شعبي تطالب بالاصلاحات السياسية والديموقراطية والكرامة والحرية والمساواة والممارسة التشاركية في البلاد اقتصاديا وسياسيا، إلى منظومة ممنهجة من الاستهدافات ضد الدولة السورية نفسها وضد الشعب السوري نفسه وضد ما خرج له هذا الحراك ابتداءً وذلك بضرب قائمة وحدة قوى الشعب الذاتية بغية تفسيخ هذا النسيج، توقفنا مطوّلا إزاء هذا التحوّل الحاسم، وقلنا لا بد من موقف واضح إزاء جملة الدم والدمار القادمة هذه وأن لا مجال للادّعاء بأنها لا تهم فلسطين ولا تهم العروبة وقضاياها.

كما كل الذين وقفوا دوما إلى جانب حراك الشعوب ومطالبها المحقة وقفنا ووقف كل من هو في خط المقاومة والتي هي أولى الناس بعافية المجتمعات العربية والاسلامية وازدهارها، لأن هذه العافية وهذا الازدهار وهذا التقدّم المنشود جزء أساس ورقم مهم في معادلة موازين القوى في الصراع مع العدو الصهيوني وحلفه البغيض وليس عكس ذلك بأي حال، وقلنا أن المبادرات التي تقدّمت بها الحكومة السورية لحل هذه المطالب ضمن رؤية الحل السياسي الشامل هي المسار والمصير الطبيعي الذي يجب أن تؤول إليه الحال.

وهكذا كانت البيانات والتصريحات التي توالت تناشد كل القوى الانتصار للحل السياسي والحوار الوطني وتنحية التعامل الأمني، لكنَّ الأمر اتضح أنه يسيير بقوى ذات عزم مخيف تجاه نقل شكل هذه الأزمة وصورتها إلى القتل والدم والحديد والنار وهو ما لا يوافق عليه وطني ولا قومي فضلاً عن أن يوافق عليه ويقرَّه روحاني مهما كان دينه الذي يسير عليه أو مذهبه الذي يعتنقه أو طائفته التي يطل منها، اللهم إلا إن كان صهيوني الهوى والمعتقد والمسار، فهذا هو الطرف الوحيد الذي ينتظر منه أن يكون همه الأول هو دمار هذه الأمة وضرب مرتكزات صمودها ومقاومتها ومنعتها وخاصة في معسكر المقاومة الذي يذيقه الرعب الجنوني على مصيره منذ العام 2000.

لم تسلم مخيمات شعبنا من الاغراق في البحر الأسود على أيدي الذين أعلنوا صراحة وبالفم الملآن أن أرض مخيم اليرموك هي أرض سورية وهم سيستخدمون كل أرض سورية لمواجهة الجيش السوري والدولة السورية والنظام السوري فوقها، وهكذا غزت عصابات قتل وتهجير وتشريد مخيمات شعبنا من اليرموك إلى النيرب وما بينها، بل واستهدفت قبل ذلك حتى جنود جيش التحرير الفلسطيني الذين كانوا في طريقهم إلى بيوتهم أو إلى معسكراتهم وهم أصلا بعيدون عن كل وجملة ما كان يحدث فوق الأرض السورية الشقيقة، ومع ذلك كلّه أصرّت قوى المقاومة الفلسطينية على أن تقدّم الموقف السياسي السليم الوطني والقومي والروحي، بأن لا تكون جزءً من هذه الأزمة وأن لا تكون فيما تطوّر إليه الأمر لاحقاَ جزءً من الحرب المفتوحة على سوريا ثم على المقاومة، قبل ظهور الأصابع الصهيونية وبعدها.

صدمتنا الأحداث والوقائع التي كشفت عن انحراف خطير في بعض جسم المقاومة الفلسطينية وأن تكون هذه الانحرافات قد بدأت تلقي بظلال من المعقولية على بداية الاتهامات التي توالت لهذا الجزء أنه كان الطريق والطريقة الطروادية التي سلّمت مخيم اليرموك لعصابات القتل والتكفير والتدمير، لكن أن تبدأ كومة من هذه الوقائع بالتمظهر اليوم حول أدوار أخرى أشدّ خطرا وفتكا بمجمل الصورة فهذا ما لا يحتمل، أن تقود بعض الاشارات إلى احتمال مشاركة عناصر فلسطينية مقاومة كانت قد تلقت تدريبها من أجل أن تحارب الصهيوني لنجدها تستخدم الخبرات القتالية والتدريبات والأسلحة التي أعطيتها من معسكر المقاومة ضد الجيش السوري وعلى الأرض السورية فهذا ما لا يحتمل أبدا ويصبح الوضع اليوم برسم هذا الجزء الذي أساء إلى المقاومة الفلسطينية أن يقدّم الاجابات وأن يوضح الصورة وأن يحاسب داخليا هذا الخلل الخطير.

نقول ذلك لأننا نتعامل بالرقم المجموع وليس الرقم المقسوم، ولأننا دائما نضع العين على حاصل الجمع وندفع إلى معادلات الجمع لأنها معادلات الطريق إلى فلسطين، أما غيرها فهي معادلات الطرح والقسمة والضرب والتحطيم وإفشال الجهود بالفرقة والجهوية البغيضة والحزبية المريضة، وعلى هذا الأساس فإن هذا الجزء من المقاومة الفلسطينية الذي انزلق إلى هذا المنزلق الخطير أصبح مطالبا من بقية قوى المقاومة الوطنية والاسلامية قبل غيرها من الجهات أن تقدم على خطوات ضرورية للتفسير والمعالجة، ولا نظن أن تصريحات غير مسئولة لبعض شخصيات محسوبة على هذا الجزء المنزلق من نوع تصريحات أحدهم مؤخراً بأنه ومن يدلي باسمه لا يقيم في بلد ما بناء على حماية أو رعاية أو دعوة أو ما شئتم من أحد أركان معسكر المقاومة في ذلكم البلد الشقيق بل هو يقيم هناك بسبب تفهم الدولة المعنية ورعايتها له ولحركته!!

باختصار باتت المسألة اليوم تتجاوز معيار «عدم الوفاء» أو «غياب النخوة» وما إلى ذلك من حسابات منظومة «النأي بالنفس» ومصفوفة الصمت المحال إلى «حياد النعامة»، إنها أصبحت في بؤرة الغدر والانحراف والاختراق لجسم المقاومة وخطها ، كما أنها صارت تؤشّر على تقديم ما هو خارج الفلسطينية والعابرة للحدود على حساب الفلسطينية وهي المنظومة الرئيس في تحديد بوصلة الاتجاه للتحرير وللقدس من غير ذلك، فضلا عن استحقاق آخر هو ضرورة صيانة نوع العلاقات النضالية المطلوبة داخل خط المقاومة الفلسطيني ونوع البرنامج المطلوب من قوى المقاومة الفلسطينية وخاصة اليوم ليتأتى تحمّل أعباء التحديات القادمة بنجاح، وهذا الخرق الواضح اليوم في كل هذا هو ما لا يمكن السكوت عليه، ولذا فإننا قبل أي عامل أو طرف آخر ننتظر جوابا واضحا من أخوة كثيرين معنيين وهم مثلنا لا يعجبهم ولا يقبلون بما تسير إليه المزالق في هذا الجزء من المقاومة الفلسطينية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 508 / 2165995

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165995 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010