السبت 9 شباط (فبراير) 2013

لا يستوي الظل … إن لم يستو العود

السبت 9 شباط (فبراير) 2013 par عبدالشافي صيام العسقلاني

الحديث المتكرّر هذه الأيام عن تشكيل حكومة من خارج الفصائل برئاسة محمود عباس والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخاب مجلس وطني فلسطيني ، وتشكيل لجنة تنفيذية ، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية . وعلى رأي المثل .. اللي بيسمع بيفزع .. !! ويدفع المتعلقين بحبال أوسلو للغرق في عسل التفاؤل بأن أوضاع الفلسطينيين ستتغير إلى الأفضل .
وحتى لا نكون مخدوعين بالسيد عباس الذي أصبح مكشوفا كسلحفاة مقلوبة على ظهرها ، وكل ما تقدر فعله .. تحريك رأسها وأرجلها وكل ما فيها ظاهر للعيان رغم “القحفة” التي تغطي جسمها .
فكيف وعلى أي أسس وقواعد ومقاييس تنظيمية سيتم اختيــار “الناخبين” و “المنخوبين” ؟
وَمَنْ مِنَ السادة “الأكابر” أبناء عائلة “لصقة كوكس” سيبقى ضمن التشكيلة الجديدة ؟
ومن الآن نقول بأن ضغطا شعبيا من أبناء شعبنا في فلسطين وفي الشتات يجب أن يُمَارَسْ على “المتسلطين” لوقف ومنع تدخلات جماعات سلطة أوسلو من التدخل في التحضير للانتخابات على شاكلة ما تم في انتخابات المؤتمر السادس لحركة فتح والذي جاء بالمدسوسين من التابعين المؤمنين بسلاح الشيكل وبالمفاوضات العبثية حتى النفس الأنثوي الأخير ، والتي لم تحقق شيئا للفلسطينيين ، والتي تضع شعبنا أمام موقف “بيان الحال” من مشوار السيد محمود عباس الفاشل .
وهل حقا أن شعبنا هو شعب الجبارين كما كان يردد دائما الشهيد القائد ياسر عرفات ـ أبو عمار رحمه الله ، أم أن هذه المقولة تحولت إلى شعب الخنوع والرضا بمخططات الهزيمة والاستسلام التي يمثلها السيد محمود عباس ومجموعة الانتهازيين والمنافقين ولصوص المواقف والمنتفعين ؟
وهل سيقبل الثوار الحقيقيون من أبناء شعبنا باستمرار المهزلة التي يمثلها عباس وغالبية الملتفين حوله من المتسلقين وناهبي المال العام والمطوقين بألاف قضايا الفساد المثبتة عليهم والتي تكرر ذكرها في أكثر من بيان وتصريح للأخ رفيق النتشة رئيس هيئة مكافحة الفساد والتي طالت أشخاصا كانوا وما زالوا في مواقع قيادية عليا ولم يتخذ بحقهم أي قرار . لأنه لو تمت محاسبة ومحاكمة المفسدين من خيالات مآتة السيد محمود عباس لاضطرت حركة فتح التي يتشدق المتشدقون بتسميتها فتح عباس ، لاستدانة كوادر من حماس والشعبية لتعويض النقص “الفائض” بعد تحول العديد منهم إلى لصوص أبو نقطة .
وعندما نبهنا ـ وذلك يعتبر من واجبنا ـ لما آلت وستؤول إليه الأوضاع بشكل عام على مستوى النضال الفلسطيني ، وبشكل خاص على مستوى حركة فتح التي تم العبث بها ضمن المهمة التي أوكلها عبــاس لمحمد غنيم ـ طبعا بثمن ـ ، وقد كتبنا عن ذلك في حينه عندما وجدنا أن أحدا من القيادة المفترض أنها تقف في وجه عباس ، واكتفى كل قائد مقود أن ينجو بمخصصاته المالية وليفعل عباس ما يريد .
فنشرنا مقالا بعنوان “اللجنة الكركرزية” وكان أول الغاضبين من المقال السيد محمد غنيم ، علما بأنني في تلك الفترة كنت أحترم الرجل وأقدره وكان الأخ أبو اللطف وهو وبعض الأخوة ليسوا معنيين بموضوع المقال ، لكن يبدو أنني كنت مخدوعا به إذ بدأت معرفتي به في بداية السبعينات في دمشق .
