السبت 11 أيار (مايو) 2013

العدو نادم على غارته على دمشق وتنسيقه مع الحر علني

السبت 11 أيار (مايو) 2013

العدو يندم

صدقية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليست مدار جدال او نقاش في تل ابيب. وتهديداته الاخيرة، بما يشمل الاعلان عن تقديم المساعدة لتحرير الجولان، واستعداده لتسلم اي سلاح نوعي من سوريا، تلقته اسرائيل بقلق وخشية، ودفعت اعلامها ومعلقيها، في ظل صمت مسؤوليها شبه الكامل، الى العودة الى الوراء، وموازنة الواقع الجديد مع واقع ما قبل الاعتداءات الاخيرة في سوريا، بما يشبه اشارات ندم، وخشية من الآتي.

في عددها الصادر امس، طالبت صحيفة يديعوت احرونوت، صناع القرار في تل ابيب، بضرورة الاصغاء جيدا الى ما صدر اخيرا عن نصر الله من مواقف وتهديدات. وكتب معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، اليكس فيشمان، مقالاً تحليليا طويلا، ضمّنه انتقادا لاذعا للمجلس الوزاري المصغر، الذي وافق على قرار تنفيذ الغارات الجوية في سوريا.

واشار فيشمان الى ان الوزراء الاسرائيليين الجدد، وتحديدا اعضاء المحفل الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية، ليسوا الا «ممسحة» وأختام جاهزة، للموافقة على توجهات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المتحمس لشن عمليات عسكرية، وبصورة اكثر اندفاعا من تحمس الجيش نفسه. ونوّه بأن «نتنياهو لا يجد ضابطة او شخصية راشدة ومسؤولة وخبيرة في الشؤون الامنية، تدفعه الى ضبط النفس، وهو الدور الذي يفترض بوزير الدفاع، موشيه يعلون، ان يؤديه، وان يعاين الامور برؤية سياسية واسعة وشاملة».

وعن مواقف الأمين العام لحزب الله، أكد تقرير الصحيفة على ان «اسرائيل تميل الى الاستخفاف بالمواقف الصادرة عن القادة العرب، لكن يتبين ان في الشرق الاوسط، قادة استثنائيين، كما هو حال نصر الله، الذي إن هدد، فعلينا ان نصغي اليه جيدا». وشدد على ان «الرجل يفي بما يلتزم ويهدد به، وهناك تطابق كبير بين ما يقوله، وما يفعله»، مشيرا الى ان «نصر الله كرر في الواقع تهديدات (الرئيس السوري بشار) الأسد، التي اطلقها في اعقاب الغارة على الصواريخ في دمشق، من ان هضبة الجولان ستتحوّل إلى ساحة مقاومة شعبية، لكن عندما يُطلق الأسد ونصر الله التهديدات نفسها، فعلينا ان نتعامل معها بجدية».

ونقل فيشمان عن العقيد في الجيش الاسرائيلي، رونن كوهين، صاحب كتاب «فن الخطابة لدى نصر الله في حرب لبنان الثانية»، ان «الكثير من خطب الأمين العام لحزب الله، تكون مخصصة للدعاية والحرب النفسية وايضا للمسائل الاستراتيجية، لكن في جزء منها ايضا، هناك امور تتعلق بمسائل تنفيذية عملياتية». وأكّد أن «كل التهديدات التي اطلقها نصر الله في حرب لبنان الثانية عام 2006، قد تحققت بالفعل، بل وخلال 24 ساعة من اطلاقها، لكن التعقيد يبرز تحديدا في زمن الهدوء، إذ إن تنفيذ التهديدات، لا يكون بالضرورة تنفيذا فورياً».

وأضاف الضابط« الاسرائيلي» ليديعوت احرونوت، إن «نصر الله كان واضحا، وقد اكد انه سيساعد ويقدم العون إلى المقاومة في الجولان، وبالتالي علينا ان نبحث في قصده، وإن كان يلمح الى مساعدة لوجستية او تدريبات او غيرها من الاحتمالات»، مع ذلك يؤكد العقيد كوهين على وجوب ان ندرك من الان، أن «حزب الله قد بدأ بوضع قدمه على الحدود الاسرائيلية السورية، تماما كما فعل حين وضع قدميه ويديه، في سيناء وقطاع غزة».

