الجمعة 15 شباط (فبراير) 2013

حول الشهيد عماد مغنية «ساحر المقاومة»

الجمعة 15 شباط (فبراير) 2013

للتاريخ .... بعض من سيرة ساحر المقاومة الشهيد عماد مغنية مارس نشاطه مع الشهيد أبو جهاد خليل الوزير وتحدث بقوة وودّ عن كتائب شهداء الأقصى، وسوريا وإيران وفّرت الدعم الاستراتيجي، وشرعوا بتمكين المقاومين في فلسطين من إنتاج القدرة النوعية لمواجهة العدو

- مركز شتات الاستخباري
الثلاثاء, 13 فبراير 2013

منشأ عماد

في حي «الجوار» بمنطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، أبصر النور عماد مغنية يوم 25/1/1962. والده فايز مغنيّة، وأمّه آمنة سلامة. وفي مدارس ذلك الحي، تلقّى علومه الابتدائية والإعدادية وعاش مع عائلته التي فقدت أيضاً الابنين الآخرين جهاد وفؤاد.

في نحو العاشرة من عمره، صار يرافق والده في العطل الأسبوعية والصيفية إلى مطعمه الصغير الكائن في شارع عبد الكريم الخليل أحد الشوارع الرئيسية في منطقة الشياح، وفي الأمسيات كان يقضي جلّ وقته في المسجد القريب من المنزل الذي كان يعرف بمسجد الشيخ القبيسي. وعندما بلغ الثالثة عشرة من العمر، قرر عماد المتأثر كثيراً بعلوم أمّه الدينية، التوجه إلى العراق حيث الحوزة العلمية في النجف الأشرف. لكن حصل في اللحظة الأخيرة ما عطّل الرحلة.

في 13 نيسان من عام 1975 اندلعت شرارة الحرب الأهلية في لبنان من ساحة «البريد» في عين الرمانه، على بعد 50 متراً من مطعم أبيه، وحينها بدأت حياته العسكرية. تحوّل طريق «صيدا القديمة»، الفاصل بين الشياح وعين الرمانة، إلى جبهة ساخنة كثرت فيها السواتر الترابية والكتل الخرسانية والمتاريس. في عين الرمانة كان مقاتلو الكتائب والأحرار، وفي الجانب الآخر مقاتلو الحركة الوطنية والفصائل الفلسطينية. هناك تسنّى لعماد وهو بعمر الرابعة عشرة الاختلاط والتعرف إلى اليسار بفصائله وأفكاره المتنوعة.

صادق الشيوعيين وقرأ أفكارهم، وكان لافتاً اهتمامه بتروتسكي. واختلط بالقوميين السوريين الاجتماعيين فأعجبَهُ عمقهم وانضباطهم. لكن كل ذلك لم يدفعه للانتماء إلى أي من الأحزاب اللبنانية.

وأمضى أيامه ولياليه، مثل كل الفتية في الشياح، يتنقّل من محور إلى محور، ولصغر سنّه اقتصرت مشاركاته على بناء السواتر الترابية لحماية المدنيين من نيران القناصة، ثم صار يشارك في الحراسات الليلية حيث تعرف إلى المقاتلين الفلسطينيين، وسمع منهم الحكايات عن بلادهم. أما والدته، فكان لها نصيبها الليلي من المشقّة باحثةً عنه تتقفى أثره من محور إلى آخر، فتعيده الى المنزل ليلاً ليعود ويغادره صباحاً، ولا يعود إلّا برحلة تقفّي أثر جديدة للحاجة آمنة. تلك السيدة التي لم تكن تدرك ما سيأتيها لاحقاً. ففي حزيران من عام 1984 شيّعت الحاجة آمنة والحاج فايز ابنهما الأصغر، جهاد الذي استشهد في قصف مدفعي استهدف منزل العلّامة محمد حسين فضل الله في بئر العبد. وبعد عقد من الزمن شيعت الحاجة آمنة والحاج فايز ابنهما الأوسط فؤاد، الذي كان ضمن تشكيل المقاومة، وقد اغتالته الاستخبارات الإسرائيلية بعبوة ناسفة في منطقة الصفير بالضاحية الجنوبية. كذلك لم تدرك الوالدة ما خبأته لها الأقدار بشهادة ثالث أبنائها، بكرها الحاج عماد، عام 2008.

