الأحد 30 كانون الأول (ديسمبر) 2012

دور الحرب الإلكترونية في تحقيق انتصار غزة

الأحد 30 كانون الأول (ديسمبر) 2012

خلال الحملة العسكرية الصهيوينة الأخيرة على قطاع غزة، اتسع نطاق الصراع، لكن هذه المرة عبر مجال آخر: شبكات التواصل الاجتماعي؛ عبر “تويتر” و“يوتيوب” و“فيس بوك”..

حاول “الإسرائيليون” استمالة التعاطف الدولي، وتبرير قصفهم الذي خلّف عشرات القتلى من المدنيين بين صفوف الفلسطينيين. عبر أشرطة مصورة عديدة، ومجموعة كبيرة من التغريدات، سعى جنود صهاينة إلى إظهار “إسرائيل” بصورة الدولة المدافعة عن نفسها، وأكدوا أن “الهدف من وراء هذه العملية هو إيصال معلومات للجميع، وعلى نطاق واسع؛ معلومات قد لا تصل عبر وسائل الإعلام التقليدية، ونهدف إلى التأثير على مستخدمي هذه الشبكات”.

في المقابل، استخدم الناشطون الإلكترونيون المدافعون عن فلسطين، الوسائل نفسها، لتعرية العنف “الإسرائيلي”، ونجحوا إلى حد كبير في تحقيق إنجازات هامة في هذه الحرب الإلكترونية، ليس على صعيد فضح الانتهاكات الصهيونية فحسب، بل أيضاً في اختراق وتعطيل آلاف المواقع “الإسرائيلية”، عبر حملات منظمة.

موقع متقدم

احتلت وسائل الإعلام الاجتماعي موقعاً متقدماً في المواجهة العسكرية الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية و“إسرائيل” في قطاع غزة، بالتوازي مع العمليات العسكرية على الأرض. اتخذ الفلسطينيون و“الإسرائيليون”، كل من موقعه، حصنه المنيع، واستحضر أسلحته المكونة من الكمبيوتر المتصل بالإنترنت، أو “الهاتف الذكي”، لمواجهة خصمه، ولإلحاق أكبر الضرر به وبصورته. احتدمت المواجهة في العالم الافتراضي، لكن الأسلحة اقتصرت على المعلومات والصور والفيديوهات والروابط الإلكترونية.

في الواقع، إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهجمات الإلكترونية ليس جديداً في السياسة الإعلامية الحربية الصهيوينة، إلا أن طريقة استخدامها في الحرب الحالية مختلفة تماماً، خصوصاً حين انشغلت “وحدة الإعلام التفاعلي” التي تأسست في “إسرائيل” بكل أشكال المواقع التواصلية.

وبحسب الخبراء، فإن الاستراتيجية “الإسرائيلية” هذه تمثل اختلافاً عما كان يحدث في النزاعات السابقة في الأراضي الفلسطينية. ففي عملية “الرصاص المصبوب” في عام 2008، حظّر الجيش الصهيوني على الصحافيين دخول غزة، وبدلاً من ذلك أنشأ قناة “يوتيوب” لإطلاع الصحافيين على المستجدات، وهي خطوة لم تُرض الكثير من الصحافيين، الذين أرادوا رؤية ما يحدث بأنفسهم، وتسببت في تصاعد الانتقاد، لأن الجيش “الإسرائيلي” يتدخل في التغطية الإخبارية، ويروّج للأمور من وجهة نظره.

لكن هذه المرة تمّ السماح للصحافيين بدخول غزة، حيث تم إنشاء مكتب صحافي حكومي على مدار الساعة، لإصدار بطاقات صحفية للصحافيين، إلا أن هذه الاستراتيجية أتت بنتائج عكسية على الكيان الغاصب، وأظهرت وحشية “إسرائيل” وأفعالها البربرية بحق الفلسطينيين. ومن بين ردود الفعل المعاكسة رد جماعة “أنونيموس” للقرصنة الإلكترونية، والتي اخترقت 87 موقعاً إلكترونياً “إسرائيلياً”، رداً على تهديدات حكومة العدو بقطع خطوط الاتصالات في غزة.

“تويتر” أطلق الشرارة الأولى

وكانت “إسرائيل” بدأت هذه الحرب الإلكترونية على شبكات التواصل بشكل استفزازي للغاية، من خلال موقع “تويتر”، حيث أعلن جيش العدو للمرة الأولى أنه قتل أحمد الجعبري؛ قائد الجناح العسكري لحركة “حماس”، عبر تغريدة له، ونشرت الجهة المنوطة بالاتصالات بجيش العدو صورة للجعبري إلى جانب عبارة: “تم القضاء عليه” ملصقة على وجهه، بالإضافة إلى العمليات التي تنسب إليه المسؤولية عنها، كما وُضع على موقع “يوتيوب” فيديو للهجوم الذي أسفر عن مقتله.