وفي تقرير اخر في الصحيفة نفسها، كتب اليكس فيشمان ايضا، مكررا هجومه على المجلس الوزاري المصغر، وعلى قرار الموافقة على الغارات في سوريا، وقال إن «الوزراء يجلسون هناك فاغري الأفواه، عندما تتكشف أمامهم القدرات التقنية وعمق المعلومات الاستخبارية (لدى اسرائيل)، الامر الذي يثير انفعالهم وتأثرهم وفخرهم، الا انه لم يجر ارسالهم الى المجلس الوزاري المصغر كي ينفعلوا ويتأثروا، بل ليحافظوا على المصالح الاسرائيلية تحديدا».

وأكد فيشمان أن السلاح الذي جرى استهدافه في سوريا هو «سلاح سيّئ»، لكن «هل يغير توازن الردع القائم بين اسرائيل وحزب الله؟ وهل كانت اسرائيل ستهاجم سوريا قبل عامين، لو ان هذا السلاح هبط على الاراضي السورية في حينه؟ وهل تبرر بضع عشرات قليلة من الصواريخ، تدخّل اسرائيل في المواجهة العسكرية الدائرة في سوريا؟». والسؤال الاهم، بحسب فيشمان، هو الآتي: «هل هناك مسوغ في ما حصل كي تفقد اسرائيل خياراتها الثقيلة في مواجهة الاسد، وتحديدا خياراتها (العسكرية) ضد اهداف هي اهم لأمن لاسرائيل، مثل منظومات اس اي 300، الروسية الصنع، التي ينوي الروس تزويد النظام السوري بها؟». وحذّر من أن «الهجوم المقبل على سوريا، سيحفز الاسد كي يكون اكثر اندفاعا للرد، قياساً بما كان عليه، قبل الهجوم الاخير على دمشق».

من جهتها، تساءلت صحيفة هآرتس عن جدوى الغارات في سوريا، وعن تهديد الصواريخ التي استهدفتها هذه الغارات، رغم ان حزب الله يملك عشرات الالاف من الصواريخ الموجهة الى اهداف في اسرائيل، بحيث إنه ما من مدينة او قريبة في اسرائيل، يمكنها ان تجد ملاذا آمنا منها، و«مع هذا لم يفكر احد في انه سيكون من الحكمة الهجوم على المخازن وتدميرها في لبنان».

صحافة العدو تنتقد

وطرحت هآرتس جملة من الانتقادات، على شاكلة اسئلة موجهة الى صاحب القرار في تل ابيب: «ماذا كان سيحدث لو بقيت هذه الصواريخ في سوريا؟ وماذا عن عشرات آلاف الصواريخ التي بات حزب الله يملكها فعلاً في لبنان؟ أوَليست تهديدا فعليا لاسرائيل؟». وحذرت من ان «الرد غير ضروري الا بما يعني مواجهة التهديدات الوجودية، لا مطلق اي تهديد»، مشيرة الى «ضرورة الاقرار بان تدمير الصواريخ في سوريا لم يقلل غراماً واحداً من وزن التهديدات». وختمت بالقول: «يبقى الأمل بان لا يحدث الانفجار، نتيجة للتهديد الاكبر لدينا، وهو المسار المتهور لاتخاذ القرارات في اسرائيل».

معلق الشؤون العربية في موقع «واللا» الاخباري العبري الالكتروني، آفي يسّخاروف، اكد ان التهديدات التي تسمع في الجانب الاخر من الحدود، يجب ان تثير قلقا في الجانب الاسرائيلي، و«اذا لم يكن الان، فعلى الاقل ازاء الهجوم المقبل». وأشار إلى ان «المواقف التي صدرت عن كبار المسؤولين السوريين، وعن الاسد نفسه، تلزم دمشق بالرد، إذا اقدمت اسرائيل على شن هجوم جديد».

في نفس الوقت، شدد الكاتب على ان ضبط النفس السوري في اعقاب هجوم اسرائيلي جديد، «سيتسبب بإحراج شديد في سوريا، وخاصة بعد التهديدات التي صدرت من دمشق، ما يعني ان معقولية ان يعمل الاسد ضد اسرائيل، اذا استأنف سلاح الجو هجماته، ليست معقولية منخفضة».

مع ذلك، يشدد يسّخاروف على ان الاسد لم يلتزم بإعلان حرب دراماتيكية تشمل ارسال فيالق لمهاجمة« اسرائيل»، الا انه «قد يطلق صاروخا او اثنين، كرسالة تحذير وانتاج حالة من الرعب لدى الرأي العام الاسرائيلي. فهو كما حزب الله، يدرك جيدا ما يوجع« اسرائيل»، اي الجبهة الداخلية لديها».