كان واضحاً أن للتربية الدينية أثرها في الفتى عماد، ومنها اهتمامه بفكر الإمام السيّد موسى الصدر، فشارك في أنشطة حركة المحرومين آنذاك مع أبناء منطقته. لكن الأمر الأوضح، أنه تشبّع أكثر بأفكار الثورة الفلسطينية ووجد نفسه أقرب إلى أكبر فصائلها في حينه، حركة فتح. وسرعان ما أتيحت له فرصة التدريب العسكري في مخيمات عدة، في بيروت وخارجها. وتأهّل عسكرياً ليكون في موقع آمر فصيل. لكن الدورة المفصليّة كانت في معسكر الزهراني «معسكر أبو لؤي»، المعسكر الذي تلقّت فيه الشهيدة دلال المغربي تدريباتها.

عماد وفتح

في مركزية فتح في الشياح، كان يقيم أبو حسن خضر سلامة (الشهيد علي ديب الذي اغتالته إسرائيل عام 1999)، وكان يعرف أيضاً بـ«أبو حسن البلاتين»، نسبةً إلى قضبان البلاتين المزروعة في أنحاء عدة من جسده نتيجة الإصابات المتكررة. أعجب الشاب اللبناني بعماد، ووجد فيه شاباً مناسباً للعمل المتطور. وفي وقت قصير، قرر أبو حسن تعيين عماد نائباً له.

بقي ضمن التشكيل حتى عام 1981. وسبب الخروج، عدم التزام عماد قرارات الحركة. ذلك أن الشاب المتديّن، تأثّر كثيراً بخطف الإمام الصدر. وعندما تعرّض العلّامة فضل الله لمحاولة اغتيال على يد الاستخبارات العراقية في عام 1979، كوّن عماد وبعض رفاقه درعاً أمنية للسيّد محمد حسين فضل الله حيث سهروا على حمايته وإجراءاته الأمنية، ثم رافقه في رحلة إلى الحج في عام 1980. ومن حينها صار يعرف باسم «الحاج عماد».

وجاء استشهاد السيّد محمد باقر الصدر في العراق في نيسان 1980 منعطفاً في توجهاته. وجد نفسه أمام مسؤولية الوقوف في وجه البعث الخاضع لسلطة العراق. ويومها اتهم البعث باستهداف علماء الدين وقياديين في حركة أمل وما كان يعرف في ذلك الوقت باللجان الإسلامية. انخرط الحاج عماد في مواجهات مسلّحة مع البعثيين، ما أدى إلى انفصاله كلياً عن حركة فتح في النصف الأول من عام 1981.

الاجتياح« الإسرائيلي»

في حزيران من عام 1982 حصل الاجتياح« الإسرائيلي» للبنان وكان الحاج عماد في حينه يزور العتبات المقدسة في مشهد في إيران. فور سماعه النبأ، عاد الى سوريا ومنها الى لبنان، وفي الطريق اختطفته عناصر من الكتائب اللبنانية ثم أطلق سراحه بعد تدخّلات سياسية، ودخل بيروت ليلتقي مجدداً رفاقاً له من فتح القطاع الغربي وفصائل فلسطينية. وراح الحاج عماد يتنقّل من محور الى آخر، من خلدة الى كلية العلوم جنوب شرق بيروت، الى الكوكودي غرب الضاحية الجنوبية لبيروت، الى شاتيلا حيث أصيب في إحدى المواجهات بقدمه إصابة أقعدته في الفراش لفترة وجيزة، استأنف بعدها نشاطه مع الشهيد أبو جهاد (خليل الوزير) الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة.

