الاثنين 14 كانون الثاني (يناير) 2013

حزب الله لحماية الساحة الإسلامية

الاثنين 14 كانون الثاني (يناير) 2013

يباشر حزب الله بتوجّه جدي واضح من قيادته سلسلة إجراءات عملية، بهدف احتواء وتخفيف الاحتقان المذهبي قدر الإمكان، استشعاراً منه بخطر داهم، بعد حصوله على كمّ من المعلومات حول تحضيرات يجري الإعداد لها على صعيد لبنان ومحيطه العربي والإسلامي، خصوصاً الدول التي تعيش حالة اضطراب متعدد الأوجه، وهذا ما عبّر عنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطاب بعلبك بذكرى أربعين الإمام الحسين، عبر تحذيره من حصول صراعات ذات بعد مذهبي، وليس آخرها ما يجري في العراق من نفخ في أتون الصراع السياسي ذي اللبوس المذهبي الصرف، والذي يُدار، كما هو معروف، من أجهزة استخبارية ذات نفوذ وتأثير عمودي وأفقي على دول نفطية معروفة، تقوم بدور المموّل والراعي المباشر لأي حركة؛ صغيرة كانت أم كبيرة.

وتخوّفت مصادر متابعة تراقب الموقف بحذر شديد، من حصول بعض الحرائق التي يجري التحضير لإشعالها، وتمهّد لها وسائل إعلامية معروفة بإمكاناتها الضخمة في عدد من دول الخليج، عبر بث أخبار كاذبة، واختلاق أحداث، والترويج لأمور لم تحصل، وتكبير حجم أي حادثة صغيرة، وتسخيرها لمآرب طائفية ومذهبية، وهذا ما تمارسه بعض الشخصيات ذات الانتماء المعروف، معطية مثالاً على ذلك ما جرى مؤخراً في مدينة صيدا، كبرى مدن الجنوب اللبناني، فعلى الرغم من أن الحادث الأمني الذي اتخذ شكل اشتباك مسلح جرى بين أفراد من مذهب واحد، سارع البعض إلى إعطائه بُعداً سُنياً - شيعياً، وأُعطيت الإشارة مباشرة للشيخ أحمد الأسير للدخول على الخط بشكل مباشر، والطرق على الطبل المذهبي، والتصويب على حزب الله وحركته داخل هذه المدينة.

أمام هذا الواقع، وبعد دراسة دقيقة لما يجري ولما يُحضَّر له في لبنان وسورية والعراق ومصر وبعض دول الخليج، وضع حزب الله أمام عينيه قيد التنفيذ إجراءات استثنائية واستباقية لحماية الاستقرار الأهلي والسياسي والأمني، وبث أكبر قدر من جرعات الاطمئنان، والوقوف بقوة أمام محاولات شيطنة خطه ونهجه، والعبث بمقدرات ومنجزات ضخمة قام بها عبر سنوات طويلة، وقد أوضحت مصادر متابعة بعض ملامح هذا التوجه الذي سيُعمل به فوراً، وبشكل مباشر عبر كبريات مؤسساته الفاعلة على الصعد كافة، أهمها إعادة الأولوية للمشروع الموحَّد والموحِّد بين السنة والشيعة، والقائم على تحرير فلسطين، ومواجهة الاحتلال “الإسرائيلي”، والمشروع الأميركي وهيمنته على المنطقة، ومما جاء في توجهات القيادة المركزية للحزب، بحسب المصادر: التركيز على الحوار والتواصل مع الجهات المختلفة، لمنع أي انزلاق نحو التوتر، واحتواء أي وضع يشكل خطراً محدقاً ومستجداً، ومراقبة كل الثغرات التي قد يلجأ إليها المتربصون والعاملون على خط الفتن، إضافة إلى اتخاذ وتفعيل سياسة التطمين، وعدم المنافسة في أي ساحة وأي موقع كان.

وأشارت المصادر المواكبة للأوضاع، إلى أن الحزب وضع قيد العمل سلسلة من الإجراءات الثقافية، عبر اعتماد خطاب إسلامي وديني جامع، وإدانة أي خطاب تحريضي، حتى ولو كان شيعياً، فضلاً عن الاهتمام بالمناسبات الإسلامية الجامعة، كالمولد النبوي الشريف، وذكرى الإسراء والمعراج، والهجرة النبوية، وغيرها، والسعي لتدريس الفقه المقارن للمذاهب الإسلامية الخمسة في المعاهد والحوزات العلمية الدينية المنتشرة في المناطق كافة، وتابعت المصادر أن الحزب دعا إلى تجنّب أي صراع فكري مع “السلفية” و“الوهابية”، والابتعاد عن أي طرح يثير النعرات المذهبية، ويبعث على التوتر من أي جهة كانت، وفي هذا الصدد شجْب الخطاب التكفيري الذي تمارسه بعض المجموعات التكفيرية في العالم الإسلامي، والتي ترتكب أعمالاً إجرامية مشينة في أكثر من ساحة باسم الجهاد والإسلام والدين، وهناك العديد من الإجراءات على الصعد الإعلامية والعلمائية ذات الانعكاس المباشر على عامة الناس، وأهمها التواصل مع أكبر شريحة من الفعاليات و“الجهات السُّنية”، وتفعيلها وتنشيطها، خصوصاً مع الشخصيات والجهات ذات التوجه المعتدل في الخطاب الإسلامي والوطني.

أما على الصعيد الإقليمي، فيبدو أن حزب الله بصدد تفعيل وتنشيط العلاقة بينه وبين الأطراف الفلسطينية المقاومة، خصوصاً حركتي “حماس” و“الجهاد”، رغم أن التنسيق قائم ومستمر على صعد ميدانية متعددة، لكنه يبقى بحاجة إلى تدفق كميات من الدم الجديد في عروق هذه الحركات والقوى المقاومة.

- محمد شهاب



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165412

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165412 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010