في نفس الوقت، اشار الكاتب الى ان« اسرائيل» غير معنية بالانجرار الى مواجهة واسعة مع سوريا، والتسبب بإطلاق صواريخ على اراضيها، اي إن «الاسد يقدّر وعن حق، أن لدى الجانب الاسرائيلي ما يخسره، إن تردى الوضع الامني نحو مواجهة».

واكد الكاتب ان« اسرائيل» باتت حاليا في معضلة، ومن دون خيارات ايجابية متعددة، يمكن ان تلجأ اليها، مشيرا الى انه إذا واجهت تل ابيب، مرة جديدة، محاولة تهريب سلاح «كاسر للتوازن»، فستواجه هذه المعضلة: هل نهاجم ام لا، وهل نعرض انفسنا لخطر المواجهة مع النظام في سوريا؟

وكانت صحيفة جيروزاليم بوست قد رجحت ان يتسبب الهجوم في سوريا بترسيخ تحالف نظام الرئيس الاسد مع محور ايران ـــ حزب الله، «الأمر الذي يدفعه نحو التحرك الى اتخاذ موقع اكثر عدائية في مواجهة اسرائيل والغرب». وأشارات الصحيفة إلى أن الاعتقاد السائد لدى المحللين الاسرائيليين، أن مزيدا من الهجمات في الاراضي السورية، سيدفع دمشق دفعا الى الرد، حتى مع انغماس النظام في الحرب الاهلية الدائرة هناك. وحذرت من «قرار الاسد بتوريد السلاح النوعي لحزب الله، وترحيب نصر الله بذلك، الامر الذي من شأنه ان يغير التوازن الاستراتيجي في الاقليم».

ساغي يحذر من صواريخ سوريّة على تل أبيب

أعرب الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، أوري ساغي، عن خشيته من أن تل ابيب تقترب من الخط الاحمر، الذي لا يُمكّن سوريا او ايران من ضبط نفسها، وتحديدا امام عملياتها في الساحتين اللبنانية والسورية. وشدد على ان اسرائيل قد تتسبب لنفسها بتدحرج الامور الى مواجهة عسكرية.

وأضاف ساغي في سياق مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت امس، إن «اسرائيل لم تقترب بعد من الخط النهائي المحذور، لكنها اقتربت وبصورة مقلقة، من النقطة التي قد تتحول فيها أيّ عملية احباط موضعي، الى ما من شأنه ان يفتح المسائل على نطاق واسع، نحو التصعيد». وشدد على ان «اسرائيل وسوريا، تقتربان بالفعل، من المواجهة العسكرية».

وحذر ساغي من الرد السوري، لانه «لن يكون ردا على مستوطنة في الجولان، وعلينا ان نتصور الرد سقوطا للصواريخ على تل ابيب. فاذا قررت اسرائيل مهاجمة دمشق، فهي تقرّب السوريين من اتخاذ القرار، الذي لن يكون امامهم مناص من اتخاذه»، وطالب القيادة الاسرائيلية بان تكون اكثر حذراً، وأن «تدرس هجماتها بعناية».

سوريا وقواعد اللعبة الجديدة

قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الخميس ان سوريا سترد فورا وبشدة على اي هجوم اسرائيلي جديد على أراضيها.

وقال المسؤول اثر الغارات« الاسرائيلية» على اهداف في ضواحي دمشق “تم اعطاء تعليمات للرد فورا على اي هجوم اسرائيلي جديد من دون طلب تعليمات من السلطات العليا” في البلاد.

و اعلن المقداد لوكالة فرانس برس استعداد بلاده لاستقبال لجنة الامم المتحدة للتحقيق في الاسلحة الكيميائية فورا.

واوضح المقداد “كنا ولا نزال مستعدين الان وفي هذه اللحظة لاستقبال البعثة كما قررها السيد بان كي مون للتحقيق في ما حدث في خان العسل”.

تنسيق الحر والعدو

الغاراتان “الإسرائيليتان” الأخيرتان على الأراضي السورية بمنزلة ورقة التوت الأخيرة التي سقطت عن علاقة “المعارضة السورية” مع “إسرائيل”، التي يبدو أنها تسير في تقدم مضطرد برعاية استخبارات إقليمية عربية وتركية، كما يؤكد مصدر سوري معارض في اسطنبول.

