السبت 11 أيار (مايو) 2013

إلى الجولان

السبت 11 أيار (مايو) 2013 par زهير ماجد

اشتاقت الجولان لبندقية مقاتل شريف ولرائحة عرقه في ليلة صيف. الحنين إلى تلك البقعة شوق لا يوصف، إنها الموعد الذي تراه موعدا دائم الحضور في عقل من انتظروه.
ألم يقل الرئيس الراحل حافظ الأسد لأحد الصحافيين الأجانب “إن الجولان سيكون كارثة على« إسرائيل»” .. سيعرف« الإسرائيلي» أن أقداما جائعة تريد العودة إلى ديارها باتت بأمس الحاجة إلى من قال لها لاحقا ها هي الجولان وهذه هي مرحلة المقاومة الشعبية العربية الإسلامية.
بشرى ستبدأ ثمارها في أقرب وقت. من قال إن أرضا غائبة ستبقى على غيابها .. يتذكر«الإسرائيلي» دائما إنه طارئ على تلك البقعة الطاهرة التي دنسها وجوده مثلما دنس كل شبر في فلسطين. وسيتذكر أكثر أن المحتل لا يبقى حيث اغتصب أرضا .. إنه قانون الطبيعة، والقانون الإلهي، وقانون الحياة.
الرئيس السوري بشار الأسد أعلن الجولان منطقة مقاومة .. هي كانت في أصل الإعلان منذ زمان، وقد جاء الوقت للتنفيذ، لإعادة الروح إلى المكان الذي لا ينساه السوري ولا العربي، وسيكون إلى جانبه في رحلة مقاومته، فالجولان ليست سورية بحتة، إنها من لحم العرب ومن دمهم أيضا.
لن تظل الجولان غريبة كما أعلن الرئيس الأسد .. فحين يطغى على الإسرائيلي عقل متخم بدفع فواتير الآخرين، كما جرى مؤخرا حينما قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف محيط دمشق إكراما للرئيس أوباما، فعليه أن يعرف أنه عالق في الصنارة، ولسوف يكون صيده قريبا وهو الأثمن من كل التواريخ.
اشتاقت الجولان إلى الرصاص وإلى الشهداء وإلى إعادة رفع العلم السوري، إلى نجمتيه اللتين جسدتا راحة القلب يوم كانت الوحدة مرسومة في متنهما. كل يوم يمضي بلا الجولان سيكون ثمنه دم الإسرائيلي. المقاومة الشعبية العربية الإسلامية التي أعلنها الرئيس الأسد وشد على يده حسن نصرالله ستكون مواعيدها قريبة. الخطايا التي يصنعها الإسرائيلي لن تمر بلا حساب، حتى لو استعد لها كما يفعل اليوم، وكما ضرب أخماس بأسداس يوم سمع من الرئيس الأسد انطلاق المقاومة من بقعة تنتظر رائحة المقاتل الطاهر بعدما دنسها الإرهاب الذي اتفق مع الإسرائيلي وصار جنبا إلى جنبه وتساوى عقله بعقله ثم اتحد بآفاقه ليصير مثيلا له.
لن يطول الوقت حتى تعبق الجولان بعطر مقاتليها الذين اشتاقوا إليها .. إنها الكارثة التي تزحف على الإسرائيلي الذي ما زال يصدق أن بقاءه في الجولان دائم، وكذلك في فلسطين، فلا هنا بباقٍ، ولا هناك، سيظل جيشا له دولة، ومحاربا مدافعا عن وجود لن يطول مقامه.
حان الوقت ليرسم ثوار الجولان أول خيوط الحرية، فرحلة الرصاصات تبدأ برصاصة واحدة تشق طريق العتمة، ورحلة التحرير تبدأ بخطوة واحدة كي تصل إلى أهدافها، وما دمنا مع حركة النهوض الوطني فنحن لا نخاف على المعادلة القائلة إن كل احتلال إلى نهاية، هي مدرسة ثابتة في علم الحرية والتحرير، ولدينا أكثر من أنموذج، آخرها العراق ولن يكون.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 61 / 2165422

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165422 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010