الأزمة السورية تتقدم نحو الحل الدبلوماسي...!

fدأت الأزمة السورية على ما يبدو تخرج من دائرة العنف والدم، وتتجه نحو البحث عن حلول سياسية من خلال الحوار، وهو ما تبدّى خلال الـ 24 ساعة الماضية من خلال مواقف جديدة لكل من الولايات المتحدة وروسيا .

فقد وعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليل الجمعة/السبت، بمبادرة “دبلوماسية” لمحاولة وقف النزاع في سوريا، لكن الولايات المتحدة لا تزال تستبعد تسليح المعارضين، فيما أكدت روسيا استعدادها للحوار مع مكتبي تمثيل المعارضة السورية في الولايات المتحدة .

وأجرى الرئيس السوري بشار الأسد تعديلاً وزارياً على حكومته، شمل استبدال 5 وزراء وتعيين 4 جدد إضافة إلى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، غداة تأكيد دمشق أنها مستعدة للحوار مع المعارضة من دون شروط مسبقة، فيما تواصلت الغارات الجوية والاشتباكات في عدد من أحياء العاصمة دمشق، ومحيطها وريفها، وفي محيط مطار منغ العسكري في حلب (شمال)، الذي يحاول المعارضون السيطرة عليه، وشهدت حمص عمليات وقصفاً طال مناطق عدة .

واشنطن تعد بمبادرة لوقف النزاع السوري وتستبعد “التسليح”

وعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليل الجمعة/السبت، بمبادرة “دبلوماسية” لمحاولة وقف النزاع في سوريا، لكن الولايات المتحدة لاتزال تستبعد تسليح المعارضين .

وفي أول مؤتمر صحفي له بوصفه وزيراً للخارجية، أكد كيري أن “الجميع داخل الحكومة وفي كل مكان في العالم روّعه العنف المستمر في سوريا” . وقال بحضور نظيره الكندي جون بيرد “نجري الآن تقييماً، ونفكر ما هي الخطوات الدبلوماسية بشكل خاص، التي يمكن اتخاذها لخفض العنف والتعامل مع الوضع” . وأضاف “هناك الكثير من القتل والعنف ونحن نريد بالطبع أن نسعى إلى إيجاد طريقة للتقدم”، وتابع “إنه وضع غاية في التعقيد والخطورة” .

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سوريا ليست في نقص السلاح، ملمحاً إلى أن المعارضين يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة، وأن النظام يتلقى الدعم من إيران . وأضاف أن الأولوية بالنسبة إلى واشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن “الولايات المتحدة وسوريا أو “إسرائيل”” .

ولم يشأ كيري الدخول في هذا الجدل قائلاً إنه لم يكن على علم بالقرارات التي اتخذت قبل تولي منصبه، مؤكداً أنه يخطط للمضي قدماً، وموضحاً “إنها حكومة جديدة وولاية ثانية للرئيس، وأنا وزير الخارجية الجديد وسنمضي قدماً انطلاقاً من هنا” . كما أن الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند لم تعلق على “النقاشات الداخلية”، مكررة القول إن “خيار تقديم مساعدة غير عسكرية لم يتغير” . لكنها اعترفت بأن الموقف “يجري تقييمه باستمرار وتحديثه” .

إلى ذلك، أعرب المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن استعداد بلاده لإجراء اتصالات مع مكتبي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الولايات المتحدة، لكنه أبدى معارضة موسكو بقوة لإرسال وفود من هذين المكتبين إلى الأمم المتحدة، في أعقاب تقارير بأنه سيجرى افتتاح مكتبين للائتلاف الوطني في نيويورك وواشنطن قريباً .

ونقلت وكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء عن تشوركين قوله “ينبغي ألا يكون هناك أي احتمال لأن يستخدما قربهما من الأمم المتحدة لتسجيل أي نقاط سياسية من خلال رؤيتهما لوضعهما الدولي، إذا كانت هناك محاولات من هذا القبيل سنقاومها” . وحذر من أن أي إجراءات أحادية الجانب من المعارضة السورية ربما تضر ب”العمل الجاد لترسيخ عملية سياسية” .

وقال جيفري فيلتمان الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن الأمم المتحدة ترى بصيصاً من الأمل بشأن سوريا، في عرض زعيم المعارضة بالاجتماع مع ممثلي الحكومة لمناقشة عملية انتقال سياسي في محاولة لإنهاء نحو عامين من القتال . وأضاف أن العرض الذي قدمه رئيس الائتلاف معاذ الخطيب “أكثر الأمور المبشرة التي سمعناها بشأن سوريا في الآونة الأخيرة” . وتابع “إن أي فرصة يتعين علينا تجربتها لانتهاج طريق سياسي بدلاً من طريق عسكري تستحق المحاولة، ربما توجد الآن فرصة بسيطة، وربما الباب المغلق أمام المفاوضات بدأ ينفتح” . (وكالات)