الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2012

الديار اللبنانية : الحرب التاريخية بدأت

الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2012

يبدو ان المعركة في مصر ستذهب ابعد من الاستفتاء على الدستور، وسيصبح وضع الرئيس محمد مرسي هو الوضع الحرج، حيث يمكن أن يسقط من رئاسة الجمهورية، في ظل انتفاضة الشارع ضده، حيث ان «غلطة الشاطر بألف غلطة»، وقد تصرف الرئيس مرسي دون مراجعة أهل الشورى للاخوان المسلمين، ولذلك مع الثورة القائمة حاليا في الشارع المصري، وحتما لن يحصل استفتاء، ستصبح المطالبة باسقاط الرئيس مرسي. عربياً، وكذلك موسكو وواشنطن ولندن وباريس، يتابعون الوضع في مصر، لانه وضع خطر للغاية. استنفر الجيش المصري عناصره ودعا القوات المسلحة كافة الى الالتحاق بأقرب ثكنة عسكرية، لان حالة ما ستطرأ في مصر بين لحظة وأخرى، بعد اصدار الرئيس المصري محمد مرسي امراً الى الجيش يطلب فيه من الجيش المصري حماية الاستفتاء. والجيش المصري الذي تلقّى ضربة قوية باعفاء المشير طنطاوي، و5 من قادة جيوش الجيش المصري، لان الجيش المصري مؤلف من الجيش الاول والثاني والثالث والرابع والخامس، وعديد كل جيش 120 الف عنصر.

يقف هذه المرة الجيش امام المأزق، اذ كما ذكرنا تلقّى ضربة عبر اقالة وزير الدفاع وقائده السابق المشير طنطاوي، اضافة الى تحجيم الفريق الثاني عنان في رئاسة الاركان في حدّ ازاحته، واجراء تشكيلات بقيادة الوحدات، على أساس انه من أتباع حسني مبارك، مما جعل الجيش المصري كله يعيش واقع جديد في ظل استبعاد حوالى الف ضابط من قادة الفرق والالوية والافواج يعتبرهم الاخوان المسلمون انهم من اتباع الرئيس حسني مبارك وانهم كانوا يؤدون دوراً في اضطهاد الاخوان المسلمين. لم يقرر الجيش المصري بعد ما سيفعله سوى انه قام باستنفار الى اعلى درجات، والغى مأذونيات الضباط والرتباء والجنود، وقامت طائرات مصرية بالتحليق فوق قناة السويس والصعيد ومناطق اخرى، والتحضير للمجهول. الاخوان المسلمون الذين كانوا اقوياء جدا في المعارضة، ولديهم شعبية كبرى، استلموا السلطة في مصر بعد 81 سنة من تأسيسهم ومحاولة الوصول الى السلطة. والفترة الوحيدة التي تحركوا فيها سياسياً، كانت في نهاية فترة الملك فاروق، ملك مصر. وفي سنة 1952 جرى انقلاب الضباط الاحرار برئاسة الفريق محمد نجيب، وعضوية 18 ضابط، بينهم العقيد جمال عبد الناصر. لكن الرجل القوي كان جمال عبد الناصر ومن اجل حماية الانقلاب تم وضع الفريق محمد نجيب للانقلاب، وبعد سنة ازاح عبد الناصر الفريق محمد نجيب وانتخبه مجلس قيادة الضباط الاحرار رئيساً، وطرح عبد الناصر شعار القومية العربية، ومن المحيط الى الخليج، فاصطدم بالاخوان المسلمين الذين يقولون بالامة الاسلامية ولا يعترفون بالقومية العربية، او اية قومية، بل يعتبرون ان هنالك امة الاسلام، التي تعتمد على الشريعة الاسلامية، كما طبّقها الحنفيون، وبالتحديد ابن تيمية.

