الجمعة 3 أيار (مايو) 2013

استراتيجية دفاع الجيش السوري تقلق الدول المتآمرة

الجمعة 3 أيار (مايو) 2013

دبّ الهلع في واشنطن وتل أبيب، وأضيئت الأضواء الحمراء لدى مقاربي الملف السوري في عدد من الدول المتآمرة على سورية، بعد الإنجازات اللافتة للجيش السوري في أنحاء متفرقة من الميدان القتالي على المستوى الاستراتيجي، وسط مخاوف من انهيار دراماتيكي “المعارضة السورية” وأجنحتها العسكرية المتناحرة فكرياً وقتالياً، على أن الانهيار الميداني أتى متزامناً مع مؤتمر “أصدقاء سورية” في اسطنبول، والذي اعتُبر من أفشل المؤتمرات التي انعقدت على مدى عامين، تجلّى هذا الوضع أيضاً في الصراع القطري - السعودي في لعبة الاستقطاب الخارجي على جثة “الائتلاف السوري”، وكان واضحاً أن الرهان الأميركي - السعودي على أحد فصائل “الائتلاف السوري” لتقويم سليم إدريس؛ قائد “الجيش الحر” لإدارة العمليات الخارجية، فيما الضغط القطري راح يدفع باتجاه فصائل “إخوانية” متحالفة مع الأتراك، إضافة إلى شخصيات فارغة المحتوى، لتعويمها واستلام دفة القيادة المتهالكة أمثال جورج صبرا.

هذا الاشتباك الخارجي دفع واشنطن، بالتنسيق الكامل مع الكيان “الإسرائيلي”، للعمل على ثلاثة خطوط:

1- تفعيل جبهة الأردن سياسياً وميدانياً كمعسكر للتدريب، وإرسال مئات المقاتلين عبر الحدود لإشعال محور درعا - السويداء، أو ما يطلَق عليه “جبهة حوران”، وصولاً إلى الجولان كسكّين في الخاصرة السورية الجنوبية، عبر ضخ المسلحين الهائمين على وجوههم إلى وادي اليرموك باتجاه أبواب دمشق من “مداخل جديدة الفضل” و“جديدة عرطوز” و“العتيبية”، حيث ربض رجال الأسد لهؤلاء الذين كانوا يرتجفون من الخوف، وانقضوا عليهم في معركة ساحقة واستراتيجية، فيما كان ملك الأردن في طريقه لعناق أوباما.

2- الرغبة المُلحّة لعدد من المسؤولين السعوديين لوقف تمويل “جبهة النصرة” وتفعيل “الجيش الحر” في المنطقة الوسطى، خصوصاً في حمص وريفها، وهنا أيضاً سارع الأسد العارف والمدرك للوضع الجيوسياسي للأزمة إلى محاصرة القصير، التي شكلت إحدى حاضنات التمرد على مدى عامين، حيث ثقل “كتائب الفاروق” التي تناحرت مع “جبهة النصرة” في أكثر من مكان، وكسر وقطع أوصالهم في الريف الحمصي، وكانت تسمع نداءات استغاثاتهم.. ولا من مجيب.

3- الدخول “الإسرائيلي” بشكل مباشر عبر سلسلة من الظواهر، وأهمها الحديث عن الأسلحة الكيمائية السورية، فتلقّف الأميركي، وتحديداً ائتلاف أوباما – هاغل – كيري، الإشارة وصولاً إلى الحديث عن مغبة تجاوز الخطوط الحمراء الأميركية.

هذه الخطوط الثلاثة شكّلت عوامل ضغط في محاولة لوقف الاندفاعة الممتازة للجيش السوري، ومحاولة منع إسقاط أوراق التفاوض الواحدة تلو الأخرى، هذا أولاً.

ثانياً، الاستفادة الأميركية “الإسرائيلية” في الشهرين المقبلين لإشعال الجبهات قبل الانتخابات الإيرانية؛ في لحظة فراغ خطيرة للعلاقة الأميركية الروسية، وفي لحظة تحلل الحدود مع دول الجوار السوري، كل ذلك جعلت درجات الحرارة ترتفع في العواصم المعنية، حيث يراقب النظام السوري بقيادة الرئيس الأسد تلك الصورة متكاملة، وحين يؤكد الإيراني أن إسقاط الأسد أمر غير مسموح الاقتراب منه، فإن المخاطر تبدو واضحة وحقيقية، ومن هنا تمارس سورية سياسة أجندة الميدان المتلازمة مع القراءة السياسية من أجل استعادة المبادرة من كل دول الشر، والتي تعرف أن المعارضة التي تدعمها هي بوضع تراجعي سيئ وخطير.

من المفيد هنا قراءة الحركة الروسية - الإيرانية عبر بوغدانوف وبروجردي، وكلام مستشار المرشد الإيراني الأعلى؛ الجنرال رحيم صفوي، لنعرف حقيقة وشراسة الصراع لتغيير موازين القوى والخارطة الإقليمية، حيث النظام والجيش السوري لهما اليد العليا في المرحلة الآتية.

- بهاء النابلسي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2180726

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2180726 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40