ولاحقاً قال الجيش “الإسرائيلي” على حسابه الرسمي على تويتر: “الجيش الإسرائيلي بدأ حملة عسكرية واسعة ضد مواقع ونشطاء الإرهاب في قطاع غزة، وستركز على أهداف تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي”؛ إيذاناً ببدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قبل إصدار أي بيان رسمي أو تصريح صحفي.

لكن الرد من قبل المقاومة الفلسطينية جاء سريعاً وحاسماً، وأثار دهشة “الإسرائيليين” أنفسهم، ولعل تقديم وزير حرب العدو؛ ايهود باراك، استقالته فيه ما يؤكد ذلك.

في البداية، بدأ الحساب الخاص على موقع “تويتر” التابع لكتائب القسام باللغة الإنكليزية في مواجهة “التغريدات” الصهيونية على حساب الناطق باسم جيش العدو، في محاولة لنشر المعلومات من الجانب الفلسطيني، وإظهار الحقائق على الأرض.

وقالت كتائب القسام: “أيادينا المباركة ستصل إلى قادتكم وجنودكم في كل مكان.. لقد فتحتم أبواب جهنم على أنفسكم”.

وكان نشطاء فلسطينيون وأجانب قد أطلقوا حملة لفضح جرائم الاحتلال في غزة، تظهر الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الأطفال والنساء، من خلال التقارير والأشرطة المصورة التي يُعدّها الصحافيون العرب والأجانب، والمصورون الصحافيون ممن سمحت لهم “إسرائيل” بالدخول. والحملة حققت نجاحاً من خلال كسب مؤيدين جدد للقضية الفلسطينية، والذين كانوا يفتقدون إلى مصادر معلومات كافية، بفعل انحياز وسائل إعلام بلدانهم للاحتلال الصهيوني.

وهناك اليوم عشرات النشطاء الفاعلين على شبكات التواصل الاجتماعي يواصلون الليل بالنهار لفضح جرائم الاحتلال، بحيث باتت الحملات الفلسطينية المختلفة تشكل تحدياً حقيقياً للرواية “الإسرائيلية” على شبكات التواصل الاجتماعية، وهذا ما صرّحت به الصحافية الإسرائيلية السون كابلان من صحيفة “هآرتس” قبل عدة أيام؛ بأن “إسرائيل” تواجه صعوبات في ترويج ادعاءاتها حول الحرب على غزة.

بدورها، أعلنت فصائل فلسطينية أنها “تمكنت من اختراق خمسة آلاف هاتف محمول لضباط صهاينة شاركوا في العدوان المتواصل بإرسال رسائل تحذيرية لهم”. وفي سياق متصل، أعلن مسؤولون صهاينة أن عدد محاولات القرصنة التي أجريت لمواقع حكومية “إسرائيلية” بلغ 44 مليوناً. وحول مصادر هذه المحاولات، أكد وزير المالية “الإسرائيلي”؛ يوفال شتاينتز، أنها أتت من مختلف أنحاء العالم، لكن معظمها من الداخل، وأوضح شتاينتز أن 10 ملايين منها طاولت موقع الرئيس “الإسرائيلي” شيمون بيريز، و7 ملايين موقع وزارة الخارجية، فيما تعرض موقع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لثلاثة ملايين محاولة.

وقد نجحت مجموعة “أنونيموس”، بالتزامن مع بدء العدوان، في اختراق الكثير من المواقع “الإسرائيلية”، وتمكّنت من توقيف موقع مصرف “إسرائيلي” بعض الوقت، احتجاجاً على المجازر التي يقوم بها الكيان الغاصب. ونشرت المجموعة قائمة بـ200 موقع حكومي “إسرائيلي”، على رأسها موقع جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، ووزارة الخارجية، ودعت “النشطاء الإنترنتيين” إلى تدميرها. وكانت خطة التدمير من خلال زيارة ملايين المتصفحين لهذه المواقع في آن واحد، ما يسبب اختناقات مرورية فيها، وبالتالي إعاقة الوصول إليها، والتشويش على محتواها.

