الأحد 2 كانون الأول (ديسمبر) 2012

العبور من صبرا وشاتيلا إلى غزّة!

الأحد 2 كانون الأول (ديسمبر) 2012 par الياس عشّي

لم أرَ مشهداً يثير البكاء والاشمئزاز معاً أكثر من مشهد النائب أنطوان زهرة، وهو « يقدّم»، إلى السيّد هنيّة ، أوراق اعتماده كسفير فوق العادة لجمهوريّة « الحكيم» الافتراضية .
تُرى ما الذي حملته تلك الأوراق ؟
ببساطة :
- أرشيفاً موثّقاً عن بوسطة عين الرمّانة
- لائحة بأسماء الفلسطينيين الذين قُتلوا في تل الزعتر ، وصبرا، وشاتيلا ، وعلى الحواجز .
- تقريراً مفصّلاً عن الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختطفوا على حاجز البربارة .
- ملخّصاً عن زيارات الحكيم الإقليمية المعلنة وغير المعلنة
- ملخّصاً آخر عن مواقف فريقه العدوانية من الأزمة السورية .
- كلمات حبّ «الإخوان المسلمين» ، وكلمات اعتذار من المسلمين كافة لما حدث في ذلك السبت الأسود الطويل .
- إصراراً على « مصادرة » سلاح المقاومة اللبنانية وإيصالها إلى غزّة على متن سفينة مرمرة .
- ملحقاً غاية في السريّة ، يتعلّق باغتيال الرئيس رشيد كرامي ، وطوني فرنجية وداني شمعون مع عائلتيهما ، وكثيرين غيرهم ؛ مرفقاً ببراءة ذمّة من قريطم .
قرأ هنيّة الأوراق ، وربت على ساق أنطوان زهرة الذي كان يجلس إلى يساره ، ورافقت ربتته ابتسامةٌ عريضة كدت أسمع صوتها . صورة كاريكاتورية بامتياز !
وبدأ « الفرسان الثلاثة » ، ومعهم الفريق الصحافي ، بتفقّد غزّة المدمّرة . قرأوا، باللهجة العبرية ، الفاتحة على روح الشهداء . وقفوا وراء الميكروفون . هاجموا سورية . انضموا إلى القافلة . عادوا إلى بيروت . انتصر فريق الرابع عشر من آذار. مبروك لهم هذا الانتصار !
بلى، لقد انتصروا بتجاوزهم هاجس الخوف من الاغتيالات ، ففريق الرابع عشر من آذار قاطع الندوات البرلمانية ، وجلسات الحوار، لدواعيَ أمنية كما يقولون ، ولكنهم دخلوا غزّة ، وعلى رأسهم أنطوان زهرة المسؤول العسكري لحاجز البربارة ، بكثير من الاسترخاء، رغم معرفتهم أنّ مئات من الغزّاويين فقدوا إمّا إبناً ، أو أباً ، أو أمّاً ، أو أخاً ، أو نسيباً ، أو صديقاً، في مسلسل المجازر التي ارتكبت بحقّ الفلسطينيين، من دون أن يرفّ ، لمن أمر بها ، جفن.
تُرى من أمّن لهم الحماية من غضبة أهل غزّة الذين لا ينسون شهداءهم ؟ ومن أيّ نفق عبروا ؟ وكيف لم يُرمَ حجر واحد ، ولا رُفعت يافطة واحدة ، ولا علا صوت واحد، احتجاجاً على وفد يضم نائباً عن «القوات اللبنانية» ؟
هل دُجّنت غزّةُ ؟ هل فُتحت أمامها معابر أخرى للوصول إلى « أوسلو» آخر ؟ هل باعت شهداءها ببئر واحدة من النفط ؟
لا أظنّ ... لا أظنّ ، وإنّ « غداً لناظره قريبُ» .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165248

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165248 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010