بعدما غادر القادة الفلسطينيون وفصائل الثورة الفلسطينية بيروت، تسنّى للحاج عماد معرفة مخازن أسلحة كثيرة. يومها، كوّن الحاج عماد مع رفاقه النواة الأولى لما بات يعرف لاحقاً بالمقاومة الإسلامية. وألّفت مجموعات للمقاومة في بيروت والبقاع الغربي والجنوب، بدأوا بشن سلسلة عمليات على دوريات للعدو، ونصب الكمائن وقنص الجنود وقصف التجمعات بالصواريخ.. إلى أن كانت باكورة العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية بتاريخ 11/11/1982 حيث دمّر مقرّ الحاكم العسكري في مدينة صور في جنوب لبنان في عملية للاستشهادي أحمد قصير.

في تلك الفترة، لم ينقطع الحاج عماد عن أجواء الفصائل الفلسطينية، وبعد ترحيل قادة وكوادر ومقاتلين إلى تونس واليمن والسودان وانكفاء آخرين إلى سهل البقاع، بدأ الشرخ يبرز في العلاقات في ما بينهم، وشعر الحاج عماد بأنّ في مقدوره أداء دور توفيقي، فسعى إلى دفعهم نحو عمل مشترك بوجه «إسرائيل» فقط.

وبحكم علاقته ومعرفته عن قرب بالكثير من المناضلين، قاد الحاج عماد عمليات مشتركة نفّذها مقاتلون من أحزاب لبنانية وآخرون فلسطينيون ومجموعات من المقاومة الإسلامية، وساهم الحاج عماد في تسليح العديد من فصائل المقاومة الوطنية والفلسطينية وتوفير الدعم اللوجستي لهم.

وعندما وقعت اشتباكات بين عدد من المخيمات الفلسطينية وحركة أمل، كان للحاج عماد دور يُشهد له في فض الاشتباكات وحل الإشكالات للحؤول دون تفاقم الأوضاع. وكثيراً ما تعرّض للمخاطر أثناء معالجة بعض الحالات الإنسانية الصعبة.

عام 1984 شهد أيضاً انفصال الحاج علي ديب (أبو حسن الحاج خضر سلامة) رفيق درب الحاج عماد عن حركة فتح، فانضمّ هو وتشكيلاته إلى المقاومة الإسلامية وكان سنداً للحاج عماد وذراعه اليمنى. تميّز أبو حسن بقلّة اهتمامه بالمناصب والمواقع التنظيمية. كان مشغولاً بالمهمات العملانية. وهو استمر كذلك حتى استشهاده في عام 1999 بتفجير العدو عبوة استهدفت سيارته في منطقة عبرا شرقي صيدا بعد محاولات عدة فاشلة لاغتياله.

مع أبو عمار وأبو جهاد


كان لشخصية الحاج عماد وقع محبّب ومكانة خاصة لدى الزعيم الفلسطيي الراحل ياسر عرفات، أبو عمار. حظي باحترامه وثقته رغم التباين الواسع في كثير من التوجهات والاقتناعات والرؤية في ما يتعلّق بأولويات الكفاح المسلح في مواجهة العدو. كان أبو عمار حريصاً على التواصل معه والوقوف على آرائه، وقد كان للحاج أبو حسن سلامة دور كبير في هذا المجال، إذ كان بمثابة الرسول بين الاثنين، فكان يلتقي بأبي عمار حاملاً رسائله الى الحاج، سواء أكان في تونس أم في اليمن أم في مصر، وكم كان يحلو لأبي عمار أن يخاطب الحاج عماد في رسائله «ولدي العزيز».

أمّا أبو جهاد، خليل الوزير،ورجال القطاع الغربي فلم تنقطع العلاقة بينه وبين الحاج عماد حتى تاريخ استشهاد أبو جهاد في تونس، وقد كان قناة ورسولاً خاصاً بينهما، ولا أحد يعرف متى يحين الوقت للحديث عنها. يقول الحاج عماد: «كنت أعرف أنه لن يوافق على تسوية تطيح الحق الفلسطيني.
وكلما كانت تطوّرات المواجهة بيننا وبين العدو تتقدّم صوب قرار إسرائيلي بالانسحاب من لبنان، كان «الختيار» يرسل الإشارات إلى الرغبة في الاستعداد لجولة جديدة من المواجهة مع الإسرائيليين في الداخل. صار أكثر اقتناعاً بالحاجة إلى استئناف العمل العسكري. أصلاً لم ينقطع التواصل معه.
مرّت العلاقة بفترة عصيبة إثر اتفاقية أوسلو، لكننا كنا نعرف ماذا يجري من حوله، وكان هو يهتمّ بالاحتفاظ بصلة الوصل، كعادته، لم يكن يريد أن يقطع مع أحد. كان يقصد أحياناً شرح الموقف، وبعد انسحاب العدو من لبنان عام 2000، جاءت الرسالة الأساسية منه: أريد دعماً لوجستياً».