فقام عبد الناصر بتوجيه ضربات قوية للاخوان المسلمين ونتيجة شعبيته القوية التي اجتاحت مصر والعالم العربي كله، وباتت الناصرية اقوى حزب في العالم العربي، اصطدم عبد الناصر مع الاميركيين، رغم انه كان يطمح لافضل علاقة مع الاميركيين. ذلك انه في سنة 1956 اتخذ عبد الناصر قراراً تاريخياً بتأمين قناة السويس، التي حفرها البريطانيون والفرنسيون، واوصلوا البحر الاحمر بالبحر الابيض المتوسط. فقامت بريطانيا وفرنسا بانزال جوي على قناة السويس، ودخلت الدبابات الاسرائيلية سيناء، ووصلت الى قناة السويس، بغطاء ودعم من بريطانيا وفرنسا. يوم ذاك كان رئيس اميركا هو الجنرال ايزنهاور، فأعطى انذارا للفرنسيين والبريطانيين والاسرائيليين لمدة 72 ساعة للانسحاب من قناة السويس، والا فان الجيش الاميركي سيتحرك ويطرده من قناة السويس. خضع الاسرائيليون والفرنسيون والبريطانيون لانذار ايزنهاور، وانتصر عبد الناصر واصبحت له شعبية كبرى، اذ انه اول زعيم عربي يقف في وجه الدول الاستعمارية مثل فرنسا وبريطانيا، وانتشرت الناصرية في البلدان العربية كلها، باستثناء السعودية، التي تعتمد الوهابية كمبدإ اسلامي ترتكز عليه، وقسم من اليمن على قاعدة سياسية، وقسم في لبنان، كان بقيادة الرئيس كميل شمعون، وكان متفقاً مع نوري السعيد رئيس حكومة العراق، والملك حسين في الاردن، لكن الناصريين اجتاحت كل شيء، واسقطت كميل شمعون في لبنان، واسقطت نظام العراق، وضربت الاخوان المسلمون في سوريا، عندما تم انشاء وحدة بين مصر وسوريا، وضرب الاخوان المسلمين في لبنان ضربة نهائية.

واما في مصر فضربهم عبد الناصر ضربة قاضية، اذ وضع قادتهم في السجن، ومنع اي عمل سياسي للاخوان المسلمين. ما ان توفي عبد الناصر، في ايلول 1970، حتى تسلم نائبه انور السادات الرئاسة، وانور السادات كان معروفا بميوله للاخوان المسلمين، فأعطاهم حرية الحركة ضمن حدود، ثم قتل السادات وجاء الرئيس حسني مبارك، فأعاطاهم ايضاً الحرية ولكن ضمن حدود ضيقة جداً كانت ادارة المخابرات العامة دائماً تضبطهم. وسنة 2012، ومع انطلاق ثورة 6 كانون الثاني، أدّت هذه الثورة الى سقوط حسني مبارك، واجراء محاكمات له ولجماعته، ثم تسلّم المجلس العسكري السلطة كمرحلة انتقالية، واجرى انتخابات نيابية، فنال الاخوان المسلمون 42%، وحزب السلفيين، اي حزب النور 15%، والبقية لبقية الاحزاب. ثم جرت انتخابات رئاسة الجمهورية، فقرر الاخوان المسلمون، رغم انهم تعهّدوا اثناء الانتخابات النيابية بعدم ترشيح رئيس منهم الى الرئاسة في مصر، فقرروا ترشيح شخصية من الاخوان المسلمين، هو من عائلة الشاطر، لكن ثبُت ان عليه مآخذ، فتقرر ترشيح الدكتور محمد مرسي، وفاز بفارق 1%. ما ان تسلم الرئيس المصري الحكم حتى بدأ سلسلة قرارات احادية افرادية دون مراجعة أحد. فألغى المجلس العسكري وأقال اكثرية ضباطه من الجيش، ثم قام بتشكيلات كبيرة في الجيش المصري كله. ثم حاكم كل قادة الشرطة الذين تعرضوا للمتظاهرين، وارسلهم الى التقاعد. ثم ألّف حكومة برئاسة هاشم قنديل، دون مراجعة احد، واخذت اكثرية ضعيفة في مجلس النواب. ثم قام بالاعلان الدستوري، وهو تكليف لجنة تأسيسية وضع الدستور. اثناء وضع الدستور، أصر الاخوان المسلمون مع حزب النور السلفي على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر لكل التشريعات، فرفضت الاحزاب المدنية وممثلي الكنائس الارثوذكسية والقبطية والكاثوليك، فأكمل الرئيس مرسي اعلانه الدستوري وطلب تجهيز الدستور خلال يومين، ويوم الجمعة الفائت، تم وضع الدستور في يوم واحد وحدد 15 كانون الاول موعدا للتصويت عليه، في اسرع عملية لوضع الدستور والتصويت عليه. فقام المتظاهرون المعارضون لمرسي بالهجوم على القصر الجمهوري، مما اجبر الحرس الجمهوري على سحب الرئيس من القصر وان يأتي بالدبابات ويطوّق القصر ويعيد الرئيس مرسي اليه.