وكنا نظن أن تغييرا سيطرأ على وضع القيادة الفلسطينية في الداخل بعد عودة منظر التنظيم لأرض الوطن ، فلم نرى له حراكا ولم نسمع له تنظيرا وقلنا ربما أنه مشغول وبعيد عن الأنظار في عملية حفر الأنفاق للوصول إلى تل أبيب وبقية المدن الفلسطينية المحتلة في قلب فلسطين ليقول للناس انظروا هذه فتح أبو مازن التي تضرب في قلب قلسطين عبر أنفاق التحرير وليست أنفاق التهريب التي تديرها حماس في غزة ، أما المفاوضات والتعاون الأمني ولقاء المسئولين الإسرائيليين فهي للتورية والتمويه فنحن أصحاب نظرية ميلاد الهواء .
وبالرغم من إصرارنا على التصفيق للرجل على هذه الفلتة الثورية إلا ان السيد عباس ردّ علينا بتجميد راتبنا التقاعدي ظنا منه أنها الوسيلة التي يمكنه أن يسكتنا بها ، أو يذل فينا نعل حذاء ، بعدما فشل في استدراجنا إلى رام الله لاعتقالنا بواسطة فريق الاستدعاء الشريف النزيه المشكل من رفيق الحسيني .. والكل يعرف قصة الحسيني والفساد النسائي ، والسيد المالكي “أبو علمين” المسمى .. مرة وزير شؤون خارجية ومرة وزير خارجية وملفات فساده ، وسلام فياض الذي يبدو أنه لم يحقق ربحا سياسيا أو فائدة من “المسخن” . ومجموعة الكمبارس من مسير الصندوق القومي الذي ما زلنا ننتظر كتابه عن الدبلوماسية الفلسطينية “الشامل في علم المحامل” والمنتظر أن يتضمنه الدستور لأهميته ، وكبار المستشارين والذين عليك عندما تراهم أن تتعوذ بالله من رؤيتهم .
فبعد كل هذا العبث والتسويف والفساد والسرقات في مجمل إدارة السيد محمود عباس .. تعود “السيدة حليمة” لعادتها القديمة وها هي تغرد وتعلن كل يوم تصريحا على لسان السيد الرئيس الذي بلغت مرات رفضه للترشح للرئاسة عشرات المرات عن قبوله بها ، لكن الدلائل والمؤشرات تقول بأن صاروخ جراد مطور لا يزحزحه عن كراسي الرئاسة .
هذه المواقف لغالبية المسئولين الفلسطينيين لن تتغير ضمن منهجية الأداء والتوجهات التي يعمل على أساسها السيد عباس لاستكمال تنفيذ مشروعه القاضي بضرب نواة الوجود الفلسطيني المقاوم والتسليم للوعود الكاذبة ، والانتظار على رصيف السراب للوصول إلى حل لن تكون فيه دولة فلسطينية .
في المقابل أين قوى التغيير والممانعة ؟ وأين قوى الرفض الفلسطيني مما يجري ؟
فإذا لم تتحرك هذه القوى الفاعلة لإجهاض مشروع عباس وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس نضالية واضحة ، وإعفاء عباس وقيادته وإعادة الكادر التنظيمي الفتحاوي الذي تم إبعاده باستثناء كل من تعاون مع عباس على حسـاب مصلحة الحركة حتى لو أصابه من عباس ما أصاب الآخرين .
والمصلحة كذلك تقتضي أن تأخذ الكفــاءات الفلسطينية المستقلة نصيبها الأهـــم ودورها الذي يتناسب مع حجمهـا وثقلها الذي يصل إلى 80% مقابل 20% لكل الفصائل الفلسطينية المقاتلة وغير المقاتلة .
هكذا يمكن لعملية الإصلاح أن تحقق شيئا للشعب الفلسطيني .
وكالعادة في نصف الكلام .. فإننا نقول :
من يصدق أن إصلاحــا سيتم وتغييرا سيقع إذا كانت أدوات التغيير عوجــــــاء .
وكما تقول الحكمة …
لا يستوي الظــل إن لم يستوي العـــــود .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165500

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165500 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010