الجمعة 12 نيسان (أبريل) 2013

كيري يعود سريعاً ... المفاوضات على نار حامية

الجمعة 12 نيسان (أبريل) 2013 par نافذ أبو حسنة

كما كان متوقعاً، فقد عاد وزير الخارجية الأميركية سريعاً لزيارة فلسطين المحتلة، معلناً أنه سيقوم بعمل كثير ومتواصل من أجل استئناف المفاوضات المتوقفة بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال.

التمهيد لهذه المفاوضات بدأ مع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي رافقه فيها جون كيري، الشهر الماضي، وتبدي الولايات المتحدة حرصاً كبيراً على استئناف المفاوضات، مستثمرة في الوضع العربي القائم، وهو في حال من الاضطراب، وتغيب فلسطين عن جدول أعماله، وعن اهتماماته بالكامل، وتريد من خلال ذلك تحقيق تحول إستراتيجي كبير، ينتهي إلى تصفية القضية الفلسطينية، عبر تسوية تفضي إلى دولة بالشروط “الإسرائيلية”.

تنطلق الولايات المتحدة من اعتبار الظرف ملائماً تماماً لتحرك من هذا النوع، ومن الاستعداد الفلسطيني الرسمي للسير نحو استئناف المفاوضات، وعدم رفض تسوية من النوع المطروح، فعلى مدى سنوات طويلة، جرى التركيز على إقامة دولة فلسطينية بوصفه الهدف المنشود من مفاوضات التسوية، وكيفت قوى كثيرة، أهداف الكفاح الوطني، لتناسب مطلب إقامة الدولة.

المعروض الآن هو “دولة” تكون نتيجة لعمليات التفاوض، ويجري بشكل متعمد التعتيم على ماهية وشكل الدولة الجاري الحديث عنها، لكنها في أفضل الحالات، لن تتجاوز مناطق الحكم الذاتي الراهنة، مضافاً إليها تحسينات شكلية، ستحاط بقدر كبير من الدعاية، بوصفها إنجازاً إستراتيجياً كبيراً.

يدور حديث الآن عن عقبات تواجه استئناف المفاوضات، وهذا مطلوب في المرحلة الراهنة، لكن التصميم الأميركي، في الظروف التي تحدثنا عنها، واضح أيضاَ، وتتحرك دول عديدة، عربية وغير عربية، للعمل مع واشنطن، من أجل تحقيق أهدافها، وتحمل مساعي كيري، تجاه الأردن، وتركيا التي أراد توظيفها كوسيط مباشر في المفاوضات، دلالات واضحة عن طبيعة المخطط الأميركي المراد تنفيذه.

الحديث عن العقبات، يتصل بمراحل ما قبل التفاوض، ونقل عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قوله لوزير الخارجية الأميركية: “إن الجانب الفلسطيني يريد العودة إلى المفاوضات، لكن على إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى”.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية؛ نبيل أبو ردينة، عقب لقاء عباس مع كيري في مقر الرئاسة “إن الرئيس عباس كرر الموقف الفلسطيني، إنه لا يمانع العودة إلى المفاوضات، لكن من الضروري وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى، الأمر الذي نعتبره الأولوية الكبرى التي تخلق الجو المناسب للعودة إلى المفاوضات”.
وأضاف أبو ردينة أن الرئيس عباس “أكد دائماً كما أكد اليوم، أننا نعتبر أن إطلاق سراح الأسرى له الأولوية التي تخلق المناخات المناسبة لإمكانية تحريك عملية السلام إلى الإمام”، وقال أيضاً “إن لقاء عباس مع كيري يأتي في إطار متابعة الاتصالات الفلسطينية الأميركية المستمرة منذ وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة، والتي ستستمر خلال الأسابيع القادمة لاستكشاف إمكانية خلق المناخات المناسبة لاستئناف عملية السلام”.

المطلب المتعلق بوقف أو تجميد الاستيطان، مطلب قديم، وكان وراء فشل استئناف المفاوضات، منذ توقفها، وأضيف إليه اليوم مطلب إطلاق سراح الأسرى، المطلبان محقان ومشروعان، مع أن الأولى، مطالبة بإزالة الاستيطان من الأراضي المحتلة عام 1967 بالكامل، إن كان المراد هو الحصول على دولة فلسطينية، تقوم على تلك الأراضي.

الاحتلال يرفض هذين المطلبين، رغم التصميم الأميركي على اسئتناف المفاوضات، وتعول واشنطن على ضغط تمارسه أطراف عربية، وتركيا على الفلسطينيين من أجل التخلي عن المطالبة بتجميد الاستيطان شرطاً للتفاوض، ويطرح موضوع تبادل الأراضي بديلاً عن إزالة المستوطنات كنتيجة مطلوبة للمفاوضات.

مصادر إعلامية تتحدث عن أن “المسؤول الأميركي قرن استئناف المفاوضات بـ3 خطوات إسرائيلية، تمثلت في الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية بشكل نهائي، وعدم احتجازها من قبل إسرائيل مرة أخرى، توسيع مناطق سيطرة السلطة لا سيما المصنَّفة”C“، وحرية البناء في المناطق المصنفة”C“، والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2180572

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2180572 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40