ويكشف المعارض عن وجود مباشر للاستخبارات “الإسرائيلية” في المناطق الحدودية، وفي اسطنبول، حيث تتجمع “قيادات” هذه المعارضة، وتحديداً حركة “الإخوان” التي تسعى لطمأنة الغرب و“إسرائيل” حول نواياها المستقبلية في حال استطاعت الحصول على السلطة. وتشير المعلومات إلى وجود “إسرائيلي” مباشر في المناطق التي تخضع لسيطرة المسلحين، بهدف “جمع المعلومات وتدريب المقاتلين”.

ورغم أن هذا الوجود ما يزال “خجولاً”، بمعنى عدم الإعلان عنه من قبل الجانبين تجنّباً لحساسية السكان السوريين حياله، إلا أن عملية “التطبيع النفسي” التي تخوضها المعارضة ما تزال مستمرة في حركة متصاعدة.

وإذا كان الكلام عن “فرحة السوريين” بالغارات عبر الفضائيات نافراً، فهو ليس الأول، حيث تؤكد الوقائع أن المعارضين بدأوا التودّد لـ“إسرائيل” منذ اللحظة الأولى، وصولاً إلى التعاون السافر معها مؤخراً. ففي “مؤتمر اسطنبول” الشهير قام معارضون من “المجلس الوطني” بشطب كلمة “تحرير الأرض السورية” بكلمة استرجاع، بكل ما في هذين التعبيرين من معان، ثم تلاحق ظهور المعارضين السوريين على الشاشات مع “إسرائيليين”، كما فعلت المعارضة بسمة قضماني، ولاحقاً ظهور رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب على الشاشات “الإسرائيلية” مرتين قال في آخرهما “إن المعارضة ستسيطر على الأسلحة الكيماوية وتنقلها إلى أيدٍ أمنة بعد سقوط الأسد”، مؤكداً أن “النظام الجديد في سورية لن يعادي الصهاينة، وأن المعارضة ستعمل جاهدة لتفادي وقوع الأسلحة الكيماوي في أيدي حزب الله”.

ثم أقدمت المعارضة على تغيير المناهج المدرسية في المناطق التي تسيطر عليها، فحُذفت كل التعابير “المسيئة” لـ“إسرائيل” وتركيا والغرب، فتحوّل لواء اسكندرون إلى “هاطاي”، وحرب تشرين التحريرية إلى حرب تشرين فقط، ونُزعت صورة الرئيس الراحل حافظ الأسد عندما كان يرفع العلم السوري في القنيطرة كوزير للدفاع، إلى صورة لجنود أميركيين في الحرب العالمية الثانية يرفعون علم بلادهم. واللافت أن صحيفة “لوس أجليس تايمز” التي أوردت الخبر كشفت أن اللجنة التي تقوم بطباعة هذه الكتب وتوزيعها مقرها في السعودية! وألمحت الصحيفة إلى أنها تتبع لجماعة “الإخوان”.

من جهة أخرى، يتجلى التدخل “الإسرائيلي” المباشر في المنطقة الجنوبية، حيث تعمل الاستخبارات الأردنية والسعودية بشكل مباشر، وبلغ التنسيق حد تسهيل مرور السلاح والمسلحين عبر “إسرائيل” إلى هضبة الجولان، وإقامة مستشفيات ميدانية لهؤلاء في الأراضي “الإسرائيلية” كما كشفت صحيفة “معاريف” العبرية التي قالت على موقعها الإلكتروني: “إن هذا المستشفى أقيم في معسكر للجيش الإسرائيلي شمال هضبة الجولان، بعد وصول العديد من الجرحى إلى الشريط الحدودي، بهدف تقديم العلاج الطبي الميداني لهؤلاء الجرحى، والذين ينتمون إلى المعارضة السورية”، وأشار الموقع إلى “وصول العديد من الجرحى السوريين، وخلال الشهر الأخير تم علاج 11 مصاباً في هذه المستشفى، وتمت إعادة 8 منهم إلى الأراضي السورية بعد تقديم العلاج لهم، في حين بقي في المستشفيات «الإسرائيلية» 3 مصابين”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2178397

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع شؤون الوطن المحتل  متابعة نشاط الموقع أخبار «اسرائلية»   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2178397 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40