الجمعة 31 أيار (مايو) 2013

القرارات المؤلمة والصعبة

الجمعة 31 أيار (مايو) 2013 par نواف أبو الهيجاء

وزير الخارجية الأميركي جون كيري وخلال جولته الرابعة في المنطقة العربية وتحديدا في فلسطين المحتلة طالب الفلسطينيين والصهاينة باتخاذ القرارات الصعبة والمؤلمة. ولوح للسلطة الفلسطينية بجمع أربعة مليارات دولار لمساعدتها اقتصاديا. وفي الوقت عينه ـ في القدس كما في رام الله ـ تحدث كيري عن ضرورة استئناف المفاوضات بين الطرفين.
الحقيقة أن كيري الذي لا يتحدث تفصيلا عن مباحثاته والمواضيع التي يبحثها في القدس ورام الله كان قد دعا الطرفين إلى اتخاذ القرارات الصعبة والمؤلمة دون أن يحدد ماهية القرارات بالنسبة لكل طرف. الكيان الصهيوني يعتبر أن قرارا بوقف مؤقت للاستيطان أمر صعب ومؤلم، فكيف بوقف الاستيطان بصورة نهائية؟ وكما أن قرارا بقبول الانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 67 أمر أكثر صعوبة وإيلاما. والكيان الصهيوني يرفض مثلا تفكيك المستوطنات في الضفة الغربية تحت أي ظرف؛ بمعنى الإبقاء على أكثر من نصف مليون مستوطن صهيوني متعصب في الضفة الغربية والقدس. كما أن الكيان الصهيوني يعتبر أن قبوله بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية أمر مستحيل؛ لأنه يعتبر أن القدس الموحدة هي عاصمة الدولة الصهيونية. وهو لا يمكن أن يقبل بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم. وبالنسبة لمتطلبات أمنه فإنه يرى ضرورة بقاء قواته المسلحة في الأغوار. كما أنه مصر على السيطرة على الموارد المائية وسواها في فلسطين كلها. إضافة إلى أنه يشترط إعلانا فلسطينيا وعربيا يعترف لليهود بدولة لهم في فلسطين.
كل الخيارات التي قد تفضي إلى شيء من حقوق الشعب الفلسطيني مرفوضة صهيونيا، وبالتالي فإن القرارات بشأنها مستحيلة لأنها أكثر من مؤلمة وأكثر من صعبة، أما الطرف الفلسطيني فالمطلوب منه الكثير. ومن المطلوب أن يعترف بدولة لليهود في فلسطين، ما يعني التخلي عن حقوق فلسطينية مشروعة وثابتة. وهذا أمر مستحيل كما أنه ليس من اختصاص أي سلطة أو قوة فلسطينية مهما كانت. يهودية الدولة الصهيونية تعني التفريط بالوطن والموافقة على طرد مليون ونصف المليون فلسطيني من وطنهم. كما أن الاعتراف يعني التخلي تماما عن كامل فلسطين، وكأن الفلسطينيين والعرب يعترفون أنهم غزوا فلسطين واستعمروها طوال القرون الماضية.
القرارات الفلسطينية الصعبة والمؤلمة هي التخلي عن حق العودة؛ لأن اللاجئين صلب القضية الفلسطينية. تماما كما أن التخلي عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية أمر أو قرار مستحيل وصعب وأكثر إيلاما.
إن صاحب الحق لا يمكن أن يتخلى عن حقه، ومهما كانت الظروف والمطلوب الأميركي ـ الصهيوني من الفلسطينيين هو التخلي عن حقهم في وطنهم، وفي قدسهم، وفي أرضهم، والتخلي عن كل ما لهم في الوطن المحتل، وتسليم اللص الغنيمة والتسليم له بحق امتلاك ما اغتصبه أو ما سلبه.
لا يستطيع أي فلسطيني في السلطة أم في غيرها أن ينوب عن شعب فلسطين وأمة العرب والمسلمين لكي يتخلى عن حقوقهم في القدس وفلسطين، وإذا كانت السلطة أعلنت استعدادها لتبادل الأراضي فهذا أمر ليس في الحقيقة من مهامها، وليس في مقدورها أو من حقوقها. التخلي والتنازل والتفريط أمور مرفوضة ومستحيلة فلسطينيا. والفلسطيني يؤمن أن وطنه فلسطين غير قابل للقسمة على اثنين في أي حال وتحت أي ظرف.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2180927

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2180927 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40