الأحد 2 حزيران (يونيو) 2013

«شيطنة» الفلسطينيين مستمرة

نافذ أبو حسنة*
الأحد 2 حزيران (يونيو) 2013

يغوي القيادي السابق في حركة فتح؛ محمد دحلان، بالهجوم عليه، مثالب الرجل كثيرة جداً، ومن الصعب أن يغامر عاقل بالدفاع عنه، لكن هل يكون الأمر كذلك عندما تجري مهاجمة الشعب الفلسطيني من خلال توجيه اتهامات لرجل يسهل استهدافه؟

القيادي “الإخواني” المصري عصام العريان، اتهم محمد دحلان بالمسؤولية عن الأحداث التي تشهدها شبه جزيرة سيناء، وقال العريان: “إن دحلان يعمل على زعزعة الأمن في سيناء، من خلال زرع عناصر مسلحة فيها، ويجب فتح ملف تحركات عناصر حركة فتح الذين طردوا من قطاع غزة في العام 2006، عقب سيطرة حماس على القطاع”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان دحلان متهماً بخطف الجنود، قال العريان: “طبعاً هو يتهم نفسه، فهو يحرك 500 إلى 600 عنصر مسلح، يعيثون فساداً في سيناء، وينفق عليهم من خزائن الإمارات”.

واضح أن السيد “العريان” يريد بهذه التصريحات إصابة هدفين في آن معاً: الرد على تصريحات المسؤولين الإماراتيين التي تهاجم حكم “الإخوان” في مصر، وكذلك الرد على التصريحات، قل الحملة، التي تشن من خصوم “الإخوان” في مصر، ضد حركة حماس، وتتهمها بالمسؤولية عن الأحداث الأمنية في سيناء، وغيرها من المناطق المصرية.

فيما يتعلق بالهدف الأول، فهذا شأنه وشأن ضاحي خلفان، وليتبادلا الاتهامات ما أرادا، ولكن عند الحديث عن الهدف الثاني، فقد وقع القيادي “الإخواني” في خطأ كبير، (هذا إن لم يكن كل شيء أصلاً مدروساً ومرتباً) وهذه ليست المرة الأولى عندما يتعلق الأمر بالشأن الفلسطيني، والصراع العربي - الصهيوني.

على كل حال، فقد بات معروفاً أن الحملة على “حماس”، وإن بدت موجهة في جانب منها إلى جماعة “الإخوان” في مصر، فإنها أدت إلى شيطنة الشعب الفلسطيني كله، وخلفت ردود فعل قاسية في الشارع المصري ضد الفلسطينيين، وسوغت كثيراً من المواقف شديدة السوء تجاه القضية الفلسطينية.

من المفهوم، والمعروف أيضاً، أن توجيه اتهام لجهة ما باستهداف الجيش المصري، سيخلف رأياً عاماً “كارهاً وناقماً” على هذه الجهة ومن يقف وراءها، وفي هذه الحالة، لا يجد أحد وقتاً للتمييز والفرز، فحماس حركة فلسطينية، إذا هم الفلسطينيون، مع العلم أن تلك الاتهامات من حيث المبدأ، تافهة ولا تملك أي سند.

قياساً، فإن اتهام دحلان يصب في الاتجاه ذاته، ففي آخر المطاف سيقال: “إنهم الفلسطينيون”، وكما في حالة حماس، فإن الاتهامات هنا أيضاً متهافتة ولا يملك صاحبها أي دليل حسي، أو حتى شبه مقنع.

يعرف العريان وغيره حقيقة المشكلة في سيناء، ويعرف أن هناك معالجات كثيرة مطلوبة تمنع اتفاقات كامب ديفيد من القيام بها، فضلاً عن غياب خطة واضحة للتعامل مع مشكلات المنطقة التي تشكو الإهمال والتهميش منذ عقود.

ومن المفترض أنه يعرف الكثير عن قطاع غزة وأنفاقه التي وجدت بتأثير الحصار، ولو امتلكت الحكومة المصرية جرأة اتخاذ قرار بالتعامل مع المعبر، بعيداً عن الرغبات الأميركية و“الإسرائيلية”، لأصبحت الأنفاق ذكرى منذ أكثر من سنة على الأقل.

ويعرف أيضاً أن الذين هربوا من غزة إلى سيناء غادروا بمعظمهم، ويظل من السهل جداً تحديدهم، ومعرفة أي نشاط يقومون به، وإن كانوا مسلحين ويتجولون بأسلحتهم في سيناء، فهذا خطأ تتحمل مسؤوليته السلطات المصرية المعنية، ويعتبر اتهاماً لها، وليس لهؤلاء “الهاربين” بأسلحتهم على ما يقول السيد العريان.

اختار القيادي “الإخواني” هدفاً سهلاً يمكن التصويب عليه، دون أن يثير هذا الأمر حفيظة كثيرين وفق افتراضه، الصحيح من حيث المبدأ، ولو كانت المسألة تخص واحدة من خطايا دحلان بحق القضية الفلسطينية، لكنا ربما أيدناه فيما يقول، ولكن اتهام الشعب الفلسطيني من بوابة دحلان، شيء آخر، مرفوض ومدان في آن معاً.

ولعله قد آن الأوان للكف عن استخدام الفلسطينيين والقضية الفلسطينية في التراشق المصري الداخلي بين القوى السياسية المختلفة، القضية الفلسطينية عرضة للتصفية، وتواجه مخاطر جمة، والفلسطينيون بحاجة لدعم الشعوب العربية كلها، كفى شيطنة للفلسطينيين.

- اعلامي فلسطينيى



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165320

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2165320 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010