الأربعاء 5 حزيران (يونيو) 2013

بوتين: لا لآكلي لحوم البشر في «جنيف 2»

الأربعاء 5 حزيران (يونيو) 2013

صحيح أنه أرادها مزحة، لكنها بالتأكيد بالغة الدلالة. لا لأكلة لحوم البشر في جنيف 2. هذا ما قاله فلاديمير بوتين عن بعض المعارضة السورية. أوردها في سياق مخاوفه على الموفدين الروس إلى المؤتمر، الذي يعقد اليوم في جنيف اجتماعاً تحضيرياً له. الأوروبيون التقطوا الرسالة. ردوا عليها بتأكيدات حول استخدام النظام لغاز السارين. الكلام للوران فابيوس. أراد أن يقول إن الطرفين ارتكبا جرائم حرب. أراد تأكيد تقرير لجنة تحقيق الأمم المتحدة التي وصلت إلى خلاصات مشابهة. الموقف الأميركي كان لافتاً. واشنطن لا تزال بحاجة إلى دلائل. مصرة على عدم الحسم. هي تدرك أن قبولها الادعاءات الفرنسية سيلزمها بسلوك قد لا تكون ترغب فيه. تبدو متمسكة بحال المراوحة الحالية، التي يسعى وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم إلى «ابتداع» أساليب للخروج منها. عسى ألا تحاكي أساليب مجلس التعاون الخليجي. المنطقة لم تعد تحتمل كل هذا الحقد وكل هذا التكفير. ما يحصل على خط طهران الدوحة لا يبدو سحابة صيف

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أيّ تدخل أجنبي في سوريا سيكون مصيره «الفشل»، مشدداً على أن انجاح مؤتمر «جنيف 2» رهن بإرادة المعارضة السورية، في حين أكدت واشنطن أنّها لم تضع مواعيد نهائية لعقد المؤتمر.
وأكد بوتين، في ختام قمة روسيا ــ الاتحاد الأوروبي، أنّ روسيا والولايات المتحدة الأميركية أعدتا وتوافقتا على جملة من الاقتراحات الخاصة بعقد مؤتمر «جنيف 2»، وأن موسكو أوفت بالتزاماتها وأقنعت القيادة السورية بالمشاركة فيه.
وأضاف «ما يعيق عقد المؤتمر هو عدم وجود إرادة طيبة على ما يبدو لدى المعارضة المسلحة وعدم قدرتها على تحديد ممثليها للمشاركة في هذا المؤتمر». كما أمِل الرئيس الروسي ألا يشارك في «جنيف 2»، من طرف المعارضة السورية، أولئك الذين استعرضوا الفظائع أمام الكاميرات، و«إلا فسيكون من الصعب عليّ ضمان أمن المشاركين الروس، كذلك سيكون من الصعب أيضاً التعامل مع هؤلاء الأشخاص».
كذلك، أعرب بوتين عن خيبة أمل موسكو من قرار الاتحاد الأوروبي عدم تجديد الحظر على تسليح المعارضة السورية.
كما أعلن أنّ بلاده «لم تسلم بعد» صواريخ «إس 300» إلى سوريا، وأكد أن موسكو لا تريد «الاخلال بميزان القوى» في المنطقة، مضيفاً أن كلّ مبيعاتها من الأسلحة لسوريا تتماشى مع القانون الدولي.
من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي، هرمان فان رومبوي، على الموقف الأوروبي الثابت «بأنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية». وشدد على عزم الاتحاد مواصلة على التعاون مع روسيا بشأن التسوية في سوريا، مجدداً دعم القيادة الأوروبية لعقد مؤتمر «جنيف 2».
وأوضح أن عدداً كبيراً من الدول الأوروبية قررت الامتناع عن توريد الأسلحة إلى سوريا، كي تمنح عملية التفاوض فرصة حقيقية للنجاح.
في سياق متصل، كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» سيحدد بعد التوصل إلى اتفاق بشأن المشاركين فيه. وقال لافروف «أولاً الجوهر ومن ثم المواعيد».
وأوضح أنه في اللقاء الاستشاري الثلاثي، الذي سيعقد اليوم في جنيف، سيتم «الاتفاق على سبل تنفيذ المبادرة للدعوة إلى عقد المؤتمر، لكي يكون كل شيء عادلاً». وأضاف «هناك اتفاق على قائمة المدعوين وهي تضم كافة الأطراف السورية وغيرهم من اللاعبيين الدوليين، ممن لديه تأثير في الأوضاع، وبعد ذلك سيتم تحديد المواعيد».
في موازاة ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، أن الولايات المتحدة لم تضع أي مواعيد قصوى لعقد مؤتمر «جنيف 2».
من جهته، شدد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان على أنّ مؤتمر «جنيف 2» لن يتمكن من التوصل «إلى أهدافه بدون مشاركة المعارضة السورية به»، لافتاً إلى «الدور الهام للمعارضة السورية في موضوع وقف نزيف الدم».
كذلك، شدّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، على أن «الحل العسكري لن يكون الحل الأمثل لنهاية الأزمة في سوريا، كما أن استمرار هذه الحرب في سوريا سيكون له تداعيات كبيرة في المنطقة، ولذلك يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح وعدم إشعال الفتنة الطائفية».
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الأكراد السوريين يؤيدون مبادرة عقد مؤتمر «جنيف 2»، وهم على استعداد للمشاركة فيه.
في موازاة ذلك، وعشية اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب مخصص لبحث الأوضاع في سوريا والتحضير لمؤتمر «جنيف 2»، شددت الجامعة العربية أمس على ضرورة التوصل إلى «حل سياسي» للنزاع في سوريا.
وكشف نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، أنّ اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا توافقت خلال اجتماعها الأخير الأسبوع الماضي في القاهرة على عدة عناصر لحل النزاع، من بينها «وقف كل اعمال القتل والعنف لاعطاء مناخ إيجابي لعملية سياسية» تكفل «وحدة سوريا واستقرارها وسلمها» وتشكيل «حكومة انتقالية من المفترض أن تأخذ زمام الأمور باتفاق على أساس أن تكون إحدى النتائج المهمة في مؤتمر «جنيف 2» نقل السلطة بشكل سلس لا يخلق زعزعة أو اضطراباً في الدولة السورية».
في إطار آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن «موسكو تراقب بحذر عمليات ضخ الأسلحة إلى جيران سوريا»، وعن نية واشنطن ابقاء بطاريات «باتريوت» في الأردن، اعتبر لوكاشيفيتش، أنّ «الذي يجري هو ضخ الأسلحة الأجنبية إلى هذه المنطقة المستعرة من العالم».
بالمقابل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، عدم اتخاذ أي قرار من قبل حكومة بلادها بعد بشأن إبقاء صواريخ «باتريوت» ومقاتلات «إف 16» في الأردن بعد انتهاء تدريبات «الأسد المتأهب».
إلى ذلك، حذّر «رئيس أركان الجيش السوري الحر»، اللواء سليم ادريس، في حديث لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس، من احتمال فشل الثورة إذا لم يتمّ تزويد المعارضة بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات، معتبراً أنّ الدعم الذي تحصل عليه دمشق من روسيا وحزب الله وإيران وضع «الجيش الحر» في موقف ميداني صعب جداً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165986

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مواجهة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165986 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010