السبت 11 أيار (مايو) 2013

جيش إنقاذ جديد؟!

السبت 11 أيار (مايو) 2013

تعقيدات كثيرة تحيط بالواقع السوري، فمن تفاهم روسي – أميركي على حلّ سياسي للأزمة القائمة، الى تصعيد مستمرّ من دمشق وحزب الله وإيران من جهة أخرى.
فما هدف هذا التصعيد المتزايد يوماً بعد يوم؟
في الأمس صدر بيان عن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير برئاسة قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري وعلي حيدر وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية، أعلنت فيه الجبهة عن اتخاذها قراراً بتشكيل ما أسمته ألوية الجبهة الشعبية للتحرير من أجل العمل على تحرير كل الأراضي المغتصبة وعلى رأسها الجولان المحتل، وفتحت باب التطوع أمام السوريين للالتحاق بهذه الألوية وقد شكلت الجبهة قيادة عسكرية لهذه الألوية.
لم تمض ساعات حتى تناقلت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي (facebook) ما قالت إنه بيان لحركة فلسطين حرّة، تبنت ضرب مرصد صهيوني في الجولان عبر كتيبة عسكرية تابعة لها تُطلق على نفسها اسم كتيبة عبد القادر الحسيني، وهو الجناح العسكري التابع للحركة، وتحدى البيان كل من يشكّك بصحة الخبر أن يذهب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة ليشاهد ما تبقى من المرصد اليهودي، وقالت إنها ستقوم بعرض فيديو مسجّل يُظهر لحظة تنفيذ العملية وتفاصيلها ظهر يوم الجمعة. نحن هنا لا نشكّك بصحة الخبر ولا نتبناه أيضاً، لكن لم يظهر أي فيديو لتلك العملية ولم تأتِ أية وسيلة إعلامية على ذكره.
في ظل التقارب الأميركي – الروسي الواضح والمعلن إلى الآن والترحيب الدولي المتزايد من قبل عواصم مختلفة بهذا التطور، واستمرار تقدّم الجيش السوري على مختلف محاور الاشتباك والمناطق الهامة التي استطاع السيطرة عليها، كل ذلك يوحي بحسم عسكري متقدّم على مستوى الميدان لصالح الحكومة السورية، فهل من الحكمة الخوض في غمار تصعيد جديد على الجبهة مع العدو «الإسرائيلي» في هذا الوقت بالتحديد وهل الحكومة السورية ومعها حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية سيشعلون جبهة الجولان في القريب العاجل؟ على الأقل هذا ما توحي به التصريحات المتزايدة ورفع نبرة التصعيد، إن كان على لسان الرئيس بشار الأسد الذي وعد بحسب تسريبات نُقلت عنه بجعل سورية كلها جبهة مقاومة وبإعطاء أسلحة نوعية كاسرة للتوازن لفصائل المقاومة ولحزب الله بالتحديد، أو ما صدر عن الأمين العام للحزب أول من أمس السيد حسن نصرالله بأن الحزب سيقف الى جانب المقاومة الشعبية في الجولان وأنه مستعد لتلقي هذه الأسلحة النوعية و المحافظة عليها.
يبدو أن سورية جادّة في فتح جبهة الجولان وأن حزب الله على تنسيق مباشر ويوميّ مع دمشق لترتيب هذه الجبهة، ويبدو أن دمشق رغم التقارب الروسي ـ الأميركي تريد المحافظة على (خط الرجعة) فهي لا تعوّل كثيراً على هذا الاتفاق رغم التطمينات الروسية، وهذا ما بدا واضحاً في بيان الخارجية السورية حول التقارب الحاصل فقد طالبت أميركا بالضغط على حلفائها في المنطقة لوقف الإرهاب وتجفيف مصادره لتبرهن على جدية الالتزام بالخيار السياسي.
إذن جبهة الجولان ستُفتح في النهاية لكن التوقيت يختلف بحسب التطوّرات فالقرار اتُخذ والعمل على تجهيز المنطقة الحدودية لا بدّ أن يبدأ قريباً فور انتهاء الجيش السوري من تطهيرها ممّا تبقى من المسلحين.
ولكن يبدو أن بعض المبهور أو اللاهث للعب دور ما وإظهار نفسه كرائد لهذا العمل المقاوم، استعجل وأعلن تشكيل كتائب وألوية، ويبدو أن الزحف عنده قد بدأ قبل حتى أن يُعلن الرئيس الأسد عن فتح الجبهة رسمياً.
كتب العميد الركن المتقاعد وليد زيتوني على صفحته الشخصية على (facebook):
المقاومة: تعبئة فكرية وسياسية، بناء نفسي وجسدي وعسكري، تنظيم وإدارة، دراسة للإمكانات والموارد والمتطلبات، عمليات موجّهة.
ورغم ذلك البعض بدأ بتحرير الجولان قبل أن يعرف أين تقع جغرافياً.
نحن أمام حالة «جيش الإنقاذ» بصورة جديدة
فلنتواضع ونبدأ بصمت...

- أحمد عبيد



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2178593

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2178593 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40