الثلاثاء 16 نيسان (أبريل) 2013

«تجليات» الإبراهيمي

الثلاثاء 16 نيسان (أبريل) 2013 par زهير ماجد

قيل عن الاجتماع الذي حصل بين الرئيس المصري محمد مرسي والأخضر الإبراهيمي قبل ايام قليلة، بأن سوريا كانت حاضرة واساسية، وان بعض ما قاله المبعوث الأممي في صددها تحدث عن ضرورة تعزيز“الائتلاف السوري”.. لكأنه بذلك يمارس دعمه لطرف سوري على آخر في وقت يتطلب منه ان يقف على الحياد ان لم يكن إلى جانب النظام والدولة من اجل اعادة تعزيز سيطرتها على كل سوريا.
اذا صحت تلك الأخبار فإن الابراهيمي يكون قد فقد حياديته، وان الشكوك التي دارت حوله من قبل النظام كانت في محلها، وان معلومات النظام السوري عنه تكاد تؤكد ان الرجل فقد تلك الميزة التي عرف بها لاحقا وهي الحيادية والموضوعية.
من هنا نفهم عدم تجاوب الرئيس بشار الأسد في السابق على استقباله بشكل سريع تطلب الأمر يومها ارسال شكواه إلى الروس الذي توسطوا له لدى الرئيس الرئيس السوري الذي عاد وقابله بشيء من الغضب وقيل انه اسمعه كلاما أقله “انه باق في سوريا حيًّا أو ميتا” وليس ما يشيعه عن احتمال رحيله وان دوره يتطلب منه العمل تحت بند الموضوعية، تماما كما فعلها ذات يوم في لبنان حين ارسل إلى هناك للمساهمة في حل أزمته فلعب دورا ايجابيًّا، أو هكذا يقال، ثم كان في افغانستان تحت ذلك البند ايضا.
في كل الأحوال لا يبدو ان للإبراهيمي دور في حل أو ايجاد حل أو التفكير بحل، الرجل وكأنه مسحوب من لسانه، ومبتعد عن زيارة سوريا والعودة بين الفينة والأخرى إليها. انه مبعوث عن بعد، يحاول بالريموت كونترول ان يحل أزمة مصاعبها أكبر مما يتصوره عقل مبعوث أممي أو رسول سلام يسعى لإحاطة حراكه بكل المواهب التي تمكنه من ايجاد الصيغ اللازمة للحل المطلوب.
هذا هو الإبراهيمي في آخر يومياته السورية التي لا تبدو سوريا في أحسن الأحوال، سوى انها محاولة للقول بأننا حاولنا ولم نتمكن. ليس هنالك من سيتابع تقصير الابراهيمي بالتواجد في سوريا، فهو قد يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بما توصل إليه أثناء لقائه به قريبا، ليعود إلى جامعة الدول العربية مقدما شهادته ايضا. وفي المكانين قد يقول بالحرف الواحد ما ردده دائما عن صعوبة الحل في سوريا.
اذن، جملة من هذا النوع تعني انه عاجز عن الفعل، وعاجز عن ان يكون مبعوثا قادرا وقديرا .. وانه بالتالي يخشى الحضور إلى سوريا لأسباب خاصة بعدما سمع من الأسد ما لم يسمعه خلال عمله السياسي، الأمر الذي جعله حانقا وغاضبا على دوره وعلى سوريا.
لا بد اذن من الاعتراف ان الإبراهيمي الذي يريد تعزيز “الائتلاف” قد اختار تصفية الحساب مع الرئيس السوري ليجعل من نفسه طرفا احادي الموقف اتجاه أزمة هي أكبر بكثير من طاقة رجل عرف من أين تؤكل الكتف ففعلها مثل بعضهم من اهل الذمم الواسعة والأرباح السريعة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 67 / 2165274

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2165274 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010