من جانبها، قامت مجموعة من قراصنة الإنترنت تطلق على نفسها اسم “زي كومباني هاكينغ كرو” باختراق عدة حسابات شخصية لسيلفان شالوم؛ نائب رئيس حكومة العدو، على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مدونته الشخصية وبريده الإلكتروني، وهددت بتسريب رسائله ورقم هاتفه الشخصي، وقامت المجموعة أيضاً باستبدال صورة غلاف حسابه على “تويتر” بأخرى تحوي لافتة كتب عليها : “توقفوا عن قتل الشعب أيها الأوغاد”.

وفي جولة المواجهة الأخيرة، أعلنت “سرايا القدس”؛ الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تمكنها من اختراق خمسة آلاف خلوي لضباط صهاينة يشاركون في الحرب على قطاع غزة، وأفادت بأنها أرسلت لهؤلاء الضباط رسائل تحذيرية باللغة العبرية.

كما نشرت “سرايا القدس” عبر موقعها الإلكتروني معلومات هامة جداً، تضمنت بيانات شخصية وأسماء وتواريخ ميلاد ومهمات لمئات الضباط والجنود الصهاينة.

كما شملت المعلومات “عناوين وأرقام هواتف العمل والخاصة، وعناوين البريد الإلكتروني، ومهناً أساسية واحتياطية، ورتب، وأرقام بطاقات شخصية، وأعماراً، وأماكن السكن، والشعبة والسرية والمجموعة والأرقام الشخصية” لهؤلاء الضباط والجنود.

كذلك تمكنت حركة “حماس” من اختراق بث قنوات في تليفزيون العدو، وأذاعت تهديدات للصهاينة، وقامت ببث فيلم فيديو خاطب “جنود المشاة الصهيونيين” باللغة العربية والعبرية.

ومن الواضح أن الإمكانيات التكنولوجية التي كانت حكراً على الدول المتقدمة والمحتل “الإسرائيلي” سابقاً لم تعد كذلك الآن. فقد تعلم الشباب الفلسطيني الوصول إلى قواعد العلوم التكنولوجية، وأصبحوا يمارسونها في حياتهم، ما أدى إلى تطور العمل المقاوم في مجال التكنولوجيا، وهذا التطور بدأ ينعكس في مسلك المقاومة وأدواتها واستراتيجيتها، إذ كانت قدرات المقاومة الإلكترونية واضحة في أكثر من مجال، خصوصاً ما يتعلق بتمكّن مجموعة من “سرايا القدس” من اختراق الشبكة الخلوية في “إسرائيل”.

ومن المرجح أن الإمكانيات التكنولوجية لدى المقاومة الفلسطينية قد تتطور في الأشهر القليلة المقبلة، ضمن الأساليب النفسية ضد جيش الاحتلال، كما أن الحرب الإلكترونية ستكون حاسمة، خلال المرحلة المقبلة خصوصاً.

ثلاثة محاور

من خلال الهجمات العديدة التي شنتها الحملة الفلسطينية ضد المواقع “الإسرائيلية”، يتضح أنها تركزت على ثلاثة محاور، أولهم الهجوم على المواقع التجارية والخاصة، حيث قام قراصنة من بعض الدول العربية وإيران باختراق بضعة آلاف من المواقع “الإسرائيلية” التجارية والخاصة بهدف وضع أعلام حركة “حماس”، وبث رسائل معادية لـ“إسرائيل” ومؤيدة لـ“حماس”، بالتزامن مع الاعتداءات “الإسرائيلية” على قطاع غزة.

أما المحور الثاني فقد استهدف الهجوم على المواقع الحكومية، حيث كثفت مجموعة “أنونيموس” محاولتها لتشويش عمل المواقع الحكومية “الإسرائيلية”، كما ذكرنا آنفاً.

والمحور الثالث ركّز على الحرب النفسية على الإنترنت، بموازاة عملية “عمود السحاب”، واستهدف بشكل خاص الشبكات الاجتماعية، وعلى رأسها “فيس بوك” و“تويتر”.

عدم توازن

بالرغم من أن هناك عدم توازن في حجم المعلومات القادمة من غزة، والقادمة من “إسرائيل”، بسبب عدم قدرة النشطاء في غزة على البقاء دائماً على الإنترنت، لطبيعة الظروف هناك؛ من انقطاع للتيار الكهربائي، وقرب القصف منهم، لكن في ذات الوقت يحقق النشطاء الفلسطينيون، وكذلك الصحافيون العاملون من قطاع غزة، انتشاراً واسعاً على “تويتر” و“فيس بوك”، حيث أصبحت “الهاشتاغ” الأكثر انتشاراً حالياً على تويتر “غزة تحت القصف” في حساب “تويتر”.

