ماكين يحرّض ضد سلاح الطيران السوري والأيام القادمة تنتظر الرد السوري !

اعترفت “إسرائيل”، أمس، بشن عدوان جوي على الأراضي السورية، بقول وزير الحرب إيهود باراك، إن ما حدث في سوريا “يثبت أننا عندما نقول شيئاً فنحن نقصده فعلاً، لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة إلى لبنان”، فيما ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” أن “إسرائيل” تدرس إنشاء شريط محتل تحت مسمى “منطقة عازلة” بعمق يصل إلى نحو 17 كيلومتراً داخل سوريا ضد من أسمتهم “المتمردين الأصوليين” على الجانب الآخر من الحدود .

وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الغارة “الإسرائيلية” تكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به “إسرائيل” بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها لزعزعة استقرار سوريا وإضعافها .

وطالب السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين بتدمير سلاح الجو السوري، وقال إن من غير الممكن مواصلة متابعة الحرب الأهلية في سوريا من دون تحريك ساكن . وأعربت روسيا عن رغبتها في إجراء “اتصالات منتظمة” مع المعارضة السورية، مع ترحيبها باستعداد رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب للتحاور مع ممثلين للنظام، فيما أكد المتحدث باسم الائتلاف وليد البني أن على روسيا أن تضغط على النظام .

إيران تدعو لرد قوي وأردوغان يندّد وينتقد طهران

اعتراف “إسرائيلي” بالعدوان وخطة لإقامة شريط محتل داخل سوريا

خرق وزير الحرب “الإسرائيلي” إيهود باراك، أمس، حاجز الصمت الذي التزمه الكيان طوال الأيام الماضية، تجاه العدوان “الإسرائيلي” الذي استهدف مواقع قرب العاصمة السورية دمشق، وفي أول اعتراف رسمي بالمسؤولية عن الغارة، قال باراك إن ما حدث في سوريا “يثبت أننا عندما نقول شيئاً فنحن نقصده فعلاً، لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة إلى لبنان” .

أقوال باراك جاءت خلال المؤتمر الأمني الذي يعقد في مدينة ميونيخ الألمانية، علماً أنه رفض الإقرار بوضوح بالمسؤولية عن الضربة الجوية التي تلقتها سوريا، وكرر قوله إن سقوط النظام السوري أمر محتوم، وسيمثل ضربة قوية لإيران و”حزب الله” . وأضاف “لا أستطيع فهم كيف يمكن لإيران أن تدعم هذا النظام”، وأضاف “إن “حزب الله” يدعم الأسد، وأعتقد أنهم سيتلقون ضربات وسيدفعون الثمن” . وتابع إن المسألة النووية الإيرانية تشكل “تحدياً للعالم أجمع”، مشدداً على “وجوب عدم استبعاد أي خيار”، ومعتبراً أن العقوبات الدولية لن تكون كافية لثني القادة الإيرانيين .

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” أن “إسرائيل” تدرس إنشاء شريط محتل بعمق يصل إلى نحو 17 كيلومتراً داخل سوريا ضد المتمردين الأصوليين على الجانب الآخر من الحدود . وقالت إن الخطة التي وضعها جيش الاحتلال وعرضها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف إلى تأمين الحدود مع سوريا، ضد التهديد الإسلامي المتنامي في حال فقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على المنطقة، وتقضي بنشر كتيبتي مشاة وكتيبة دبابات داخل الأراضي السورية” . وأضافت أن المنطقة العازلة ستحاكي المنطقة الأمنية التي أقامتها “إسرائيل” على الحدود مع لبنان خلال الفترة من 1985 إلى ،2000 ونسبت إلى مصدر وصفته بأنه مقرّب من المخططين “الإسرائيليين” قوله إنه تم عرض خطة شاملة للدفاع عن الحدود بعد أو ربما قبل سقوط نظام الأسد، على نتنياهو، و”يمكن أن نبقى فيها لسنوات في حال ظلت سوريا غير مستقرة” . وأضاف إن المنطقة العازلة “تهدف أيضاً إلى منع الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون بمعدل يومي على “إسرائيل”، وكنا نعرف من قبل أن هناك رجلاً قوياً في دمشق لكن الحال تغيّر الآن، لذلك ستكون المنطقة العازلة ضرورية لمنع هذه الهجمات” .

