الاثنين 10 كانون الأول (ديسمبر) 2012

الصهاينة يفتشون في سوريا ....!

الاثنين 10 كانون الأول (ديسمبر) 2012

أبرزت وسائل الإعلام العبرية، أمس الأحد، التقرير الذي نشرته صحيفة ’الصندي تايمز’ البريطانية، والذي جاء فيه أن وحدات عسكرية «إسرائيلية» خاصة تنشط في سورية بحثًا عن مستودعات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية.
وهذه الطريقة يستعملها الإعلام العبري في «اسرائيل» للالتفاف على قرارات الرقابة العسكرية في الدولة العبرية، والتي لا تسمح بنشر هذه التقارير مباشرة من المصادر« الإسرائيلية»، إنما يقوم المسؤولون «الإسرائيليون» بتسريب المعلومات إلى الصحيفة البريطانية، وفي نفس اليوم، عبر تنسيق مسبق، يتم النشر في وسائل الإعلام العبرية على مختلف مشاربها.
صحيفة ’هآرتس’ العبرية، التي سلطت الضوء على التقرير في موقعها الالكتروني على الشبكة العنكبوتية قالت إن الـ(صندي تايمز) نقلت عن «مسؤول إسرائيلي» قوله، إنه خلال سنوات كانت المخابرات «الإسرائيلية» تعرف مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، ولكن المعلومات الاستخبارية، أضاف المسؤول عينه، والتي تم جمعها خلال الأسبوع الأخير تشير إلى أن النظام السوري نقل الأسلحة الكيماوية إلى مواقع جديدة.
علاوة على ذلك، قالت الصحيفة إن أجهزة الاستخبارات الغربية قامت بمراقبة مشاريع التسلح السوري منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، مشيرة إلى أن برنامج السلاح الكيماوي السوري تمت إدارته من قبل العالم الروسي أناتولي كونسوفيتش الذي مات خلال رحلة طيران من روسيا الى دمشق عام 2003 في حين أن روسيا آخر يدعى يوري ايفانوف وهو نائب رئيس جهاز الاستخبارات التابع للجيش الروسي (GRU) مات في سورية في ظروف غامضة عام 2010 ويبدو أن للموساد ضلع في موت الاثنين، على حد قول الصحيفة.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن البرنامج السوري كان هدفًا للدولة العبرية منذ سنوات، مشيرةً إلى أنه في أيلول (سبتمبر) من العام 2007 تعرض موقع عسكري في منطقة السفير الواقعة جنوب شرق حلب لانفجار في وقت كان فيه خبراء إيرانيون وروس يركبون رأسًا حربيا لغاز الأعصاب على صاروخ من طراز (سكود)، مؤكدة على أن الانفجار أدى إلى تسرب غاز والى موت 15 شخصا سوريا وعشرة إيرانيين أيضا.
ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن الدولة العبرية لم تعلن مسؤوليتها وتحقيق سوري أثبت أن الانفجار كان حادثًا، في الوقت الذي وصف فيه مسؤول إسرائيلي الحادث بأنه رائع، على حد تعبيره.
على صلة بما سلف، قال المحلل السياسي في القناة الثانية بالتلفزيون« الإسرائيلي،» أودي سيغال، إن الدولة العبرية هي التي قامت بتزويد المخابرات الأمريكية بوجود الأسلحة الكيماوية في سورية، لافتًا إلى أن الحملة الأمريكية العلنية ضد سورية في هذا الموضوع، لما كانت لتطفو على السطح، لولا المعلومات من المخابرات «الإسرائيلية،» وذهب الإعلام العبري إلى أبعد من ذلك، ليصف تداعيات ذلك على المشهد السياسي في إسرائيل. حيث برزت وبقوة عدة تصريحات من قبل قادة المؤسسة العسكرية تؤكد على أن جيش الاحتلال سيلجأ إلى القوة لمنع منظمة حزب الله من الحصول على صواريخ محملة برؤوس كيماوية تهدد العمق الإسرائيلي، وهذا الأمر دفع رئيس حزب (كاديما) ووزير الأمن الإسرائيلي الأسبق إلى التحذير من إمكانية قيام رئيس الوزراء« الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو على خطوة حربية مغامرة، مؤكدا على أنه عارض هذه المغامرة، وأن معارضته هذه أغضبت نتنياهو فافتعل الأزمة الائتلافية التي أدت إلى انسحاب حزب (كاديما) من حكومة الائتلاف. في السياق ذاته، كشف رئيس هيئة أركان الجيش «الإسرائيلي»، الجنرال بيني غانتس، كشف النقاب عن وجود خلاف علني مع المستوى السياسي، ونُقل عنه قوله إن قصف شاحنات في سورية سيجر إلى حرب قد تتسع لتشمل دولاً أخرى في المنطقة تتعدى سورية وإسرائيل ولبنان، بالإضافة إلى ذلك، أكد الجنرال غانتس على أن الأسلحة الكيماوية الموجودة في سورية ما زالت خاضعة للسيطرة الكاملة لنظام الرئيس د. بشار الأسد، ولا خطر عليها.
وخلص إلى القول إنه لا يُمكن الحديث عنها باعتبارها مشكلة للدولة العبرية، على حد تعبيره، مع ذلك أوضح غانتس أن المؤسسة العسكرية «الإسرائيلية» جاهزة لمنع انتقال هذه الأسلحة إلى حزب الله.
بموازاة ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه لا يُخرج من حساباته اللجوء إلى استخدام القوة لمنع انتقال صواريخ كيماوية من سورية إلى حزب الله، أما وزير الأمن، إيهود باراك، فقد قال إن هناك خطرًا في أنْ يحاول حزب الله السيطرة على أسلحة سورية ثقيلة مثل الدبابات والصواريخ المضادة للطائرات وغيرها من الأسلحة المتطورة، كما قال إن سورية تُعتبر صاحبة أكبر مخزون في العالم من الأسلحة الكيماوية، ومن غير المستبعد، أضاف، أنْ يحاولوا السيطرة عليه، مشددًا على أن الدولة العبرية لن تسمح بذلك، وستستخدم كل قوتها لمنع ذلك، على حد قوله. جدير بالذكر أن الإعلام العبري، الذي يعتمد بصورة مطلقة على المصادر الأمنية الرسمية في تل أبيب، كان قد كشف النقاب قبل عدة أسابيع عن خطة عسكرية« إسرائيلية» يجرى التدرب عليها، تأخذ بعين الاعتبار أنه بالإمكان نقل الأسلحة الكيماوية في غضون ساعتين فقط من سورية إلى لبنان، وضرورة اتخاذ القرار وتنفيذه قبل أن تصل الأسلحة إلى أيدي حزب الله في جنوب لبنان.
علاوة على ذلك، زعمت وسائل الإعلام العبرية أن قوات من الجيش العربي السوري دخلت إلى ما يُطلق عليها (المنطقة الحرام) في منطقة خط وقف إطلاق النار بين البلدين، وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات الطوارئ الدولية العاملة في هضبة الجولان السورية المحتلة، وهو الأمر الذي دفع وزير الأمن باراك إلى التحذير بأن هذه الخطوة السورية هي بمثابة تطور حربي من قبل النظام الحاكم في سورية، على حد قوله.

- زهير أندراوس



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2178702

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2178702 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40