الجمعة 12 نيسان (أبريل) 2013

مصر بين خطري الإفلاس والفتنة.. و“الإخوان” لا يقدّمون حلولاً

الجمعة 12 نيسان (أبريل) 2013 par حسين العطوي

يبدو مصر هذه الأيام في أصعب أوقاتها.. سيل من الأزمات المتفجرة لا تعد ولا تحصى، في ظل حكم “الإخوان” الذي سجّل رقماً قياسياً في سرعة فشل تجربته في السلطة، فهو لم ينجح سوى في توليد المزيد من الأزمات، ومواصلة سياسات الليبرالية الاقتصادية التي فشلت نماذجها في بلدان المنشأ، ومع ذلك يصر على إبقائها وكأنها هي العلاج الشافي لما سببته للمصريين من فقر وحرمان وبؤس وتبعية، فإلى جانب الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تقف مصر اليوم على شفير الإفلاس المالي، فيما حكم “الإخوان” يعجز عن تقديم حلول لمواجهة مخاطر نقص توافر الخبز والدواء والكهرباء، سوى القبول بشروط صندوق النقد الدولي القاضية بخفض الإنفاق، وتقليص حجم الدعم على الخبز والغاز والمحروقات من أجل إقراض مصر 4.8 مليار دولار، ما يدفع البلاد سريعاً نحو انفجار اجتماعي قابل لأن يتحول إلى ثورة اجتماعية.

غير أنه في ظل عدم تبلور قيادة ثورية قادرة على قيادة الشارع المنتفض نحو التغيير، فإن الأمور مرشّحة لأن تسير باتجاه مزيد من الفوضى والعنف الذي يتغذى من الأمور الآتية:

الأمر الأول: ازدياد حدة عنف الأزمة الاجتماعية التي تدفع بمزيد من الأطفال الفقراء إلى الشارع، والذين باتت أعدادهم تقدر بين المليون والثلاثة ملايين طفل شوارع، يجري استغلالهم واستخدامهم من قبل الفئات الحاكمة، لتشويه صورة الشارع المنتفض ضد حكم “الإخوان” وسياساته.

الأمر الثاني: الانقسام الحاد بين الفئات الحاكمة، وبين القوى السياسية، وفي الشارع والذي يوفر التربة الخصبة لقوى الفتنة المرتبطة بالموساد كي تعمل على إثارة اضطرابات طائفية، ومذهبية، وهو ما تجسد مؤخراً بواقعتين:

الأولى: حصول اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين في مدينة الخصوص، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، سرعان ما تطورت واتخذت طابعاً أكثر حدة عندما أقدمت مجموعات بالاعتداء على جنازة تشييع أربعة أقباط، مما أدى إلى سقوط قتيلين، وأكثر من 80 مصاباً.

الثانية: إقدام تيارات سلفية متطرفة على تصعيد حملة العداء ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واتهامها بأنها تسعى إلى تشييع الشعب المصري، وبالتالي اختراع صراع سني شيعي في مصر، في وقت يعرف فيه الجميع، أن شعب مصر لم يعرف يوماً مثل هذه الصراعات والاصطفافات المذهبية.

ومن الواضح أن الجهات التي تقف وراء هذه الحملة المشبوهة، إنما تعمل ضمن مخطط يستهدف دفع المصريين إلى شرك الصراعات الفتنوية التي تصب في مصلحة أعدائهم، لا سيما العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، بهدف إضعاف الدولة المركزية المصرية، وتمزيق الوحدة الوطنية، لجعل مصر غير قادرة على النهوض واستعادة دورها العربي القيادي من ناحية، ولإبقائها لقمة سائغة تدور في فلك التبعية لأميركا و“إسرائيل”.

الأمر الثالث: بدء بعض الجماعات السلفية في التزود بالأسلحة الآتية من ليبيا، وأن بعض هذه الأسلحة يجري تخزينها في سيناء، وقد حذر عبد الفتاح عثمان نائب وزير الداخلية للأمن العام من أن انتشار الأسلحة غير القانونية يزيد من تفاقم الموقف، وأن الأسلحة التي تأتي من دول مجاورة تساهم في الفوضى، وأن الداخلية واجهت جماعات مسلحة تستخدم الصواريخ والقنابل في محاولة لاقتحام سجن المدينة في بور سعيد.

وتأتي هذه المعلومات، في وقت أفادت فيه مصادر استخباراتية أميركية، بأن الاتصالات زادت في الأشهر الأخيرة بين الجهاديين المرتبطين بالقاعدة والجماعات السلفية المحلية في سيناء ومنطقة الدلتا.

الأمر الرابع: إن الرهان على المؤسسة العسكرية لتكون هي الخيار المنقذ للخروج من الفوضى ومخاطر الحرب الأهلية، أخذ بالتراجع بسبب الشك بمصداقيتها وارتباطها مع أميركا، واتفاقها مع “الإخوان” من تحت الطاولة من ناحية، وعدم تقديمها بديلاً تحررياً على غرار ما قام به الضباط الأحرار برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في أوائل عقد الخمسينات من القرن الماضي من ناحية أخرى.

ولهذا فإن مصر تبدو تترنح بين خطرَيْ الإفلاس والفتنة، وغارقة في أزمة مديدة ومتشعبة، في ظل عدم القدرة في السيطرة على الشارع المنتفض، والذي يصعب ترويضه وتدجينه للتراصف خلف حكم “الإخوان”، أو العسكر كما ترغب واشنطن.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2166062

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2166062 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010