في ذكرى النكبة وبعيداً عن الكلام المكرر وتجديداً لروح الإنتماء للأجيال المتعاقبة:
لنحيي ذكرى معارك أجنادين وحطين وعين جالوت !
إن التراث العربي الإسلامي في فلسطين أصبح الآن ـ وأكثر من أي وقت مضى ـ مهدداً بالزوال، فالعرب قبل الإسلام وقبل الميلاد بما يزيد عن عشرين الف عام دافعوا عن فلسطين العربية وردوا عنها كل الغزوات ، انتصروا في بعضها وهزموا في البعض الآخر، واستمرت حمايتهم لها عبر جميع عصور التاريخ، وبعد الإسلام وطيلة الأربعة عشر قرناً الماضية ردوا عنها أعتى الغزاة، هل نقدم تراث العرب والمسلمين الآن على طبق من فضّة لليهودية والصهيونية، فكأن كل التضحيات التي صانت هذا البلد عربياً منذ اليبوسيين وفيما بعدهم الكنعانيين وفيما تلاهم فتح عمر بن الخطاب ثم ردّ العرب المسلمين لثمان حملات صليبية وتحرير صلاح الدين لبيت المقدس ورد المغول التتار وكذلك حملة “نابليون” ومقاومة الإنجليز والصهاينة فيما بعد.. هل كان كل ذلك بما حمل من تضحيات وبطولات مشرقة في التاريخ الإنساني وبما أزهق من أرواح وبما دُمر من مدن وقرى وبما بُنِي من أسوار وقلاع وبما حشد من جيوش... هل تم لتُقدَّم فلسطين للصَهاينة وباعتراف من العرب بوجودهم فيها؟! إن ما يحدث اليوم هو ضد كل هذا التاريخ.
سؤال: وأين كانت الصهيونية عبر كل هذه العصور؟!
جواب: الصهيونية لم يكن أحد قد سمع بها حتى مطلع القرن العشرين!!
ومقابل ذلك كله لم يكن العرب المسلمون إلا حماة لديارهم يصدون هؤلاء الغزاة...الغرب والصهيونية ـ منذ بداية القرن العشرين ـ ظلوا غزاة فهل نحن حماة؟!
رحم الله عمر بن الخطاب ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي وقطز والظاهر بيبرس وعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني.
والآن هل ندرك معنى إحياء ذكرى معارك أجنادين وحطين وعين جالوت؟ سنقول للصهاينة هاتوا حربا واحدة خضتوها دفاعا عن فلسطين ضد محتل أجنبي! سنقول لهم انكم لم تكونوا موجودين على هذه الأرض إلا غزاة وأن دفاعنا عن هذه الأرض بدأ منذ بداية التاريخ وهو دفاع صاحبها عنها! وسنقول لهم أن 65 عاما من الصراع يجب أن لا تفلح في إلغاء هذا التراث العظيم لهذه الأمة في بلادها!
صفحة جمال السلقان