كان الحاج جالساً في مكتبه الخاص في قلب الضاحية الجنوبية عندما شرح لزائره أن حزب الله لم يكن يوماً عقبةً أمام أي نشاط لأي طرف في مجال المقاومة. سمع رأياً نقدياً وحتى اتهامياً بأن الحزب عمل مع سوريا على حصر المقاومة به. لم يكن الحاج انفعالياً، لكنه كان مستفَزاً في تلك اللحظة.
سارع إلى شرح واقع الحال في لبنان والجنوب خلال فترة ما بعد توقف الحرب الأهلية. لم يكن يقبل بأي إشارة نقد إلى أي جهة أو فصيل له دور في المقاومة. كانت لديه معلومات تفصيلية عمّا فعله الآخرون من خارج حزب الله. لكنه شرح بالتفصيل، الواقع الذي دفع بكثير من القوى الأخرى إلى الانسحاب. لم ينف الظروف السياسية، لكنه قال بحزم: «تعرّضنا لكل أنواع القتل، والضغط، والحصار، والقطيعة، لكن قرارنا أولوية المقاومة وحمايتها كان فوق أي اعتبار آخر. ودافعنا بالدماء عن بقاء المقاومة».

بعد ذلك شرع الحاج رضوان بالحديث عن فلسطين. قال إن هدف حزب الله واضح، وهو إزالة إسرائيل. «ليس في الأمر جدل ولا مساومة، ونحن غير معنيين بأي قرار يتخذه أي طرف في العالم لمنح إسرائيل شرعية البقاء. ونحن لا نتحدث عن شيء غير واقعي. وإلى جانب اقتناعاتنا الدينية، لدينا الكثير من الأسباب العلمية التي تدفعنا الى الاقتناع أكثر، بأن زوال إسرائيل مسألة مرتبطة بما نفعله نحن، أهل فلسطين داخلها وفي محيطها وفي العالم العربي والإسلامي».

فجأة، وقف الحاج في مكانه، وشرع مع أحد مساعديه في البحث داخل خزانة عن مخطط لعمل استراتيجي. قال لزائره: «بعد التحرير عام 2000، وعندما تيسّر لنا التعرف أكثر إلى العدوّ وقدراتنا نحن، صار حلم تحرير فلسطين قابلاً للتحقق. لقد أنشأنا لجنة لإزالة إسرائيل. وفي المقاومة، عندنا،
ثمة وحدة خاصة بفلسطين. نحن لا نقوم بالعمل عن الفلسطينيين، ولن نفعل ذلك. لكننا في موقع سياسي وأخلاقي وديني يوجب علينا توفير كل مستلزمات الدعم للمقاومين في فلسطين، ليس فقط لمساعدتهم على البقاء حيث هم الآن، بل لمقاومة الاحتلال ودفعه إلى الخروج ولو تدريجاً من الأراضي المحتلّة».
وللتوضيح أكثر، أشار الحاج رضوان، مع تنويه بأنه غير قادر على الإفاضة لأن تفاصيل كثيرة هي من أسرار العمل، إلى أن حزب الله لديه صلات قوية مع كل مجموعات المقاومة داخل فلسطين ودون أي استثناء.
تحدث بقوة وودّ عن كتائب شهداء الأقصى،
وقال إن «العلمانيين واليساريين في فلسطين كانوا من طليعة مَن عملنا معهم. لكن لدينا الآن تحالف استراتيجي مع حماس والجهاد الإسلامي ومع القوى الجدية في مقاومة الاحتلال». تابع: «نحن لا نقبل بأي شكل أن يقوم تنظيم في فلسطين يتبع لنا تنظيمياً أو إدارياً أو حتى دينياً. والذين اعتنقوا المذهب الشيعي، حاولوا معنا بقوة، العمل على إنشاء تنظيم أو فرع لحزب الله في فلسطين، فلم نقبل بذلك، ولن نقبل. نحن لم نجد في المقاومة خياراً للتحرير فقط، بل مكاناً تقتل فيه الفتنة، ويبتعد السجال المذهبي والطائفي والعقائدي، وتصبح الخلافات محصورة في كيفية تحقيق نجاحات على صعيد مقاومة الاحتلال».

