الثلاثاء 21 أيار (مايو) 2013

فلسطين جزء من القرآن كما هي جزء من الايمان، فماذا أنتم فاعلون؟

الثلاثاء 21 أيار (مايو) 2013 par رئيس التحرير

ليس الوقت متأخرا لإعادة رفع الصوت مجدَّداً وهذه المرة بقوة أعلى وبشكل مركّز علّ الأسماع تنصت والقلوب تنتبه والنفوس تستشعر الخطر، وتتحضّر لما تمليه المسئولية ولما يحضر من واجب لا يمكن إغفاله، هنا هذه المرة تدخل قضية فلسطين وقضية القدس والمقدسات المستوى العقدي الصادم دون مواربة، وتحديداً من الباب الذي لم يتوقع أن يواجهه بهذه السرعة كثيرون من الذين حاولوا التخفّف من هذا الواجب وهذه المسئولية عبر القول نقبل بما يقبل به الفلسطينيون كغطاء سياسي للاكتفاء بأقل الحدود الدنيا في مسألة انتزاع حقوق شعب فلسطين.

اليوم عربياً وإسلامياً ومسيحياً بذات القدر الذي هو فلسطينياً، وضع المستوطنون الصهاينة بالاتفاق مع حكومة العدو الصهيوني كلّ هؤلاء معاً وعلى كل المستويات أمام مرحلة الصدمة وأيُّ صدمة، فالمستوطنون أصبحوا على موعد يومي لتدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية معا في القدس، ليس هذا فقط بل مع برنامج حفريات متواصل في هذه المواقع من جهة، وبرنامج تحضيري لتغيير شامل في منطقة ما يسمونه «جبل الهيكل» وليس فقط ساحة البراق أوساحة المغاربة أو باب العمود الذي أنجزوا ما أرادوه فيه، هذا من جهة التنفيذ العملي، أما من جهة الاعلان النظري فخطة الهدم عندهم والتي أرادوها أولا أن تبدأ بالاقتسام الزماني في هذه البقعة الطاهرة لتتلوها خطة الاقتسام المكاني.

هذا من جهة المستوطنين الصهاينة الذين أخلت لهم حكومة العدو عدداً من المعسكرات التركية القديمة ليتحصّنوا فيها من حول القدس وليقيموا تدريباتهم الخاصة لاحقا في هذه المناطق على الطبيعة قبيل تنفيذ الجزء اللاحق أو الأجزاء اللاحقة في خطة هدم الأقصى أو معظم أجزائه وبناء الهيكل، بينما تكفّلت حكومة العدو بتزخيم هذه التحركات الصهيونية الاستيطانية من خلال الحماية والتنظيم لجموع عشرات الآلاف من شبيبة الاستيطان الصهيوني خلال اقتحاماتهم وأيامها التي باتوا يعلنونها بكل وضوح كما يعلنون أهدافها وغاياتها وتوقيتاتها، بينما لا يعدم النواب الصهاينة في كنيست العدو من تنظيم المزيد من هذه الايام أو المشاركة بها مشاركة فعّالة.

هذا في الناحية التكتيكية المباشرة التي تقوم بها حكومة العدو وقطعان« الهاجناه الجدد» في القدس بينما حول القدس ومن الأغوار الفلسطينية وقضما لمعظم أراضي الخليل وبيت لحم وأريحا ورام الله المحتلة ، أنجز العدو مشروعه الذي بدأه العام 2003 تحت كود مشروع E1 وحقق على الارض كلمة السر الواضحةفي استحالة قيام دولة فلسطينية على أي قطعة متواصلة داخل ربع مساحة عدوانه في العام 1967، بمعنى آخر لقد قبر العدو كل عملية التسوية بشكل مباشر على الأرض دون أن ينغّص خطواته العملية منذ العام 2005 أيُّ منغص من أيّ نوع كان، وكانت قنبلة العدو الأخيرة هي القنبلة القاصمة الصادمة عندما أبلغ المرحبين باختصام حق فلسطين من أرض فلسطين تحت ما أصطلحوا عليه في هذه المقايضة الداخلية ت«بادل الأراضي» وهو مصطلح مضحك إلى حد بعيد لا علاقة له باللغة ولا الواقع ، أخبرهم أنه لا يعتبر هذا شيئا ذا بال لأن أساس استئناف أو تحقيق أي تسوية هو اعترافهم جميعا بأن فلسطين أرض يهودية!

