الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013

محاولة أولى لتجميع صورة ...!

الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013 par أيمن اللبدي

يمكن تسمية هذه المادة محاولة في تجميع صورة وليس بالضرورة أن ترد تسميتها على أنها مقالة بتصنيف صحفية أو أدبية أو ما شئتم فهذا لا يهم، ولانه غير مهم التسمية والتصنيف وتوقع قراءة هذه السطور على نحو معين، سيكون الأهم بعد هذا التوضيح هو استثارة المعرفة المتوقعة من محاولة تجميع عناصر هذه الصورة المقطّعة، وهي مقطّعة لأن أحداثها تجري في أكثر من مستوى وأكثر من مكان، وجائزة تجميع هذه اللقطات الصغرى ستكون في النهاية هي الجائزة الكبرى، وهل هناك أجمل من جائزة قشع ضباب العقل ورؤية الصورة الكاملة التامة الشاملة، وعندها لنسمي هذه الكتابة محاولة تشكيل رؤى.

الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتسجيل نقاط انكسار لافتة في كل ساحة وميدان اعتادت أن تصرخ فيه وحيدة من أعلى منذ ثلاثة عقود ، الاقتصاد والمال والأرقام تقول أنها في الجانب الذي يخشى بعضهم أنه لو فضح أمره حقيقة كما هو، أن ينهار ما يسمونه هؤلاء بالاقتصاد العالمي. الواقع أن الاقتصاد العالمي ومنذ نشوء جول منظومة «بريكس» أصبح ثقله متوازن على أضعف الايمان، إذن لن ينهار جسد الاقتصاد العالمي إذا تعطلت إحدى الرئتين المصابة أصلا بالعفن الشديد، ما سيتعطّل هو كينونة الولايات المتحدة لتصبح بالقطع ولايات غير متحدة قبل أن تنحل إلى صيغ دول متعاركة.

الجزء الثاني هناك حيث ما جرت العادة أن يوصّف بالسياسة الدولية والامم المتحدة مجلس أمنها وجمعيتها العمومية ومنظماتها الدولية الخ هذا التشكيل، منذ الفرصة التاريخية التي وجدت أمريكا نفسها فيها وحيدة فوق تلك القمة التي وقع عنها الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينيات القرن الماضي، هذه الامريكا التي ملأها الغرور غير المسبوق تاريخيا والتي تجرأت على حركة التاريخ لتعلن «نهاية التاريخ» ونهاية العالم وتبشّر بأبدية تفرّدها مستعجلة كأنها غير مصدّقة، تنطح بقرونها يمنة ويسرة في أكثر من ساحة، تكسّرت قرونها قبل أن تصدّق أنها كذلك فعلا، اليوم ثلاث اعتراضات فيتو قابلة للتجديد في أي وقت جعلت المنظومة عائدة من حرب الوهم الذي خاضه اليانكي مع نفسه.

القطعة الثالثة من الصورة هذه السي آي إيه التي ملأت جوانب المريخ الصراخ بقدرتها الجبّارة وفاعليتها منقطعة الأثر والتي يمكنها أن تقلب أنظمة وتقيم الدنيا ولا تقعدها وحذار من مجابهتها وقعت هي الأخرى في كمين غرورها وصلفها الأسطوري، فهي استعانت على عدوانها على العراق الشقيق وخداع العالم بالتزوير الفاضح، وهي استعانت على توضيب حماقات الذين أشاعوا أنهم المحافظون الجدد المتدينون للصليب المدين للتلمود حتى يقوم من جديد بكل كذب يخطر على بال بشر، من اول فيلم القاعدة إلى آخر فيلم النصرة، وعندما وضعت الحقائق أرقامها وجدنا هذه الكارتيل من المكاتب مجرّد دعاية أخرى لا أكثر لديها الاستعداد التام للتزوير والدجل في أي وقت لتحضير أية مادة عندما تعرض على الواقع تراها مجرّد أوهام، كل توقعاتها وتحضيراتها في المسألة الجورجية فالسورية فالايرانية وصولا الى تشافيز الراحل وترسيخ ثبات تحولات اللاتينية وانفتاح جبهة الهادي والاطلسي معا من كوريا إلى الصين، جعلها مجرّد دب أكول سمين لا يتقن إلا تقليد حركة الهش عن العيون، نعيماً.

قطعة أخرى من الصورة هناك في هذا الاقليم الذي ترتّب فيه امريكا لما بعد انكفائها عنه لانها قد انحسرت ولأنها قد خسرت ولانها لا تستطيع كما تبجحت يوما أن تقود حربين أو أكثر على أكثر من جبهة، ولأنها معطوبة اقتصاديا ومثقوبة سياسيا وتتعكّز على الحظ فقط وعلى نوايا الصين الطيبة أن لا تأكلها دفعة واحدة وأخلاق البركس العظيمة أن تتركها تتعافي في منطقة المحيط فهي مقرة بأنها في هذا الاقليم مستعدة للتفاهم والتشارك مع حصة نفطية وحصة ضمان لامن الكيان الصهيوني، وهي معها اليوم آخر السهام المسمومة التي يلعبها فقط الخصم عندما يكون قد أدرك أنه فقد الحظوظ وخاب أمله، فبعد قصة مسلسل لماذا «يكرهوننا» و«الاسلاموفوبيا»، إذا بهم هم أصل تمويل وتدريب قاعدة بن لادن ونصرة الظواهري عيني عينك،إذن لا بد من ضرب اسفين «سني - شيعي» الاسطوانة الخرقاء وترك حرب بينها لمئتي عام تكون فيها ضمنت تمديد اوكسجين الحياة للكيان الذي بات يختنق ويندحر لداخل تموضعه، وتكون شفطت موارد الطاقة بما يسمح لها التفاهم مع الاقوياء الجدد وطبعا باعت خردة كثيرة لديها بالقوة والاحتيال والرغبة طالما اشاعت التخويف وافتتحت حرب القرنين القادمين حسبما تظن.