الحضور الميداني في فلسطين


للحاج رضوان علاقة خاصة مع قيادات حماس والجهاد الإسلامي. كان حازماً في توفير الدعم المالي والإعلامي لانتفاضتي فلسطين ونسج علاقة متينة مع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، الأمين العام السابق لحركة الجهاد. ثم ارتبط الحاج عماد بعلاقة وثيقة مع الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام للجهاد بعد الشقاقي، وبنى علاقات استثنائية مع قيادات حماس في الداخل والخارج، حتى إن البعض لا يعرف ربما، أن الحاج عماد، قبيل استشهاده بساعات، كان في اجتماع مع زعيم حماس خالد مشعل في حضور قياديين من الحركة في دمشق.
بعد استئناف التواصل مع أبو عمار، لم يغفل الحاج عماد الحاجة إلى حضور مباشر لمقاومين في الميدان. كان بالإضافة الى تعاون وثيق ومميز مع حماس والجهاد، يعمل على تأمين انتقال كوادر ومقاتلين من داخل فلسطين الى سوريا ولبنان وإيران لإخضاعهم لدورات عسكرية ومنحهم المعرفة والخبرة والدراسات اللازمة، ثم العمل على إعادتهم إلى الأراضي المحتلّة. وقد طوّرت قوى المقاومة في فلسطين آليات النقل هذه، برغم الحصار الذي كان النظام الأمني لحسني مبارك يفرضه عليهم.
وعندما كان الحاج عماد يشعر بالحاجة إلى الحضور المباشر، لم يكن يتردد في إرسال مَن يجب إرساله إلى الأراضي المحتلة. وقد نجحت إسرائيل، مرتين على الأقل، في كشف مقاومين من حزب الله واعتقالهم، سواء بجهود منها، أو بجهود عملاء لها داخل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أو بسبب أخطاء واجهت المقاومين أنفسهم. لكن الحاج لم يكن يترك هؤلاء يعيشون لوقت طويل في السجون، وكان سعيه الدائم إلى تنفيذ عمليات أسر لجنود العدو، يقوى بحافز إطلاق هؤلاء الكوادر.
وقد مثّل تطور عمل حماس والجهاد داخل فلسطين المحتل، ونشوء العديد من التشكيلات النضالية والجهادية دافعاً مهمّاً للحاج عماد إلى التطوير، وتفرغ لإعداد الخطط والبرامج لدعم هذه الفصائل داخل فلسطين. وقد شرع في توفير مستلزمات مواجهة العدو تدريباً وتسليحاً ودعماً لوجستياً ومادياً، فأنشأ داخل المقاومة الإسلامية تشكيلاً خاصاً لفلسطين، وفّر له المستلزمات المطلوبة، وكان همّه تدريب الشباب الفلسطيني وإيصال السلاح إلى فلسطين، ولعله في داخله كان يردّ بعضاً من الجميل لرفاق الأمس الذين أمدّوه بالسلاح عند انطلاقة المقاومة الإسلامية في لبنان.

بعد توفير المقوّمات الأساسية للصمود العسكري على مستوى السلاح الخفيف والمتوسط لكل من حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى وكتائب العودة واللجان الشعبية وكتائب أبو الريش وغيرها من الفصائل المقاومة، شرع الحاج عماد بتنفيذ قرار قيادة المقاومة الإسلامية توفير الدعم المفتوح للمقاومة في فلسطين.