العرب جميعا مدعون اليوم وخاصة أولئكم الحريصون على قضية فلسطين من باب الدين على اعتبار أنها قضية عقدية وشرعية، فالمسلمون منهم يرونها أرضا إسلامية مؤكدة موثّقة وهي أرض وقف لا يمكن التنازل عن شبر منها بحسب العقيدة الاسلامية وبحسب ما ورد من آثار في القرآن والسنة المطهرة، فكيف بنقض ذلك كلّه والقول أنها يهودية كما يريد منهم العدو؟ أيضا ذات الشيء ينطبق على الدين المسيحي بكافة طوائفه والذي يرى أن فلسطين هي أرض السيد المسيح الناصريّ الفلسطيني وأنها ستشهد عودته يوما، وحتى الذين اشتطوا منهم عقديا في دعم الصهاينة على أمل هدم الاقصى وقيام الهيكل فبدافع ما لديهم من اعتقاد بأن هذه هي الطريقة الاسرع لعودة المسيح وتخليص الارض والعباد من شرور الصهاينة، فكيف ينفي هؤلاء أيضا روايتهم العقدية بما تطلبه حكومة العدو؟

واضح ان حكومة العدو قد استغلت الظرف الذي تعتقد انه لن يتكرر مستقبلاً لتحدد هذا الأمر وهذا المطلب بهذا الشكل النافر لأنها ما باتت تخشى من كثير مما كانت قد تحسب له حسابات فيما مضى، وكذلك لأنها وصلت أيضا لمرحلة وجودية تطبق خناقها عليها ديموغرافيا ولا بد لها من أن تجد لنفسها حلا سريعا يكون جزءا منه ثمن استراتيجي لا يمكن ان يعوّض إن فقد لاحقا، فهو بالنسبة للعدو سيكون رأس جسر العبور الذي يتوقعه ويمني نفسه به يوما من الفرات إلى النيل ومن الأرز إلى النخيل، هذا التحدي أمام السلطة كما هو أمام المقاومة في المقلب الفلسطيني، أمام من سار مفاوضا وأمام من أصرّ مقاوماَ، أمام من آمن بالمتن والأصل والنسخة الثابتة المجرّبة عند شعوب الارض، وأمام من قال باستثنائيات لا حصر لها ليدخل بوابة التجارب في التفاوض وما حوله، اليوم على كل شعبنا أن يجيب على هذا التحدي الكبير قبل أي أحد آخر، أليس شعبنا هو صاحب العهدة العمرية ووارثها وحارسها وقد فعل؟

لا بأس أن توقع السلطة والاردن اتفاقيةتبادل الحماية للقدس والمقدسات بقطع النظر عن كل تفصيلياتها، لكن الاهم اليوم من سيجيب على تحدي حكومة صهيون الاخطر، وامتدادا للجنة القدس العتيدة التي لم يسمع صوتها منذ عدة عقود قضت ، مهم أن نسمع للأزهر والفاتيكان والمسجدين الشقيقين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، والاهم أن ذلك كله إذن وفق الفيصل العقدي يدعونا نحن لننتظر من هذه الأمة الاسلامية والمسيحية أن تقول كلمتها اليوم وليس غدا، لإنها إن استهانت أو صمتت أو وافقت على طريقة اللف والدوران، فإنها تكون بذلك قد نقضت واحدة من أوثق عقدها الشرعي العقائدي الذي لا يتصوّر أن تستطيع تجاوزه يوما ما، فلسطين ليست الاندلس ولا الاسكندرون ولا غيرها من قطع الاراضي وتدافع السكان، وتستحق أن يقف هذا المسلسل الفتنوي العريض، وأن تلتقي المذاهب والطوائف، لأن فلسطين توحّد وتضمّد أيضا بما خصّها الله تعالى من عميم الخيرات، أوما كانت فلسطين والاسراء اليها والمعراج منها والعودة إليها هي سلوى حبيبنا المصطفى على« عام الحزن» وهدية الله له ؟ وفلسطين التي قام الصليب فيها وبها انتفض ولاجل خلاصها وخلاص الدنيا تمدد الناصريًّ الفلسطيني وطيّبه الله على الكون، ألا تستحق الوقوف لها اليوم؟
فلسطين جزء من القرآن كما هي جزء من الايمان، فماذا أنتم فاعلون؟....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 490 / 2165522

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165522 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010