الاثنين 18 آذار (مارس) 2013

شيطنة الفلسطيني

الاثنين 18 آذار (مارس) 2013 par أحمد الدبش

نَشَرَتْ فضائيات تعود للمال السعودي، بتاريخ 11/3/2013، تقريراً خطيرًا؛ نقلاً عن مجلة “الأهرام العربي”، يكشف أسماء المتهمين بارتكاب مذبحة قتل 16 من الجنود المصريين في رفح في شهر رمضان الماضي، (5/8/2012)، وهم ثلاثة من قادة حركة “حماس”. وقالت “الأهرام العربي” أن أسماء منفذي المجزرة هي:

1. أيمن نوفل، قيادي بكتائب القسام الذراع السياسية لحركة حماس، الذي هُرِّب من سجن المرج، أثناء ثورة 25 يناير، حيث كان مقبوضا عليه قبل الثورة.

2. محمد إبراهيم ابو شمالة، الشهير بـ “أبو خليل”، وهو قائد في “الصف الأول” بحركة حماس.

3. رائد العطار، وهو مهندس ومخطط ومنفذ، عملية خطف الجندي الإسرائيلي“جلعاد شاليط” .

وذكرت “الأهرام العربي”، أن “حماس” قامت بهذه العملية انتقاماً من الجيش المصري، الذي هدم عدداً كبيراً من الإنفاق، في ظل قيادة المشير حسين طنطاوي، القائد السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي اهتم كثيرا بهدم الأنفاق.

وقال الأستاذ أشرف بدر، رئيس تحرير مجلة “الأهرام العربي”، إنه تأكد بنفسه من مسئولي المخابرات العامة والأمن القومي من هذه المعلومات.

وفي أول رده فعل، من جانب الجهات الأمنية المصرية، نفى مصدر عسكري مصري، ما تناقلته فضائية (MBC / مصر)، عن تقريرٍ سيتم نشره في مجلة “الأهرام العربي” عن ضلوع حركة حماس في قتل شهداء مجزرة رفح، وقال، “هذه الأخبار مختلقة جملة و تفصيلاً”.

وأكد مصدر عسكرى لـصحيفة “اليوم السابع” المصرية، بتاريخ14/3/2013، أن التحقيقات التى تجريها القوات المسلحة فى قضية مقتل الجنود المصريين، في رفح، منذ شهر أغسطس من العام الماضى، لم تنته، حتى الآن، داعيا أي مواطن لديه معلومات حول القضية، ضرورة التوجه إلى النيابة العسكرية، والإدلاء بها، حتى يتسنى كشف الجناة الحقيقيين وتقديمهم للمحاكمة

ثمة عدة ملاحظات على التقرير ، نوجزها بالتالي:-

أولاً: السيد/ أشرف بدر، نصَّب نفسه ناطقًا رسميًا أمنيًا وعسكريًا، وتحدث نيابة عن جهازي المخابرات العامة والأمن القومي بشأن المعلومات، وهذا لا يجوز، وإن صح هذا التقرير، فلماذا لم يظهر إلى العلن، مسؤولي الجهازين، ويوجهان الأتهام مباشرة إلى حركة حماس؟!

ثانياً: إن فضائيات المال السعودي تبنت التقرير، وبدأت ببث السموم بين الشعبين، المصري والفلسطيني.

ثالثاً: التقرير يتحدث عن ضلوع ثلاثة من قادة حركة حماس في تنفيذ مذبحة رفح!!، (تنفيذ)، وليس مجرد التخطيط! .

رابعاً: جاء التقرير متناغماً مع المطالب الصهيونية، بالاقتصاص من قادة في المقاومة الفلسطينية، بعد انتصار المقاومة في غزة.

خامساً: ما ذكر عن القيادي في كتائب القسام، أيمن نوفل، لا يمت إلى الحقيقة بصلة، فأيمن نوفل، حاصل على ثلاثة أحكام بالإفراج من معتقلات نظام مبارك، ورفضت إدارة السجون آنذاك، بتوجهات من المخلوع الإفراج عنه. وتم إلقاء القبض عليه على الحدود المصرية ــ الفلسطينية.

سادساً: ما الذي يضير رئيس تحرير مجلة “الأهرام العربي”، بأن أحد المذكورة أسماؤهم في التقرير، وهو رائد العطار، منفذ عملية خطف الجندي الصهيوني “شاليط”. ولماذا يحاول التقرير الربط بينه وبين مذبحة رفح الإجرامية.