قطعة ربيعية موجودة فيها حبكة لأن الذي قص أطرافها أخفى بعض الزوايا عند مساحات هنا أو هناك، فصورة الغرب المتباكي على الديموقراطية والحرية والسعادة العربية في بعض أقطار العرب المنتقاة عشوائيا ولكن بشرط أن تكون من دول محورية أساسية في الحرب على صهيون ولو بالكلام، وقطعة الربيع هذه التي قامت فيها دول الغرب والشرّ التاريخي الاستغلالي لكل دماء الشعوب المقهورة يتصادف انها تحاول أن تثأر لما خسرته في دولة هنا أو دولة هناك من حليف فترد الصاع صاعين وترتب لركوب موجة في دول أخرى حتى تكون قطعة الربيع الخلاق فوضوية على كيفها ، لكنها تصطدم في منتصف الطريق بقلعة غير سهلة الابتلاع تستعصي فيها على كل المسار ليأخذ هذا المسار في الدوران محققا تهيئة الظروف لاعادة تصويب ما تم تخريبه، والواقع أن لا مشكلة في صعود قوى يمينية أو يسارية لدفة إدارة السلطة في العالم العربي، الشرط الوحيد عليها أن لا تكون أداة للأجنبي ولا حليفا للأجنبي وما يظل مجرّد رتوش.

قطعة أخرى صغيرة ملقاة الى الهامش عن مسرحية هزلية اسمها «السلام وشلوم وبيس» واستنادا الى معنى الاخيرة في الترجمة الى العربية فهي فعلا قطعة، واستنادا الى أقرب الاركان في الكلمة العابرة العبرية التي ترد مقاربة وليس مطابقة فهي اقرب إلى مفهوم كلمة «شلوت» بالعربي، فالعدو الصهيوني وما يدلّعه العربان وصحافتهم ومسؤولوهم عادة باسم «الحكومات الاسرائلية المتعاقبة» وما يغنّجه الفلخان من الفعل الفلسطيني الفصيح «فلخ» من تبّع السلطة التي استخدمت هذه التسمية اولا لستر العيب في حقيقة كونها هيئة تنفيذ الحكم الذاتي، هؤلاء النفر يدلعون العدو باسم «الجانب الاسرائيلي» أصاب الله جنوبهم بفالج لا سابق له، هذا العدو أصبح ليس في وضع يتيحه هؤلاء له كاحتلال سبعة نجوم فقط، بل أصبح في وضع يظهر وكأنه صاحب مشروع دعت له امه ليلة القدر بمقاول برنجي الخسارة لديه لا قيمة لها على الاطلاق وهمه أن يسجّل سابقة إخلاص وتخليص.

لكن ما ينغّص عيش هذا العدو أنه كلّما فكّر بطريقة جهنمية لقتل روح المقاومة يجدها تنفجر اثنتا عشر عيناً، وكلّما استحضر أسلوبا لا سابق له في التاريخ في نصب الأفخاخ جعلت المقاومة الفخ في حلقه وجرّعته سم سحره الذي يكيد به، صحيح أن كتائب سلطة الورق التي بالورق أخذت التسمية كأجهزة أمن لحماية المواطن الفلسطيني والأرض الفلسطينية والحثق الفلسطيني، وبالورق أخذت تسمية دولة غير عضو زائدة عن الفعل في أي مادة فعل باستثناء قهر الفلسطيني، لكن هذه جميعا تشغّل آلاتها لمنع حتى خروج مظاهرة سلمية حنونة في ذكرى من أيام تقويم الكفاح الفلسطيني، وفي ذات الوقت تجتهد لصنع الساتر البشري أمام خروج بضعة طلاب أو فلاحين استولت على أرضهم مؤسسات الاستيطان ومدحلة التهويد، لتمنع وصولها لمواقع وجود السيد الصهيوني، مع ذلك هذه الصورة متقلبة وظلالها ليست ثابتة ولا تطمئن العدو الذي يغشى المدن والقرى والمخيمات بين الفينة والأخرى لينفّذ بنفسه الاعتقالات لفتية لا تتجاوز أعمارهم الربيع الثالث عشر، يخاطب قوة الاقتحام راجيا من هذا الجيش العرمرم الداخل لاعتقاله ارجاءه ليتمكن من تأدية اختبار مدرسي!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2165549

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165549 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010