بينما حقق “هاشتاغ” (اسم العملية الإسرائيلية عمود السحاب) انتشاراً أيضاً في بداية العملية، إلا أنه سرعان ما سيطرت التغريدات القادمة من غزة على حساب “تويتر”.

مركز الحرب الإلكترونية

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن تل أبيب قررت تحويل صحراء النقب إلى مركز للحرب الإلكترونية، حيث ستتم إقامة مركز خاص في مدينة بئر السبع عام 2013، يحتوي على ألف مكان عمل.

وأضافت أن قرار إقامة المركز، الذي تقدر تكلفته بأكثر من 50 مليون شيكل، يأتي على خلفية نقل مركز التنصت التابع للجيش، وهو أحد المراكز الاستخبارية “الإسرائيلية” المهمة، إلى منطقة بئر السبع، وذلك في إطار عملية نقل معسكرات الجيش إلى النقب، ما يعني جلب نحو 10 آلاف مختص فى التكنولوجيا إلى المنطقة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الحرب الإلكترونية أصبحت مهمة في السنوات الأخيرة في عدة مواقع، كما أن هجمات المقتحمين “الهاكرز” والفيروسات والبرامج الخبيثة تحولت إلى ظاهرة عالمية، لافتة إلى أن الولايات المتحدة شهدت أخيراً هجمات على مصارف ومؤسسات مالية، وشركات نفط أميركية في الخليج العربي، وهذا ما تخشاه “إسرائيل” على نفسها، بعدما تمكّن ناشطون فلسطينيون في الأسبوع الأخير من اختراق مواقع إلكترونية عبرية عديدة.

وأوضحت “يديعوت” أن مجال الحرب الإلكترونية أصبح أحد الثروات الاستراتيجية لـ“إسرائيل”، ليس على المستوى الأمني فقط، إنما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي أيضاً، وهي تستثمر الكثير من الأموال لتطوير قدراتها الإلكترونية.

جراء ذلك، أعرب عدد كبير من الخبراء الإلكترونيين “الإسرائيليين” عن دهشتهم واستغرابهم من القدرات التي أثبتتها المقاومة الفلسطينية في الحرب الأخيرة على صعيد الصراع الإلكتروني.

ردود “إسرائيلية”

تعليقاً على قدرات الفلسطينيين في الحرب الإلكترونية، قال العماد موشيه ميركوفتش، الذي شغل منصب رئيس دائرة “حرب السايبر” في جيش العدو في الماضي، إنه في كل حرب تتعرض “إسرائيل” لحرب إلكترونية كهذه، لكن هذه المرة فاق الأمر كل التوقعات، وبالرغم من أنه حاول طمأنة “الإسرائيليين” بالقول “إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تستطيع صد هذه الهجمة ولا داعي للقلق”، لكنه تابع “المهم أن نظل متيقظين”.

وخلال الحرب، قالت رئيسة الطاقم؛ كرميلا أفنر، إن “إسرائيل تخوض حرباً على ثلاث جبهات في هذه الأيام، فبالإضافة إلى الحرب بالسلاح التقليدي والصواريخ، توجد حرب سايبر وحرب على الشبكات الاجتماعية أيضاً”. واعترفت بأن هاكرز فلسطينيين وعرباً ومؤيدين لهم في العالم تمكنوا من اختراق بعض المواقع وتشويهها.

وعرضت نماذج لملصقات احتلت الصفحات الأولى في المواقع الحكومية “الإسرائيلية”، ومنها: مجموعة تعمل باسم “رزق الله”، كتبت: “إذا كنتم تظنون أنكم ستقضون على المقاومة الفلسطينية بشن حرب على غزة، فاعلموا أنكم أغبياء وحمقى. سياسة الحرب قد انتهجها من سبقكم من إخوانكم (...)، فماذا حصدتم منها غير خراب بيوتكم، ودمار حياتكم؟! أنتم فقط أخرجتم جيلاً أشد قوة وأكثر شراسة وأقوى بطشاً بكم أيها الحمقى”.

وتمكنت مجموعة أخرى من إلصاق صورة أحمد الجعبري وإبقائها ساعات عدة على المواقع “الإسرائيلية”، وتم تشويه مواقع حكومية “إسرائيلية” عدة على الـ“فيس بوك”، ونجحت في سرقة مخازن معلومات من عدة مواقع أخرى.

- إعداد هناء عليان



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2178436

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع خبايا وأسرار   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178436 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40