الاثنين 3 كانون الأول (ديسمبر) 2012

مشعل الى اوسلو 2

الاثنين 3 كانون الأول (ديسمبر) 2012 par ناصر قنديل

اذا اردنا ان نتجاهل موقف خالد مشعل بتجيير نصرة غزة العسكري لاخوان مصر وتركيا اردوغان وقطر حمد والتنكر لحلف المقاومة وما قدمه والمعاني السياسية التي يحملها هذا التجيير وذاك الانكار واعتبارهما نوعا من لعب السياسة رغم الاعتبارات الاخلاقية والثقافية التي تحول دون ذلك مع تعميم ثقافة الترويج للعلاقة بالاميركيين و«الاسرائيليين» كمصدر قوة للمقاومة فانه يستحيل تجاهل المؤشرات السريعة على الموقع السياسي الجديد الذي تخندق فيه مشعل ويجرجر حماس اليه.

المؤشر الأول: يتصل بالموقف الذي أعلنه مشعل عبر السي ان ان لجهة القبول بحل القضية الفلسطينية وفقا لقيام دولة على الارض المحتلة عام 67 وهنا ليس القصد القول ان هذا خطأ أو صح لكن بمعيار حماس هذا تبدل خطير ونوعي في برنامجها السياسي و بمعيار التاريخ هذا تكرار لموقف حركة فتح على لسان زعيمها الراحل ياسر عرفات بعد الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والذي تضمن إستعدادا لتعديل ميثاق منظمة التحرير من السعي لبناء دولة فلسطين على كامل التراب إلى القبول بدولة على أراضي ال67 والتذرع بأن مشعل تمسك بحق العودة لللاجئين يؤكد تكرار السياق ولا ينفيه فعرفات فعل الشيئ نفسه حينها والملفت انها كانت السي ان ان ايضا والمعلومات المتوافرة عن تلك المقابلة لعرفات تفيد انها جاءت بعد مفاوضات مع الاميركيين ونشرها لم يكن عملا صحفيا بل تكريسا لما تم الاتفاق عليه وتحضيرا للاعتراف بالمنظمة اميركيا وفتح التفاوض مع «اسرائيل».

كما يعرف اي صحفي او متابع كيف تمنح السي ان ان وقتها للمتحدثين يعرف صحة الكلام بل المعلوم ان لا مجال للتبرير بسوء التاويل للكلام لان تحدث رموز تنتمي لمعسكر مناوئ لواشنطن على السي ان ان يحظى بذات القدر من الدراسة عند المحطة والمتحدث لمنح الموافقة على الحديث ولتدقيق الرسالة التي يريد ايصالها لان الامر عند الطرفين سياسة وها نحن امام تكرار مشهد التحضير لاوسلو كما يتكرر: الشعب الفلسطيني يحقق معجزة بوجه« اسرائيل» الانتفاضة يومها وقصف تل ابيب اليوم وقائد النصر سياسيا يعلن قبول دولة على ارض ال67 ويرفض القول انه سيعترف باسرائيل ويتمسك بحق العودة لا بل يستعين مشعل بنص كلام عرفات وذكائه كما يبدو عندما يسأل هل ستعترف باسرائيل فيجيب بذكاء عرفات انا اريد ان تعترف اسرائيل بحق شعبي فهي تحتل ارضي.

المؤشر الثاني: ما قالته صحيفة الحياة عن قول مشعل انه عائد قريبا الى غزة وهو ما نقلته الحياة نفسها عن لسان عرفات بعد الانتفاضة الاولى انه عائد الى الضفة الغربية وكما هو معلوم العودة لا تتم في الحالتين إلا برضا الاحتلال وموافقته وضماناته الامنية ومعلوم ان هذا لا يحدث مهما قدم من تبريرات دون وجود عملية سياسية تشعر اسرائيل ان منح خصمها هذا الامتياز يسهم بانجاحها وان النجاح هنا يحقق مصالحها.