وعرض التلفزيون الرسمي السوري في نشرته المسائية السبت، لقطات قال إنها آثار العدوان “الإسرائيلي” على مركز عسكري للبحوث العملية في بلدة جرمايا قرب دمشق، وأظهرت اللقطات أولا مبنى تكسر زجاج نوافذه، لكن بنيانه الأساسي ما زال سليماً، لتنتقل الكاميرا لاحقاً وتظهر سيارات وشاحنات محترقة ومدمرة في ما يبدو أنها باحة أو مرآب مفتوح على مقربة من البناء الأساسي، وركزت بعض اللقطات على شاحنة نقل بيضاء اللون، تحطمت واجهتها الأمامية بالكامل، وبدا ثقب كبير في أعلى مقدمها، ما قد يشير إلى أنها تلقت إصابة مباشرة .

وأظهرت اللقطات التي دامت نحو دقيقتين، عدداً من باصات النقل الصغيرة بيضاء اللون، وقد تحطم زجاجها، وهي بعيدة بعض الشيء عن الشاحنات والسيارات الأكثر تضرراً، وجزءاً مما يبدو أنها مكاتب داخل المبنى الذي صور بداية، ويبدو الأثاث والتجهيزات المكتبية في أحد المكاتب سليمة وعليها قطع من الزجاج المحطم، فيما يبدو الدمار أكبر في مكتب ثان، إضافة إلى أضرار واسعة في ما يبدو أنه بهو . وبدت آليات وشاحنات كبيرة مدمرة بالكامل في جزء آخر من الباحة الخارجية للمبنى الذي تبدو على جدرانه من هذه الجهة، آثار حريق .

ودعا القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري سوريا إلى الرد المماثل على العدوان “الإسرائيلي” عليها مؤخراً . وقال إنه يمكن لدمشق “أن تصمد في وجه العدوان “الإسرائيلي” الأخير ضدها عبر إبداء الرد المماثل فحسب” . وأوضح “أن الغارة “الإسرائيلية” الأخيرة ضد سوريا تكشف عن طبيعة الكيان الصهيوني الوحشية”، وأعرب عن أمله أن “تصمد دمشق أمام الضغوط والإجراءات العدائية التي يمارسها الاستكبار العالمي وأن تقوم برد مناسب على الغارة” .

وأكد العميد مسعود جزائري المساعد الإعلامي لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية المسلحة أن رد سوريا على العدوان الأخير “سيدخل الكيان الصهيوني في حالة غيبوبة” . وقال إن “الأخبار الواردة إلينا تشير إلى أن حالة من الانتظار القاتل يسود حالياً” . واعتبر أن “أمريكا والصهاينة أدركوا جيداً بأن ضبط النفس السوري له نهاية” .

ودان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الغارة “الإسرائيلية”، ووصفها بأنها غير مقبولة، ودعا إيران إلى إعادة النظر في موقفها من سوريا . وقال للصحافيين في مطار أتاتورك قبيل مغادرته إلى براغ، إن “من يعاملون الحكومة “الإسرائيلية” كطفل مدلل يجب أن يعلموا أن التاريخ لن يغفر” .

ماكين لتدمير الطيران السوري والبيت الأبيض يرفض “خطة تسليح”

موسكو تفتح نافذة للحوار مع المعارضة وقطر تحمّل مجلس الأمن المسؤولية

طالب السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين، أمس، بتدمير سلاح الجو السوري، وقال أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، إن من غير الممكن مواصلة متابعة الحرب الأهلية في سوريا من دون تحريك ساكن، وأضاف “في الواقع هناك خيارات”، وأوضح أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أقام في تركيا صواريخ “باتريوت” القادرة على ضرب الطائرات السورية حتى جنوب حلب، وأشار إلى إمكانية استخدام أسلحة تكتيكية مثل صواريخ “كروز” لضرب المقاتلات عند إقلاعها .

