الأربعاء 22 أيار (مايو) 2013

الأسرى الفلسطينيون

الأربعاء 22 أيار (مايو) 2013 par أسامة عبد الرحمن

يمارس الاحتلال الصهيوني الاعتقال التعسفي للفلسطينيين، وممارسة أبشع أساليب التعذيب لهم، داخل سجونه، وما يقوم به يخالف كل القوانين الدولية، وهو لا يحتاج إلى ذريعة لممارسة الاعتقال، ذلك أنه يمارس ما يسمى بالاعتقال الإداري من دون توجيه تهم، مع إمكانية التمديد، أو إعادة الاعتقال، وهذا يطال الكثير من المدنيين الأبرياء الذين لا يمارسون نشاطاً مقاوماً للاحتلال، وقد يشمل الأطفال والنساء .

ومعروف أن الكيان الصهيوني يعتقل أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني من دون أن يعترف بأي حصانة لهم . والسلطة الفلسطينية بالنسبة له هي سلطة تحت هيمنته، وهي ذاتها تخضع لإجراءاته التعسفية . وموضوع الأسرى الفلسطينيين ظل موضوعاً بعيداً عن التناول، إلا حين تم تسليط الأضواء عليه، عندما لجأ بعض الأسرى إلى الإضراب عن الطعام، فشدوا الإعلام إليهم . إن قضية الأسرى الفلسطينيين تبدو قضية معقدة في ظل احتلال معقد، ولم تنل اهتماماً يذكر من النظام الرسمي العربي الذي يعد فلسطين قضيته الأولى، ولم تولِ الجامعة العربية عناية ملموسة لملف الأسرى الفلسطينيين . ومعروف أن هناك آلاف الأسرى، ومن بينهم نساء وأطفال، ومنهم من طال أسره لسنوات طويلة، وكلهم يعانون أوضاعاً قاسية في ظل الإجراءات القمعية والتعسفية التي ينتهجها الكيان الصهيوني . حتى السلطة الفلسطينية لم تول هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام . صحيح أنها تشير إليه إشارة بروتوكولية أو سياسية، باعتباره بنداً أساسياً في أي مفاوضات، وأن أي سلام لا يمكن أن يتم دون إطلاق سراح المعتقلين، واعتبار ذلك مطلباً فلسطينياً، وقضية تكتمل مع القضايا الأساسية، مثل القدس وحق العودة والحدود . ولكن الموضوع لم يحظَ باهتمام فعلي على صعيد الواقع، وبدت الإشارة البروتوكولية أو السياسية أقرب إلى رفع العتب، أو إبراء الذمة، وإن كانت القضية أكبر من ذلك بكثير . صحيح أن السلطة الفلسطينية لديها وزير لشؤون الأسرى، ولكن القضية ليست في المظهر الشكلي، بقدر ما هو الأداء العملي، الأمر الذي يحتاج إلى استراتيجية مدروسة، وآليات فعالة لتحقيق أي حراك فعلي على صعيد هذه القضية . ربما يقتضي الأمر تفعيل الموضوع داخل الجامعة العربية، ونقله إلى المحافل الدولية، والذهاب به إلى الأمم المتحدة، خصوصاً بعد حصول فلسطين على صفة الدولة غير العضو بها، صحيح أن مجلس الأمن موصد بحكم حق النقض الأمريكي إزاء أي موضوع يتعلق بالكيان الصهيوني، ولكن يمكن الذهاب بالموضوع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة .

وتمثل الجمعية العامة للأمم المتحدة إطاراً لدول عديدة تناصر الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وليس للولايات المتحدة فيها حق النقض . ولذلك يظل من الممكن الخروج بقرار، وإن كان غير ملزم من الجمعية العامة للأمم المتحدة .

إن صدور قرار من الجمعية العامة بشأن الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات الصهيونية لحقوقهم له وقعه المعنوي الكبير، وإن ظل بعيداً عن تحقيق الهدف، طالما أنه غير ملزم، وطالما أن الكيان الصهيوني، بفضل السند الأمريكي غير المحدود، لا يقيم وزناً حتى للقرارات الملزمة .

ويرى البعض أن حل قضية الأسرى الفلسطينيين لا يمكن أن يتم إلا من خلال مشروع المقاومة وأسر جنود صهاينة، الأمر الذي يقود إلى صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مقابل إطلاق سراح جنود صهاينة، في ضوء ما تم بخصوص الجندي الصهيوني الذي كانت أسرته المقاومة جلعاد شاليت، وتم إطلاق سراحه في صفقة رعتها مصر قبل سنوات، مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني . ولكن يبدو أن الاحتلال الصهيوني يحاول تفادي مثل هذا الوضع تماماً، وتجنبه بكل الوسائل . هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه، بخلاف ذلك الجندي الصهيوني، لم يتم أسر أي جندي آخر، رغم تلويح المقاومة منذ سنوات بهدفها أسر جنود صهاينة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين . ولكن المعضلة أن الأسرى الفلسطينيين الذين يطلق سراحهم قد يعيد الاحتلال اعتقال بعضهم، أو قد يضيف معتقلين آخرين، يُضَمّون إلى قائمة الأسرى الفلسطينيين .

إن الأسرى الفلسطينيين موضوع يجب أن يكون محور اهتمام فلسطيني وعربي، وقضية حاضرة دائماً في الضمير العربي والفعل العربي .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2165546

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165546 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010