السبت 30 آذار (مارس) 2013

يوم الأرض يوم النسيان

السبت 30 آذار (مارس) 2013 par أمجد عرار

“يوم أرض” جديد يحل على الفلسطينيين من دون سواهم، فلم تعد هذه مناسبة لا للعرب ولا للمسلمين ولا للعالم الذي تعمدت منظمته المسماة الأمم المتحدة لتغيير المسمى إلى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فلا هو بقي يوماً للأرض ولا يوماً للتضامن مع شعب تركه العرب والمسلمون ومنافقو العالم لمصيره في مواجهة احتلال عنصري مجرم .

في الثلاثين من مارس/آذار عام 1976 انتفض الفلسطينيون في بلدات عرابة البطوف وسخنين ودير حنا المحتلة عام 1948 احتجاجاً على قرار الصهاينة مصادرة نحو واحد وعشرين ألف دونم من أراضي القرى الثلاث وغيرها، في سياق مخطط تهويد الجليل وترجمة عملية لاستخلاصات ما عرفت بوثيقة “كينغ” التي أثارت قضية “القنبلة الديموغرافية” التي أصبحت منذ ذلك الوقت شعاراً ثابتاً في مواجهة الفلسطينيين، ومنبعاً للقوانين العنصرية التي تضيّق الخناق على أولئك الذين ظلوا صامدين في ديارهم أثناء النكبة وبعدها .

اليوم تمر سبع وثلاثون سنة على تلك الهبّة التي تصدى فيها الصهاينة للمنتفضين الذين قضى ستة منهم شهداء بالرصاص، ليعمّدوا بدمائهم أرض فلسطين المقدسة . سبعة وثلاثون عاماً لم يتوقّف فيها القتل والأسر ونهب الأرض وتحويلها إلى مستوطنات لشذاذ الآفاق المستجلبين من شتى بقاع الأرض .

يكفينا الاستدلال بما نشره جيش الاحتلال نفسه قبل يومين، أي عشية ذكرى يوم الأرض، لكي نستنتج أن العنصر الأساس للقضية الفلسطينية، وهو الأرض، يتعرّض لهجمة محمومة مثلما يفكك طبيب حصوة بأشعة الليزر، حيث كشف جيش الاحتلال أن مساحة ما تسمى ب”أراضي الدولة” في الضفة الغربية المحتلة بعد مصادرة قسم كبير منها من أصحابها الفلسطينيين، تبلغ 3 .1 مليون دونم، وأنها خصّصت 663 ألفاً منها للمستوطنين و6،8 ألف للفلسطينيين .

إن الأرض التي يحاول “الإسرائيليون” إخراجها من جدول التفاوض، تتعرّض للقضم التدريجي المتسارع، فهي باتت مزروعة الآن بأكثر من 482 موقعاً عسكرياً واستيطانياً في الضفة بما فيها القدس . ومثلما جرى مع الأرض التي احتلت عام ،1948 التي لا يتكلم عنها النظام الرسمي ومعظم الإعلام العربي الذي تعمّد بعضه عرضها في خرائطه تحت مسمى “إسرائيل”، يجري الآن مع المناطق التي احتلت عام ،1967 حيث يتم تهويد الأرض بالكامل لكي يكون أي بحث عن تسوية تحت سقف القضية السكانية، وهذا ما يفسّر إصرار المفاوضين الصهاينة على رفض مفهوم السلطة الوطنية الفلسطينية في أية فقرة في اتفاق أوسلو، وتدوينها باسم “السلطة الفلسطينية”، في كل وثيقة تصدرها السلطة من رخصة قيادة السيارة إلى جواز السفر .

إذا علمنا أنه عندما وقّع اتفاق أوسلو عام ،1993 كان عدد المستوطنين لا يتجاوز 300 ألف مستوطن، لكنه وصل اليوم إلى نحو 540 ألف مستوطن، ينبغي أن ندرك إلى أي مدى نحن أمام عدو يراوغ ويماطل، وهو يريد استغلال الوقت والمفاوضات كغطاء لسياسته الاستيطانية التهويدية . إنه يسعى إلى توظيف المفاوضات مع الفلسطينيين للتغطية على سياساته بحيث تتواصل بهدوء ومن دون مشكلات مع ما يسمى المجتمع الدولي .

إن أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية هي أن النظام الرسمي العربي انتقل من مرحلة العجز عن الفعل إلى مرحلة التجاهل . ونخشى أن تشهد المرحلة المقبلة انتقالاً إلى مرحلة نزع صفة العدو عن “إسرائيل”، وقد بدأت مؤشرات ذلك عبر خلق عوامل صراع داخلي على أساس طائفي، بداية لا نعرف نهايتها .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2178761

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178761 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40