الأربعاء 23 حزيران (يونيو) 2010

أبو مازن متفق مع أوباما على كل شيء

الأربعاء 23 حزيران (يونيو) 2010 par علي حتر

كثرت تصريحات أبو مازن، رئيس السلطة المنتهية ولايته هذه الأيام.. وبعد إعلانه قبل أيام عن إيمانه بحق اليهود بأرض فلسطين، وكان قبلها قد أكد في “معاريف” : أن “حق عودة اللاجئين إلى ديارهم في الدولة العبرية لا يمكن تحقيقه”.. يعود اليوم ليعلن في صحيفة “الأيام” في رام الله، ويؤكد أنه متفق تماماً مع أوباما على كل شيء..

أوباما الذي تؤكد ممثلته في السياسة الخارجية كل يوم تأييدها المطلق لـ“إسرائيل” وجرائمها، ورضاها عن جرائم الصهاينة مهما فعلوا.. والعداء المطلق لشعبنا وإنكار حقوقه، ورفض حقه بالعودة أو بالمقاومة.. أوباما هذا وافق على كل ما يقول عباس واتفق معه.. أو عباس قبل كل ما يقوله أوباما واتفق معه..!!

لا أدري كيف يمكن أن يتفق عباس مع أوباما على كل شيء، وهو ما قاله عباس نفسه لصحيفة “الأيام”، التي نشرت كلامه في 17 حزيران و16 حزيران..

أي أنه يؤيد ما يقوله أوباما عن حق “إسرائيل” في وطنها التاريخي (وهذا يشمل شرق الأردن) والجولان، ويتفق مع أوباما في أنه لن يعاقب “إسرائيل” ولن يقطع عنها الدعم مهما فعلت.. كما يؤكد هو ووزيرة خارجيته دائماً.

أما عن الحصار: فيقول إنه سيبقى على غزة، من الشمال والجنوب، بل من الجهات الأربع.. ما لم تستسلم حماس لشروط حكومة فياض.. التي يجب أن يتم كل شيء من خلالها.. بعد المصالحة، أي من خلال شروط أوباما ويهود نيويورك.. الذين يتفق عباس معهم في كل شيء..

إذن : بات اليوم سبب استمرار الحصار واضحاً.. وهو عدم الخضوع لحكومة فياض الخاضعة بدورها لحكومة نتنياهو..

وكما نعرف : الخضوع للخاضع، هو خضوع للذي يخضع له الخاضع..

كما أكد عباس اجتماعه مع 52 شخصية يهودية، والمهم أن هؤلاء اقتنعوا كما يقول، بما طرحه عليهم..

ونتساءل : بماذا يمكن أن يقتنع يهود نيويورك بالتحديد، في القضية الفلسطينية..؟

المشكلة هنا ليست أن يقتنع يهود نيويورك بما يقول عباس، بل المشكلة أن يكون كلام عباس من النوع الذي يقتنع به يهود نيويورك..

ببساطة هؤلاء يؤمنون بحق “إسرائيل” بوطننا، ويؤمنون أن ما ترتكبه “إسرائيل” في بلادنا من جرائم يقع في إطار حقها في الدفاع عن نفسها، وحتى أسلحتها النووية هي فقط للردع والدفاع عن نفسها ضد أسلحة المحادد الغزاوية.. وأن بلادنا هي أرضهم التاريخية.. من المؤكد أن عباس أكد لهم إيمانه مثلهم بكل هذا.. لأنهم يهود نيويورك.. ولا يقنعهم غير هذا..

وأكد أبو مازن أنه فعل نفس الشيء في إسبانيا وفرنسا ومن قبل في تركيا، والملاحظة أنه إذا قال نفس ما يقنع يهود نيويورك للإسبان والأتراك، فهذا يعني أنه بشر بحق “إسرائيل” التاريخي في بلادنا..

وتضيف الصحيفة التي أجرت المقابلة مع عباس نقلاً عنه : “بدأ الناس يلمسون نتيجة لقائي مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وفي كل بلد أصبحوا مستعدين لأن يجمعوا لنا الجاليات اليهودية حتى نجلس معهم ونتحدث معهم”..

لقد غير عباس الرأي العام العالمي الذي لم تغيره جرائم العدو خلال قرن كامل.. أي إنجاز رائع هذا..

وغير عباس كما يقول، مواقف الإدارة الأمريكية، التي طردت إنسانة أمريكية من وظيفتها قبل أيام لمجرد انتقادها جريمة “إسرائيل” بالاعتداء على أسطول الحرية.. وبالتحليل وفهم التزامن بين حادثة الطرد مع تفاهم عباس - أوباما على كل شيء، فهذا يعني أن عباس مع العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية..

أما في مسألة الحصار على غزة، فقالت الصحيفة : أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض يجب أن تكون طرفاً في أي إجراء يهدف إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة. وقال إن حكومة فياض هي الممثل الشرعي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذا فان إي إجراءات أو خطوات من جانب “إسرائيل” أو المجتمع الدولي يجب أن تكون من خلال هذه الحكومة.

أما بالنسبة لمعبر رفح، فهو لا يوافق على فتحه إلا بالعودة إلى اتفاق 2005، الموقع بين الإسرائيليين والفلسطينيين والأمريكيين والأوروبيين، الذي يعني عودة حرس الرئاسة كما يقول عباس، وهذا يعني أن المصالحة شرط لفتح معبر رفح، والمصالحة كما نعرف تعني أن تكون حماس متفقة مع عباس، وبالتالي مع أوباما ويهود نيويورك..

كلمات عباس عن الحصار والشروط، لها معنى واحد، وهو المشاركة في الحصار.. لأن الطريقة التي يتكلم فيها عباس تفرض شروطا لرفع الحصار، وهل يمكن لغير المشاركين أن يفرضوا الشروط؟؟

ويلاحظ أن تصريحات عباس كلها جاءت في فترة بدأ العدو الصهيوني يتخبط فيها بعد سلسلة من الأخطاء ارتكبها، أجبرته أن يبدأ بفك تدريجي للحصار عن غزة.. ويقول بيان صدر عن تحالف قوى المقاومة في الداخل قبل يومين: “إن هذه المواقف والتصريحات تدلل على تواطؤ دور السلطة في رام الله وتنسيقها مع العدو بما يؤدي إلى فك العزلة عن الاحتلال الصهيوني وعن سلطة رام الله التي تعيش مأزقاً كبيراً نتيجة التضامن العربي والدولي من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة الصامد”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 61 / 2178681

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178681 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40