الاشتباكات تتوسع في سوريا والحل الدولي متوقع

امتدت الاشتباكات على طول سوريا كلها بشكل واسع، حيث قام الجيش النظامي بالاشتباك مع كافة المسلحين على الاراضي السورية، من اجل السيطرة على الوضع.وفي ريف دمشق، تعرضت داريا وحرستا لقصف واشتباكات عنيفة، وصلت اصداءها الى دمشق، من اصوات المدفعية وانفجار قذائف الـ“آر.بي.جي”. ودخل الجيش النظامي الى الشارع الرئيس في داريا وشوارع اخرى، لكن الشوارع القديمة في المدينة بقي فيها المسلحون.

اما في دير الزور فحصلت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر والمسلحين، ادى الى مقتل 42 مسلحاً، و10 جنود من الجيش النظامي.

اما في ريف حلب، فأعلن المسلحون المعارضون انهم سيطروا على قيادة الفوج 111، وان جبهة النصرة لاهل الشام، قاتلت بكل قواها الى جانب المسلحين، واستطاعوا السيطرة على مركز الفوج 111، وفرّ من المكان 140 جندي سوري، التحقوا بمركز عسكري آخر في المنطقة. وسيطر المسلحون على قيادة الفوج 111، في حين لم يأتِ اي ذكر للموضوع من السلطات الرسمية السورية.

اما حماة وحمص فكانت هادئة الى حدّ ما، باستثناء اشتباكات في ريف حماة.

على صعيد مطار دمشق، فان معارك ضارية تجري بين الفرقة الرابعة وعناصر من المسلحين يحاولون الاقتراب من المطار، وضرب قذائف هاون لتعطيل حركة الطيران، لكن عناصر الجيش النظامي ابعدوهم ومنعوهم من الوصول الى المطار والتحكّم بحركة الطيران المدني، وامكانية اغلاق مطار دمشق الدولي.

اما على طريق دمشق درعا، فقد حصل اشتباك بين المسلحين والجيش النظامي، واثر هذه الاشتباكات اعلن الجيش النظامي عن اغلاق الطريق كي لا يتعرض المدنيون لحالات من الخطر، نتيجة اطلاق الرصاص بكثافة على طرق درعا دمشق.

في هذا الوقت، ادّعت المعارضة المسلحة انها سيطرة على قاعدة جوية، ما بين الحسكة ومدينة ابو كمال. فيما نفت السلطات السورية حصول هذا الامر، وان اي قاعدة جوية لم تسقط بأيدي المسلحين المعارضين.

الحديث عن الاسلحة الكيمائية

بالنسبة لتحذير أميركا وبريطانيا وفرنسا سوريا من استعمال الاسلحة وان ذلك هو تجاوز للخط الاحمر، وقول وزير خارجية بريطانيا ان لدى دولته معلومات مخابراتية موثوقة، كافية لتحذير سوريا من استعمال اسلحة كيمائية، فان سوريا سلّمت روسيا الاتحادية خريطة بالمواقع الخمس التي يوجد فيها اسلحة كيمائية تحت الارض، وهي قواعد تقع تحت حماية الجيش النظامي، ولا يستطيع أحد الوصول اليها. وان ليس لدى دمشق اي نية باستعمال الاسلحة الكيمائية.

وجاء هذا الكلام، على لسان مصدر عسكري اميركي مسؤول عن منطقة الشرق الاوسط في القيادة العسكرية الاميركية.

يبدو ان بوتين الرئيس الروسي اتفق مع أردوغان ومع واشنطن، كذلك اتفقت الوزيرة كلينتون مع الوزير الروسي لافروف ومع الاخضر الابراهيمي، على طبخة دولية للحل في سوريا، من خلال حكومة جديدة لمرحلة انتقالية، يبقى فيها الرئيس الاسد رئيساً، لحين الانتخابات والتي تجرى ديموقراطياً.

الحل الدولي يقترب

فيما تأكد وصول اميركا وروسيا للحل السياسي بشأن سوريا، روسيا تضغط على النظام السوري بالقبول بالإخوان المسلمين وأميركا تضغط على الإخوان المسلمين بالقبول بالرئيس بشار الأسد وهذه هي خلاصة الامور وقد أكد ذلك الأخضر الابراهيمي عندما قال بعد محادثات اجراها مع مسؤولين أمريكيين وروس يوم الأحد انهم اتفقوا على ان السعي من اجل حل سياسي للأزمة السورية ما زال ممكنا.

وقال الابراهيمي في بيان صدر في ختام محادثات استمرت طوال اليوم في جنيف “الاجتماع كان بناء وجرى بروح التعاون. بحثنا سبل المضي قدما نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية.”

وهذا اللقاء ياتي اثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من ديسمبر/ كانون الاول في دبلن بين وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والابراهيمي.

وقال بيان الامم المتحدة ان “الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون”.

وسعى المشاركون فيه الى العمل على “دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للازمة السورية”.

وأكد بيان صدر عن الامم المتحدة ان الاطراف الثلاثة “اكدوا مجددا” ان “الوضع في سوريا سيء ويستمر في التفاقم”.

وراى الاطراف “ان عملية سياسية لوضع حد للازمة في سوريا امر ضروري ولا يزال ممكنا”.