ووفّرت سوريا وإيران الدعم الإضافي والاستراتيجي، وشرع بتمكين المقاومين في فلسطين من إنتاج القدرة النوعية لمواجهة العدو سعياً إلى تحقيق توازن تكتيكي ونوعي مع العدو. ولم يكن يغفل عن بناء التشكيلات والتخصصات، كالمشاة وسلاح الهندسة والقناصة والوحدة المضادة للدروع والقوة الصاروخية، فضلاً عن بناء تشكيلات منظمة ونموذجية لخوض حرب عصابات مع جيش العدو. حتى إن قيادياً رفيعاً في كتائب عز الدين القسّام قال إن الحاج عماد كان شريكنا في حرب غزة.

لم يكن الحاج عماد يفرّق بين مقاوم وآخر. لم يدع سبيلاً الى فلسطين إلّا سلكه غير آبه بكل اللّاءات والممنوعات التي كانت تطوّق فلسطين قبل الأطواق المفروضة من العدو أسلاكاً وجدراناً، فلا عباب البحر ردّه ولا أمواجه العاتية، ولا وعورة الأرض والجبال والوديان حالت دون إيصال السلاح إلى فلسطين من فوق الأرض ومن… تحتها!

روايات صحفية

إبراهيم الأمين (جريدة الأخبار اللبنانية)
مصادر الأميركية : أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أميركيين
يصادف في هذا اليوم ذكرى استشهاد البطل عماد مغنية قائد انتصارات الجنوب وحرب تموز .. و اليكم نبذة عن حياته وبطولاته

حياته ونشاطه

ولد عماد فايز مغنية 07- 12- 1962 في قرية طيردبا الجنوبية بدأعماد مغنية نضاله ضمن صفوف حركة فتح وبدا منذ حداثته شغوفاً بالامور العسكرية واثبت براعته فيها

كان مغنية أحد المتعاونين في «القوة 17» التابعة لحركة فتح، وهي القوة العسكرية الخاصة، التي كانت تتولى حماية قيادات حركة فتح مثل أبو عمار، أبو جهاد، أبو إياد. وقد ساهم مغنية في عملية نقل سلاح فتح إلى المقاومة اللبنانية، ممثلة بـحركة أمل وحزب الله بعد أن اضطرت حركة «فتح» إلى مغادرة بيروت، اثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

ومنذ سفره الأول إلى إيران أوائل الثمانينات في القرن الماضي، وهو شاب لا يتجاوز عمره 20 عاما اظهر مؤهلاته وكفاءات قتالية عالية، جعلته يتفوق على اقرانه.

وفي عام 1982، قاد عماد مغنية ثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا.

والعمليات كانت: تفجير السفارة الاميركية في بيروت في أبريل (نيسان) 1983 والتي اسفرت عن مقتل 63 اميركيا، وتفجير مقر قوات المارينز الاميركية في بيروت، الذي أودى بحياة 241 أميركيا، وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين في البقاع، والذي اسفر عن مقتل 58 فرنسيا.

وبسبب المهارات غير العادية، التي يتمتع بها في التخطيط الميداني والقيادة، بات مسؤولا عن العمليات الخاصة لـحزب الله.

أختفى مغنية تماماً عن الانظار في لبنان لمدة عامين، إلى ان اتهم بظهوره في قمرة طائرة «تى.دبليو.ايه» الاميركية المخطوفة بمطار بيروت، حيث قتل أحد الركاب، الذي كان عسكريا في قوات المارينز الأميركية. كذلك اتهم بتفجير السفارة العراقية في بيروت.

و في العام 1985 اتهم في حادثة اختطاف طائرة تي دبليو أي الرحلة 847 التي كان ضحيتها أحد ضباط البحرية الأمريكية روبرت شيتم بالاشتراك مع اثنين آخرين هما حسن عز الدين وعلي عطيوي. لايعرف الكثير عن عماد فايز مغنية ولكن المخابرات الأمريكية تعتقد أنه مسؤول أمني رفيع في حزب الله وأنه قاد عمليات «حزب الله» في جنوب لبنان، الذي كان يعرف جغرافيته ككف يده.

