الثلاثاء 11 حزيران (يونيو) 2013

فلسطين وسوريا

الثلاثاء 11 حزيران (يونيو) 2013 par زهير ماجد

أحن إلى فلسطين التي أضعفها محمود عباس وسلام فياض، تلك التي غسلت شعر تاريخها على منابع القوة .. وأحن إلى فلسطين التي لبست ذات يوم الكاكي والكوفية وحملت سلاحا بيد دون ان تنسى غصن الزيتون الذي لم يحن وقته مهما حاولوا مجيئه مبكرا. وأريد فلسطين التي لن تأتي من حلم ضاع، بل من واقع مقيم على ارض ثابتة فيها أنشودة الحق التي تصدح.
هو حنان مجبول بالتمني، صفته انه مقياس لطريق طويل سوف ينتهي ذات مرة إلى هدف مهما بعدت المسافة.
ومع حناني الفلسطيني، اتوق إلى سوريا التي لعبت فيها شابا صغيرا وكبرت على شرفاتها الحانية على شجر ياسمينها .. لم أتأخر يوما عن الدخول في عالمها السحري الذي يوقظ النفس الظمأى إلى أمل هو الحرية .. دمشق هي تلك الحرية الصارخة.
سوريا موعدي إلى اليقظة التي تجعلني أتأمل صباحات مختلفة عن كل ما اعرف. سوف اصل إلى دمشق من جديد بعدما اصبحت وعرة ولأمد محدود. طريقها السابق أعرفه، والآتي أعرفه، الحالي مريض بالكفرة والتكفيريين وبالارهاب الذي يحاول صناعة صباح دمشقي يصعب قبوله او حتى التفكير به.
انها سوريا التي تمر فلسطين من بؤبؤ عيونها، ويمر لبنان مع كل شهيق وزفير، وتمر مصر مع كل تخيل تاريخي، بل يمر شرق وغرب عربي لأنها سوريا التي تنبع العروبة من قلبها وتصب فيه .. تعيش العروبة في عقلها وتسرح فيه.
سأذهب الى كل الاماكن العربية التي ارى فيها سوريا على حال مما هو مرسوم. ليتها تعود دمشق لأعود من منفى القلب، وحدها عاصمة الأمويين تخلي سراحي كلما اشتقت إليها، لكني موجع بحبها، متعلق بها كتعلق الجذور بالتربة.
فلسطين وسوريا، وجعان متلازمان: الاول كثير الصبر والتأمل، والثاني على باب الانتظار حل يهم الاول. سوف تطوي سوريا اياما ليست لها، صارت عليها، ستخرج منها، وسيكون لفلسطين يوما من ايامها التي امتشقت فيه سلاحها الوحيد الذي لم يهنها كما اهانتها كل النصوص الجديدة.
هذا العالم ما زال يذكر تلك الفلسطين التي حفرت عمرها، سهرت من اجله، داعبته بقوة، صنعت له صورة مثلى. وحين اغلقوا عليها باب القوة، تجدها ساخرة، ستخرج اليهم بكل قامتها الاولى، ساعة فساعة.
وهذا العالم الذي ظن سوريا قابلة للموت، سيجدها ولادة حياة .. عاشقة الورد لا تموت، بل تصوغ طريقها، كلما روعوها ازدادت تألقا، وكلما حاولوا قتلها، شخصت عيونها المؤرخة في كونها أول عاصمة في الدنيا، فإذا بهم اقزام يلعقون اصابعها .
أحن إلى فلسطين، تلك الصناعة التي نسجت منها خيوط حياتي كلها، واغرق في دمشق التي داعبت شعر قاسيونها فإذا به ورد ياسمينها وشجر النارنج الحاني في بيوتها، ورائحة التاريخ العابق في جنباتها.
ليس ما قبل فلسطين ولا دمشق، ولا بعدهما، هما قامة العرب في كل وقت ، ولسوف يرميان الأمة بورد مجبول بماء بردى المعتق. انه روحهما المحبة مهما قست عليهما رياح العرب والعالم فلن يبخلا بها على الاخوة العرب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2165427

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165427 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010