المؤشر الثالث: الاعلان الفرنسي عن دعوة دول الاتحاد الاوروبي لاعادة النظر بوضع حماس على لائحة الارهاب وما نشرته الصحافة الفرنسية من كون هذا الاعلان نتاج مسعى قطري عمره ستة شهور بما فيه من ضمانات لجهة تغير جوهري في وضع حماس وموقعها في حلف اقليمي جديد متعاون مع «اسرائيل» وحريص على امنها ومن موافقة مشعل على برنامج سياسي جديد يمهد لدخول مفاوضات مع «اسرائيل».

اذا اضفنا الى هذه المؤشرات المعلومات عن ان كوادر عسكرية من حركة حماس تدرب مجموعات المعارضة المسلحة التي تقاتل في سوريا وان السلاح الذي كان بحوزة حماس جرى تسليمه لهذه المجموعات وخصوصا في دمشق وبالاخص مدافع الهاون التي تقصف احياء دمشق واخص الاخص محاولة توريط المخيمات في هذا القتال يصبح لكل ما سبق ابعاد ومعان.

هنا لا يعود اجهاض النصر العسكري للمقاومة في غزة بتفاهم سياسي مسخ مجرد خطأ وضعف بل خطة سياسية ذلك ان ثلاثة أشياء كان يمكن فعلها بالتشبه بحزب الله عام 1996 وكانت صواريخه اقل ازعاجا« لإسرائيل» بما لا يقاس بقصف تل ابيب من غزة ورغم ذلك صدر التفاهم:

1- ببيان رسمي اميركي بعد اصرار الحزب على دور للسلطة اللبنانية التي لم يكن موقفها من الحزب افضل من موقف سلطة رام الله من حماس ولو فعل مشعل ذلك لانهى الانقسام وتزعم الحركة الوطنية الفلسطينية.

2- ما تضمنه التفاهم يومها في عام 96 يطرح سؤالا خطيرا حول تفاهمات غزة فقد نص بصراحة على شرعية عمل المقاومة وحقها بملاحقة قوات الاحتلال والعملاء بينما تلتزم المقاومة بموجب تفاهمات غزة بوقف العمل العسكري كله بما في ذلك ضد جنود الاحتلال يعني تعلن نهاية عملها كمقاومة و كان إستهداف غزة كان موجودا قبل خيار المقاومة ووجدت المقاومة لحماية غزة ومجرد التزام الاحتلال بوقف الاستهداف تنتهي مهمتها بينما ما نعرفه ان المقاومة نشأت لتحرير فلسطين وغزة قلعتها وتدفع ثمن هذا الخيار ومنذ البداية خطة الاحتلال هي نوقف الاستهداف اذا توقفت المقاومة وها هو التفاهم يقول بذلك نصا واضحا وتصير المقاومة وفقا للنص اعمالا عدائية.

3- مرجعية التفاهم يومها لجنة اميركية فرنسية سورية اسرائيلية وما توحي به من جدية الملاحقة بينما اليوم المرجعية المصرية لا تملك شيئا الا لضبط المقاومة ولا شيئ تملكه على اسرائيل وتلكؤها بفك الحصار مما يعطي قيمة للتسريبات لاغربية عن ضمانات مصرية بوقف امداد السلاح الى غزة وتعهد مشعل بذلك وما نشر عن نشر قواعد اميركية في سيناء ضمن اطار التفاهم الجديد.

شكرا خالد مشعل

يخيفنا في قبول حركة الجهاد بالتفاهم ومجاملتها لحماس ومشعل ان يشكل تكرارا لتجربة الجبهة الشعبية مع الراحل عرفات قبل وبعد اوسلو ومشهد الراحل ابوعلي مصطفى جانب عرفات يشبه كثيرا مشهد الدكتور رمضان الى جانب مشعل؟

اوسلو 2 وراء الباب لا تخفينا ففلسطين ولادة وحبلى بمن يحمل راية قضيتها ومن يترك المقاومة يترك الساحة وتنجب فلسطين من يحمل رايتها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2166097

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2166097 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010