صور عماد مغنية المتداولة قليلة جدا، لكن ليست هناك فائدة من نشر المباحث الفيدرالية الأميركية اف.بي.آي لها، فمغنية أجرى، عملية تغيير ملامح للوجه مرتين على الاقل، آخرهما عام 1997.
وتصف المصادر الأميركية مغنية، الذي ينتقل بين إيران والعراق ولبنان ومناطق أخرى، بأنه أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أميركيين، تدرج الحاج مغنية في حزب الله بالتوازي مع السيد حسن نصر الله، الذي أصبح أمينا عاما للحزب، الواجهة السياسية، بينما وصل الحاج مغنية إلى قيادة المقاومة الإسلامية، الذراع العسكرية لـ«حزب الله».
وهو يعتبر «محظوظا» لبقائه على قيد الحياة حتى يوم اغتياله.

فقد تمكن من الإفلات من أكثر من محاولة خطف واغتيال، وفي إحداها فصلت بينه وبين الموت دقائق فقط. وهناك جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 مليون دولار إلى 25 مليون دولار بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة من 22 اسم وزعتها الولايات المتحدة، وهذه الجائزة دعت إيران لترحيله من الأراضي الإيرانية خوف الانتقام الأمريكي في حينها بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن.

وبعد اغتياله، أعلن رئيس بلدية طيردبا حسين سعد، أن مغنية هو “أعلى قائد عسكري في حزب الله”، وأشار إلى أن شقيقين له قتلا في السابق أيضا في عمليتي تفجير, وهما فؤاد وجهاد في 1984 .
ومن الجدير بالذكر أن عماد على لائحة المطلوبين للعدالة في دول الإتحاد الأوروبي. كما كان ملاحقاً من قبل الانتربول، للاشتباه بمشاركته في الهجوم على مركز يهودي في بوينس ايرس عاصمة الأرجنتين أوقع 85 قتيلا ونحو 300 جريح في يوليو 1994 ويقول الإسرائيليون إنه متورط أيضا في خطف جنديين إسرائيليين في يوليو 2006 .

اغتياله

في الثاني عشر من شباط «2008» أغتيل عماد مغنية في حادث تفجير سيارة في دمشق، حي كفرسوسة. في اليوم الموالي لانفجار أعلن حزب الله في بيان له بثه تلفزيون المنار عن اغتياله ويتهم فيه إسرائيل بالوقوف وراء العملية.

التلفزيون والإذاعة الرئيسية في« إسرائيل» الإعلان عن مقتل مغنية فور نشره في نشرات إخبارية خاصة، ووصفته بأنه “أخطر إرهابي في الشرق الأوسط منذ 30 سنة”. وعنون موقع “واي-نت” التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريره: “تمت تصفية الحساب: عماد مغنية تمت تصفيته في دمشق” وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أن: العالم بات أفضل بدونه. فيما بعد، ظهرت تقارير صحفية في صحيفة صانداي تايمز البريطانية نقلا عن مصادر استخبارتية إسرائيلية تفيد بأن عملاء للموساد نفذوا عملية الاغتيال بتفخيخ سيارة مغنية عن طريق استبدال مسند رأس مقعد السائق في سيارة عماد مغنية بمسند يحتوي على شحنة متفجرات قليلة لكنها شديدة الانفجار بالتعاون مع أجهزة استخبارات عربية قد تكون جمعت معلومات عن تحركات مغنية وقدمتها للموساد .

نقلت الجزيرة عن جريدة “صنداي تايمز” البريطانية أنه في اليوم الذي دفن فيه مغنية استدعى رئيس الوزراء« الإسرائيلي» إيهود أولمرت مدير الموساد إلى بيت إجازته بالجليل، وتقول مصادر مطلعة إنه أثنى عليه ووعده بأن يحتفظ بمنصبه حتى نهاية العام 2009.

بتاريخ 17 أيلول 2011 بث التلفزيون السوري اعترافات جاسوس الموساد اياد يوسف إنعيم وهو فلسطيني أردني يعترف فيها بدوره بمساعدة جهاز الموساد« الإسرائيلي» في اغتيال عماد مغنية.
بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال التجسسية داخل الأراضي السورية لصالح الموساد



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 347 / 2165883

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع خبايا وأسرار   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165883 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010