ثم قام المعارضون لمرسي بالاعتصام في ميدان التحرير مركز الثورة التي اطاحت حسني مبارك، كما تمركزوا قبالة محطة التلفزيون والاذاعة. ازاء هذا الوضع، تدخل مرشد الاخوان المسلمين في مصر الشيخ محمد بديع، واعلن فتوى دينية ان معارضي مرسي هم كفّار، وخونة، وطلب من الاخوان المسلمين مقاومتهم وفك الحصار عن القصر ومهاجمتهم في ميدان التحرير وصرح بأن لا مجال لتأخير الاستفتاء. فقام الاخوان المسلمون بمهاجمة المطوقين لقصر الاتحادية، وحصل اشتباكات بينهم ذهب ضحيتها اكثر من 85 جريحا وسقط قتيل، ثم هاجم مقنّعون مجهولون المعتصمين في ميدان التحرير وضربوهم بآلات حادّة، وجرح 63 شخص من المعتصمين، ولم تستطع الشرطة المصرية التحرك ومنع الفوضى وسط جو اقل ما فيه ان هنالك نصف مليون شخص في الشارع. ثم اعلن الرئيس مرسي عن فتح باب الحوار، فقاطع الحوار في القصر اكثرية الاحزاب، بينما جاء حزب الوفد والوسط لمعرفة ما اذا كان الاعلان الدستوري ممكن الغاء الاستفتاء، فرفض الرئيس مرسي رفضاً قاطعاً، عندها قرر الرئيس مرسي تكليف الجيش حماية الاستفتاء. وهنا وقعت المواجهة. مظاهرات في دمياط والصعيد والاسكندرية ومدينة السويس الكبيرة الواقعة على البحر الاحمر، والقاهرة وتقريباً في كل مناطق مصر، حصلت مواجهة بين الاخوان المسلمين والمناوئين للرئيس مرسي. وبقي الموعد على حاله في 15 كانون الاول، موعد الاستفتاء، واعطى الرئيس محمد مرسي الاحمر للجيش لحماية الاستفتاء، حيث ازال عن نفسه مسؤولية الاستفتاء، ووضعها في عهدة الجيش المصري. ما هي الصورة الان؟ الصورة هي ان هنالك اكثر من 3 ملايين في الشارع بين القاهرة والاسكندرية والسويس ودمياط والصعيد، يتظاهرون ضد الدستور، وفي المقابل، هنالك مليونان من الاخوان المسلمين والسلفيين يتظاهرون ضدهم، وحتى الان، استطاعت الشرطة الفصل بين طرق المظاهرات كي لا تحصل اصطدامات، لكن الاصطدمات ستحصل حتما، وكيف سيتم الاستفتاء يوم السبت والشارع كله في هيجان بين مؤيد للاستفتاء، ومعارض له. والمعارضون سيهاجمون مراكز الاستفتاء.