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن البيت الأبيض رفض خطة وضعتها الصيف الماضي وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وديفيد بترايوس الذي كان يرأس وكالة المخابرات المركزية لتسليح وتدريب المعارضة . وقالت نقلا عن مسؤولين، إن البيت الأبيض رفض الاقتراح بسبب مخاوف من احتمال التورط في الصراع السوري، وأن تسقط الأسلحة في اليد الخطأ . ودعت الخطة إلى تقييم المقاتلين وتسليح مجموعة منهم بمساعدة بعض من الدول المجاورة . وقالت الصحيفة إن بعض مسؤولي الإدارة توقعوا أن تثار القضية مرة أخرى بعد الانتخابات الأمريكية، لكن الخطة ماتت بعد استقالة بترايوس وتغيب كلينتون أسابيع عن العمل .

إلى ذلك، أعربت روسيا عن رغبتها في إجراء “اتصالات منتظمة” مع المعارضة السورية، مع ترحيبها باستعداد رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب المعارض للتحاور مع ممثلين للنظام . وعلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على قبول رئيس الائتلاف المشروط بالحوار بالقول “نرحب بهذا الأمر، إنها خطوة بالغة الأهمية إذا أخذنا في الاعتبار أن الائتلاف تأسس على رفض إجراء حوار مع النظام، أعتقد أن الواقعية تسود” .

من جهته، أكد المتحدث باسم الائتلاف وليد البني أن على روسيا أن تضغط الآن على النظام لوضع حد للنزاع . وقال “إن الكرة الآن في الملعب الروسي إذا كان الاتحاد الروسي ينظر إلى مصلحته الحقيقية في المستقبل” . وأضاف “نعتقد أن عليه أن ينحاز إلى جانب المطالب العادلة للشعب السوري، وليس إلى جانب من يقتل الشعب” . واعتبر أن “المأمول” من موسكو أن تضغط على حليفها، وأشار إلى أن “الحكومة الروسية عبرت عما كانت تعبّر عنه دائماً، إلا أنها قالت إنها منفتحة على حل يحقق طموحات الشعب السوري”، لافتاً إلى أنه “ليس هناك اختراق في الموقف” .

ورحب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي برغبة رئيس الائتلاف في التحاور مع النظام، مشيراً إلى عرض الخطيب الذي عقد معه “اجتماعاً جيداً جداً” على هامش مؤتمر ميونيخ . وأضاف “يجب إفساح المجال أمام المعارضة والحكومة للجلوس حول طاولة مفاوضات، لقد قلت للخطيب اجتمعوا ونظموا انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي لكي يتمكن كل طرف من التأكد من أن العملية تجري بشكل مناسب” .

وذكر تقرير إخباري أن صالحي التقى الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، وأكد “ضرورة تضافر الجهود الدولية في سبيل وقف الاشتباكات” . واعتبر أن “الحل الوحيد للخروج من الأزمة يكمن في اعتماد مبدأ الحوار الوطني” .

إلى ذلك، أكد رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن انقسام مجلس الأمن الدولي هو المسؤول المباشر عن إطالة أمد الصراع، وحذر أمام مؤتمر ميونيخ، المجتمع الدولي من أن خطر “إطالة أمد الأزمة السورية بسبب التردد والتسويف من أجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة، سيحول الشرق الأوسط إلى بركان من الحروب والاضطرابات” . ودان الهجوم “الإسرائيلي” على الأراضي السورية، وقال “إن قصف “إسرائيل” أهدافاً سورية من المرجح أن يصب الزيت على النار ويؤخر فرص التوصل إلى حل ويوسع الصراع ليشمل المنطقة كلها” . (وكالات)