سابعاً: قدم التقرير الفلسطيني كأرهابي. واستخدم الصفات التي يطلقها العدو الصهيوني على قادة المقاومة، مثل “رأس الحية” أو “رأس الأفعى”.

ثامناً:ما مصلحة حماس الآن للاصطدام بالجيش المصرى؟! لماذا لم تقدم حماس على هكذا أفعال إجرامية، في عصر المخلوع مبارك، وأثناء أغلاق المعابر، والتأمر على قطاع غزة، والمشاركة في عدوان الرصاص المسكوب (2008- 2009)؟ فكيف بالله العظيم تفعله الآن، وقد تغير الوضع في الاتجاة الصحيح.

تاسعاً: الواضح من التقرير، محاولة توريط قطاع غزة، وليس “حماس”فقط، في معركة الصراع الدائر بين الأحزاب المدنية، والإخوان المسلمين، بحُكمِ علاقةِ حماسِ مع الإخوان المسلمين في مصر.

عاشراً: الهدف من اتهام حركة “حماس” بارتكاب مذبحة رفح ادعاء يحتاج إلى تدقيق من المعارضين للرئيس محمد مرسي والغرض منه النيل من جماعة الإخوان، وليس من حماس.

واستمراراً لمسلسل الأخبار المُلفَّقة، وتصدير الأزمات الداخلية للخارج الفلسطيني بتناقضات مُفتَعَلة؛ أعلنت مصادر إعلامية، أن سلطات الأمن بمطار القاهرة ألقت القبض على سبعة فلسطينيين، لدى وصولهم على الطائرة السورية القادمة من دمشق، مساء الثلاثاء (12/3/2013)، للتحقيق معهم ، بتهمة حيازتهم خرائط وصور بعض المنشآت تردد في البداية، أنها مصرية، ومن دول أخرى.

إلا أن الجهات الأمنية المصرية، سرعان ما نفت ما تردَّد في وسائل الإعلام، بالقول: “تبين من التحقيق مع الفلسطينيين سلامة موقفهم، حيث تم التأكد من أن الصور والخرائط الموجودة بحوزتهم كانت تخص بعض المنشآت في قطاع غزة وليس لها علاقة بالمنشآت المصرية، وأن عدم ختم جوازات سفرهم بخاتم الخروج من سورية، جاء لقيامهم بإنهاء إجراءات سفرهم ووصولهم إلي دمشق ببطاقات سفر منفصلة حيث توجهوا بها إلي إيران، حيث اصطحب بعضهم ثلاثة كتب إيرانية، معهم حصلوا عليها هدية خلال زيارتهم لإيران”. وأضاف: “كل الخطط الخاصة بالتعامل مع الأكمنة والقتال الليلي وتحديد مرمى القذائف الثقيلة، وخطط الهجوم علي المنشآت والتدريبات العسكرية وتصنيع المتفجرات والتي تم العثور عليها معهم، تأتي في إطار عملهم في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وليست موجهة ضد أية دولة أو مصر”.

ما أثار الاستهجان أن جميع من تحدَّثوا عن هذه القضية، فقدوا صواب الرؤية، ونعمة التفكير؛ رافضين تفنيد هذه الأكاذيب؛ مكتفين بالصمت؛ حيث بانت أقبح المواقف؛ نعم أقبح المواقف؛ أن نُصادِف إنساناً مثقفاً؛ يَفتَقِرُ إلى الرؤية الواضحة؛ مُكرِّرًا هذا كله، وكأنه حقائق مُسلَّم بها.

أن شيطنة الفلسطيني، سياسة ممنهجة في عهدى السادات ومبارك، ونجحت إلى حد كبير، في تشوية إدراك البسطاء، وأصبح الفلسطيني “شيطاناً رجيماً”، يجب رجمه، بذنب، أو بدون ذنب. هذا التعامل، لا يبتعد كثيراً عن نظرية“النفايات البشرية”، التي أبدعها الوزير اللبناني نقولا فتوش ذات يوم. الصورة نفسها تتكرر في المشهد الاعلامي المصري، فالمال الخليجي حاضر بشكل رئيس وفاعل، الأمر الذي يترك علامات استفهام كبيرة حول هذه الحملة



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2181736

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2181736 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40