والسؤال، هل ينزل الجيش المصري الى الشارع، بحجم 200 الف جندي لحماية الاستفتاء؟ هذا السؤال غير معروف جوابه، انما، وفق تقديراتنا، فان الجيش المصري لن ينزلق الى هذا المأزق. والرئيس محمد مرسي ليس لديه بعد جهاز مخابرات يعطيه كل المعلومات، فالمخابرات منذ ازاحة اللواء عمر سليمان وموته في اميركا، وعدم تعيين ضباط موالون للرئيس مرسي، لم تقدم المخابرات الصورة الحقيقية للرئيس المصري. ذلك انه من المؤكد ان اركان الرئيس حسني مبارك، بما يملكون من ثروات، يدفعون اموالاً للناس من اجل التظاهر، ولكن من خلال اساليب، ليست دفع مبلغ لكل شخص، بل لهيئات وأحزاب وكل ما هو يدخل في المتحد الاجتماعي. اضافة الى انه كما قال عمر موسى، ان مصر لا يمكنها ان تعيش تحت الشريعة الاسلامية، بل يمكنها استلهام ما جاء في القرآن الكريم، ووضع دستور مدني، مع احترام الثوابت الاسلامية. الاخوان المسلمون الذي يعملون منذ 81 سنة للوصول الى الحكم، وصلوا اليوم، وهم في مأزق، والمخابرات المصرية، التي ما زالت مؤيدة للرئيس حسني مبارك، تدفع بالأمور الى التصعيد، لانه بعد سقوط الاستفتاء، ستحصل ثورة تطالب باسقاط الرئيس مرسي، وقد تكون هذه احدى خطط المخابرات، الا انه من دون وضع نيات سيئة، الاستفتاء غير ممكن اجراؤه في 15 كانون الاول، والرئيس مرسي سيفشل في اجراء الاستفتاء، الا اذا نزل الجيش بكل طاقاته، وهذا سيؤدّي الى مجازر. لكن المتظاهرين سيطالبون، بعد سقوط الاستفتاء باسقاط الرئيس محمد مرسي، وبدأت منذ الان المظاهرات تهتف الشعب يريد اسقاط الرئيس. الليلة، يوجد 200 الف شخص في ميدان التحرير في القاهرة، وحوالى 100 الف شخص قبالة محطة التلفزيون والاذاعة، وهم يناوئون الرئيس محمد مرسي. اما الاخوان المسلمون، فانهم يتمركزون على طول كورنيش نهر النيل والجسور من اجل منع وصول متظاهرين ضد الرئيس مرسي الى قلب القاهرة، اي انه حوالى نصف مليون شخص الان، وغدا قد يكون العدد أكبر. كذلك لم يظهر ان لدى المتظاهرين اسلحة، بل حصل اطلاق نار فردي امام قصر الاتحادية، وجرح شخص في رجله. سؤال أخير، ماذا تعني أحداث مصر؟ انها تعني ان استعمال الديموقراطية للوصول الى الحكم، وبعد الوصول، التصرف ديكتاتورياً امر يرفضه الشعب، كما ظهر في مصر، ربما حصلت امثلة اخرى ونجح باستعمال الديموقراطية، واصبحت ديكتاتورية، لكن في مصر لن يقبل الشعب المصري هذا الامر. كما ان سقوط الاخوان المسلمين سيضعف الاخوان المسلمين في سوريا وفي الاردن، ويعطي دوراً للاسلام المعتدل، مع العلم ان تناقضاً حاصلاً بالامر غير مفهوم، وهو ان قناة «العربية» حتى الان، تقف مع معارضي الرئيس مرسي، وتوجّه كل أخبارها لمصلحة المتظاهرين ضد الرئيس المصري، بينما قناة «الجزيرة» التابعة لقطر تؤيد مرسي، وتعتبره يتخذ خطوات سليمة. في ظل هذه الاجواء، ستستفيد سوريا والرئيس الاسد بانشغال العرب واميركا بقضية مصر، فبعدما كانت المسألة في سوريا هي الرقم 1 والاولوية بالاخبار، اصبحت مصر هي الخبر الاول والاخير في نشرات الاخبار، ولذلك يمكن للرئيس الاسد اعطاء اوامر لسلاح الجو الحربي في سوريا، اضافة الى الجيش النظامي، بالقيام بهجومات على المدنيين وغير المدنيين، لقمع المعارضة ضده. ثم ان مبدأ الاسلام المتطرف السلفي، لا يبدو انه قادر على النجاح بالحكم، وبالتالي فالاسلام المعتدل هو المطلوب. وينطبق هذا في لبنان على الرئيس سعد الحريري، الذي يمثل شكلا من اشكال الاعتدال الاسلامي.

اما في الاردن، فاذا سقط الرئيس مرسي والاخوان المسلمين، فستكون مناسبة للملك عبدالله الثاني لضرب الاخوان المسلمين. والباب مفتوح في مصر على كل الاحتمالات، ففي سيناء مناطق شاسعة لم يعد يشرف عليها لا شرطة ولا جيش، واصلاً وفق اتفاقية كامب دايفيد، غير مسموح لمصر الا ارسال 750 جنديا من مصر الى كل سيناء، وتكون سيناء مع الوقت مركزاً للقاعدة او للاسلاميين المتطرفين. اما واشنطن فقالت، نحن نريد الرئيس مرسي ان يكون رئيساً لكل المصريين، لا رئيساً لفئة واحدة هي الاخوان المسلمون. فهل تم الاتفاق بين العملاقين الروسي والاميركي، على ان الاسلام المتطرف خطر، لان روسيا تحارب العمليات الاسلامية في الشيشان وفي قلب موسكو، ولديها آلاف المساجين من الدول العربية جاؤوا يقاتلون في الشيشان، وعلى هذا الاساس، أدّى اجتماع لافروف مع كلينتون الى الاعلان عن حل سياسي في سوريا، بدلا من حل عسكري او غيره. اضافة الى ان الدول الاوروبية والاميركية امتنعت عن تأييد رئيس مصر الذي وصل بشكل ديموقراطي، لكن سلوكه بعد وصوله، واتجاهه الى الشريعة الاسلامية، لم يعجبا اوروبا، ففضّلت الصمت. السؤال الأساسي الاخير، هل يبقى الرئيس مرسي رئيسا لجمهورية مصر؟ الايام المقبلة، والاسابيع تقرر، لكن من جهتي كمحلّل سياسي، اقول ان الرئيس محمد مرسي سيسقط، او تعيش مصر ازمة دستورية، حيث الرئيس لا يحكم ولا تجري انتخابات رئاسية جديدة ولا يستقيل لكنه لا يحكم في مصر



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2181939

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2181939 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40