وســــعوا المرجــــــــا ..

الشعب الفلسطيني بكل فئاته ..

أ ـ أبناء القضية الأوفياء في المخيمات والشتات وفي المدن والقرى الفلسطينية وهم الثقل والغالبية العظمى من مجموع الشعب الفلسطيني والتي تصل إلى 80 % .
ب ـ والبقية من أبناء فلسطين المنضوية تحت ألوية “المغتصبات” التنظيمية ، وهم النسبة القليلة من الشعب الفلسطيني والتي لا تزيد عن 17 ـ 20 % من مجموع الفلسطينيين والذين ابتلي بهم شعبنا لإدارة شؤونه تحت مسمى السلطة الفلسطينية .
هؤلاء جميعا تابعوا باهتمام وأمل كبير اجتماع اللقاء الفلسطيني الذي ضم ما يسميهم الإعلام ( قيادات وقادة فصائل المقاومة الفلسطينية ) في القاهرة قبل عشرة أيام .
طبعا هذه اللقاءات “مدفوعة المهمات” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، طالما أن العملية فيها تلميع إعلامي ، ومهمات سفر وبدل “غــــــائط” ، وعرض أزياء سياسي للراغبين من الدول المعنية باقتناء بعض التحف المرغوبة لدى أصحاب العاهات الشوفينية .
لذلك لم نكتب عن هذه الهمروجة لأننا نعلم سلفا بأنها كاذبة وفاشلة ولن تصل لأي نتيجة . فهي تعقد على أرض مصر ، وتركنا الميدان لـ : “احميدان” و“للاعقي الأفخاذ” من كُتّـــاب المتعة والزهـــو ، يلجون في متاهات التحليل يضللون الناس بأن الاتفاق بات “وشيكا” والنتائج التي ينتظرها شعبنا قد أصبحت “وشيكة” .
ولتجنيب القارئ الكريم عناء البحث والتحليل لمعرفة مفهوم ودلالة : ( وشيك ووشيكة ) اللتان تردان في الغالب على ألسنة الناطقين الرسميين الذين ينقلون للناس خلاصات ما تتمخض عنه الاجتماعات واللقاءات الرسمية .
في نصف الكلام ..
فهمنا ولم نفهم ..
لكننا لم نيأس واجتهدنا بأن “وشيك” و “وشيكة” ليستا كما يظنهما العامة من الناس مثلي ، بأنهما تعنيان اقتراب حدوث شيئ ينتظره الناس ، وإنما هما شرطا “الحـــــدث” أي حدث ، والذي لا يتحقق إلا بزواجهما ، فأي قضية من القضايا لا تتم ولا تنقضي إلا إذا تزوج “وشيك ووشيكة” الخاصين بهذين الشخصين .
جميع الدلالات الزمنية مبنية إما على التذكير أو التأنيث ..
فمثلا : ليس للساعة مذكر بمعنى لا يقال في اللغة : ساع !!
ولا يوجد في اللغة : مذكر لإسم السنة .. إذ لا يقال .. سن !!
ولا مؤنث لكلمة عام .. كأن نقول : عامة مثلاً !!
ولا مؤنث لكلمة .. قــرن .. لنقول .. قرنة !!
ولا يوجد مذكر لكلمة دقيقة .. إذ لا نستطيع القول بأن مذكر دقيقة هو .. دقيق !!
ولم نعثر في الآثار اللغوية على مؤنث لكلمة شهر .. كأن نقول .. شهرة . إلخ .. !!
من هنا .. وكلما خرج علينا ناطق من النطاق ووقع في براثن وألاعيب السيد “وشيك” أو السيدة “وشيكة” فهمنا بأن الأمور معقدة ولن يتحقق أي شيء مما ينتظره الناس ومما تفرض حدوثه المصلحة الوطنية العليا .
فهذا ما حدث وما تمخضت عنه اجتماعات من لا اجتماع لهم ، سواءٌ عُقِدَ الاجتماع في القاهرة أو في مكة أو أي مكان آخر ، ناهيك أن جهات كثيرة فلسطينية وعربية وفي المقدمة العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية التي كما جاء في الأنباء انصلت بالسيد عباس عن طريق قنصلها في القدس المحتلة ، فتوقف عن الكلام في الجلسة “وشمّعَ” خيطه وفكح .
نحن في نصف الكلام .. لا يعنينينا ما قيل وما يقال ولا حتى ما سيقال .. هل حقا أن القيادة الفلسطينية هي في مستوى المسئولية وهل هي أمينة على مستقبل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، وهل يعقل أن تستمر هكذا وجوه تتصرف بآمال شعبنا التي ضحى بآلاف الشهداء من أجلها .
وها هو مشهد الأسرى الأبطال الذين بواجهون الاحتلال الصهيوني بأشرف وأعز وسائل التضحية .. وهي حياتهم وجوعهم ومعاناتهم .. يعلنون من داخل السجون والمعتقلات وفي مؤتمر شعبي مفتوح سقوط هذه القيادة ، وعليها أن تتنحى وشعبنا العظيم شعب المعجزات قادر على اخنيار قيادة وطنية تقود نضاله حتى التحرير وتقرير المصير الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المحررة وليس الدولة المتفاوض عليها . فبالنضال والتحرير تتحقق آمال الشعوب ، وبالتفاوض تتحقق مصالح المتفاوضين والمصيبة إذا كانت هذه المصالح شخصية ..!!!
فمن أجل فرسان التفاوض الذين لم يحققوا شيئا لفلسطين نقول .. وسعوا المرجا .. لعلهم يستحون ويرحلون .