الأحد 24 آذار (مارس) 2013

أوباما السعيد

الأحد 24 آذار (مارس) 2013 par زهير ماجد

علها الزيارة التي نطقت بأكثر من نتيجة وعلى أكثر من صعيد، ولعلها جميعا لم تكن في حسبان من اجتهدوا في قراءتها قبل وصوله .. فالرئيس الاميركي أوباما فاجأ «الاسرائيليين» مثلما فاجأ العرب وكذلك الأتراك ، وربما انصافا للأسرار المركبة في مثل تلك الزيارات، انها تأتي ممهدة لنتائجها قبل ان تحصل.

وهكذا تمكن رئيس الدولة العظمى ان يصنع نوعا من التاريخ الجديد من خلال قديمه. ففي اقل من ثلاثة ايام، رمى فكرته الجهنمية بوجه الفلسطينيين حين قال إن عليهم أن يعترفوا بيهودية اسرائيل، وهو ما يعني شطب قانون العودة نهائيا، وعليه أن يفتشوا عن الطريقة التي يظل فيها الفلسطينيون اللاجئون في الخارج اسرى الحسرة الدائمة المفتشة عن وطن والطامحة للعودة اليه. وهو ايضا قدم فرصة تاريخية «لاسرائيل» وتركيا حين أعاد التقارب بينهما عبر اتصال نتنياهو بأردوغان والاعتذار له عما ارتكب في حملة مرمرة. لكن ذلك لم يكن ليعني ان الاتصالات كانت قد قطعت بين الدولتين، جل ما جرى أنهما سحبا سفيريهما فقط فيما العلاقات التجارية وصلت الى حدود اربعة مليارات بعدما كانت في حدود مليارين، وكذلك العلاقات الأمنية وغيره. ولم يكن لتحصل تلك المبادرة من رئيس وزراء «اسرائيل» لو كان وزير الخارجية السابق ليبرمان موجودا في وزارته التي أبعد عنها، فكان العقبة الحقيقية بين تركيا و«اسرائيل».

يبقى القول إن كلام أوباما عن حزب الله اللبناني أعطى كلمة السر لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي قدم استقالة وزارته فاسحا المجال امام استحالة اعادة تركيب وزارة جديدة. استقالة ميقاتي جاءت على قاعدة الربع الساعة الأخير في سلم مفاجآت دولة مهترئة ، عاشت سنتيها على أمل نأي النفس عن الأزمة السورية، لكن تلك الأزمة دخلت في عظامها وعشعشت ولم يبق لها سوى ان تبرز بكل معانيها الكامنة.

كان أوباما سعيدا بانجازاته التي جاءت كما اشتهى وتمنى وخصوصا في ملفها التركي« الاسرائيلي» الذي يبدو من بعدها المقروء انها الضرورة في هذا التوقيت الذي تحتاجه الولايات المتحدة اتجاه الازمة السورية، اذا ما اعتبرنا التراجع الأميركي في تلك الأزمة وعدم قدرة تركيا على تحقيق انجاز كبير فيها .. السرعة في اعادة ترتيب هذا الملف له مؤشراته وقراءاته التي تعني في بعدها العاجل أن المنطقة قابلة للانفجار وتحتاج الى وصل بين مكونيها الفاعلين تركيا و«اسرائيل». بل إن الولايات المتحدة على عكس ما يقال ، تحتاج في الايام المقبلة الى تحسين شروطها في الأزمة السورية وليس مما يحقق ذلك سوى ما تحقق بين اردوغان ونتنياهو.

علينا انتظار ظهور نتائج زيارته على أكثر من صعيد وما يخص الأزمة السورية سواء في بعدها الكردي، او في خطوات المعارضة السورية، وفي الداخل اللبناني الذي تتصاعد أزمته الكيانية الى حد الاحتراب الداخلي، الى صورة مصر التي تنهار، فيما الحقائق على أرض الواقع أن المنطقة سيكون لها صراخ وضجيج مختلف عن قريب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 90 / 2165303

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165303 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010