لتذهب الانظار باتجاه الجيش العربي السوري الذي يستعد لفعل مزلزل كما أخبرني البعض. سيكون على مخططيه أن يضعوا عنوانا معبرا عن قوة ما زال لها ما كانت عليه قبل ان تدخل معركة تصفية الارهاب الداخلي بكافة انواعه. فهو جيش بني على عقيدة لها ثقافتها الواضحة ضد «اسرائيل»، وقبلها تفوقه بايمانه بالعروبة وبالقومية وبتحرير فلسطين، هو لهذه الغاية الاخيرة صنع خلاصات تدريبه كي يصل الى العمق المؤسس لتلك الفكرة. وهاهو يدرك اليوم كم كان عظيما ماتدرب عليه وماتربى في كنفه من مفاهيم باتت الممسك له في مواجهة الارهاب .. انها وحدته التي لم تعصف بها الرياح ولن.
الأنظار كلها اليوم باتجاه جيش تسعى قيادته إلى تقديم الصورة عنه برد على «إسرائيل»، ليس لأنها قصفت ودمرت مبنى البحث العلمي في ريف دمشق، بل لأها تجاسرت على دخول المناخ السوري وهوائه .. يقول المقربون من قيادة هذا الجيش، انه سوف يرد على «إسرائيل»، خياره الوحيد أن يفعله وفي توقيت لاسابق له. وإذا عرفنا ان المبنى الذي تم تدميره يخص المقاومات من غزة الى جنوب لبنان الى أمكنة اخرى في العالم، وانه عميق الجذور بتخصصاته العسكرية تحديدا، فعلينا معرفة من سيرد وكيف، ومن هي القوى التي أضر بها تدمير المبنى وتكاد ان تستعد لتكون محور اي رد مقبل.
وتقول المعلومات إن الخطوة الأولى في التخطيط للرد بدأت وربما سيتم إنجازها في أقرب وقت، وتؤكد انه رد ثلاثي الرؤوس اذا أحسن التعريف به، هكذا مبنى لايكون الدفاع عنه سوريا فقط، وانما من أهل المقاومة بكل أبعادها وما تعنيه جغرافيا، والاهم، ان العديد من الخطط وضعت في أكثر من مكان وسيجري التصويت السري على أبرزها ان لم يكن أكثرها تأثيرا.
تعرف القيادة السورية ان تدمير المركز البحثي العلمي يخفي وراءه فخا لها سوف لن تنزلق اليه مباشرة، ومثلما لم ينم حزب الله على اغتيال قائده عماد مغنية وله في ذلك توقيته، فإن سوريا تقسم على لسان البعض ممن نعرف أنها لن تسكت، وهي أن سكتت فأهل المقاومة على استعداد لتلبية الطلب السوري ساعة يشاء، على شكل عملية استشهادية، او تفجير مبان لها فعالية في« إسرائيل»، أو ربما كما يقال، توجيه قصف محدد من قبل صواريخ ما الى عمق هذا الكيان واصطياد أبرز ماعنده.
قال أحد الأصدقاء إن الرئيس بشار الأسد زادت شعبيته بعد تدمير المبنى المذكور، لكن شعبيته سوف تزداد كثيرا عندما يزلزل الرد السوري الدولة الصهيونية.