الاثنين 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012

غزّةُ على لائحة الشرف

الاثنين 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012

غزٌة ... اسم آخر يضاف إلى لائحة الشرف.
من قبلُ : دير ياسين ، كفر قاسم ، قانا ، مارون الراس ، جنّين، وعشرات أسماء المدن والبيارات التي يتغرغر بها الأطفال وهم يبحثون ، بين الركام ، عن أترابهم ، أو آبائهم، أو أمهاتهم ، أو أخوتهم ، أو كلّ هؤلاء معاً ، بعد أن دفنهم « شعب الله المختار « وهم أحياء
جامعة الدول العربية ... اسم آخر يضاف إلى لائحة الخزي والعار.
من قبلُ : كامب دايڤد، أوسلو، وادي عربة، الدفرسوار، الكيلو متر مئة وواحد، التطبيع، مصادرة المقعد السوري في الجامعة، تآمر الدول الأعضاء فيها على ليبيا ، ومن ثَمّ على سورية.
وتبقى، أنت المؤمن بوقفات العزّ ، متمسّكاً بسماء غزّة التي تغادر النوارس مِنصّاتها تاركةً إيّاها للصواريخ تدكّ بها استرخاء الصهاينة في منتجعاتهم ، وتزرع الرعب في قلوبهم، وتعيد نظرية الأمن اليهودي المروّج له في العالم إلى المربّع الأول.
وتبقى، أنت المؤمن بتاريخك الحضاري المتألّق ، مستعدّاً كي تحضن ربيعاً آخر لا تسري في عروقه نقطة نفط واحدة ، ولا يتدروش بعباءة واحدة ، ولا يستعطي درهماً واحداً ؛ ربيعاً يولد اليوم في غزّةَ ، ربيعاً يحمل ملامح أدونيس الآرامي المتألّه الضابط لتعاقب الفصول ، ويملأ أرض الشام ياسميناً وشقائق نعمان . ألستِ أنت ، يا غزٌةُ، من بلاد الشام ؟
وتبقى، أنت المؤمن بأن « لا عدوّ يقاتلنا في ديننا وحقّنا سوى اليهود « ، مصرّاً على رفض كل الاجتماعات الفولوكلورية التي يعقدها « القادة العرب « الذين لم يقدمّوا إلى مقاتلي غزّة سوى الرسائل الإنشائية ، والوفود السياحية . وهم، منذ أن تحوّلت غزّة إلى معتقل ، لم يفكّروا حتى في بناء ملجأ واحد يحمي أبناءها من عربدة الطيران الحربي «الاسرائيلي».
تذكّروا أيها الغزّاويون ماذا فعلت المقاومة الوطنية اللبنانية في غزوتي «إسرائيل» (1982و 2006 ) على لبنان . كان التاريخ يرتاح في الويمبي، وفي خلدة، وفي صور، وفي الجبل، وفي باتر، وفي مارون الراس ... كان ، كي لا ننسى، يكتب يوميات المقاومة ، ويوميات الفرار الكبير لجيش الاحتلال ، ويوميات يهود الداخل الذين هالهم انتصار المقاومة على العدو.
اليوم تاريخك يا غزّة يكتبه شهداؤك . لا فضل لأحد إلّا لهم . لا سيف يقطع إلّا سيفهم . كل المنابر مزوّرة إلّا منابرهم . كل الاجتماعات تعقد لحماية أمن «إسرائيل». وكلّ الأنفاق ستفتح أمامك يا غزّة ... أليس المنتصر هو الذي يضع قواعد اللعبة؟
ثمّ ... ألستِ أنت المنتصرة ؟
ألستِ أنت من قال فيها محمود درويش : « وليست غزّة أغنى المدن/ وليست أرقى المدن / ولكنّها تعادل تاريخ أمّةٍ / لأنّها أشدُّنا قدرةً على تعكير مزاج العدو وراحته / لأنها كابوسه».

- الياس عشي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178503

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2178503 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40