الأحد 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012

وانتصرت المقاومة...

الأحد 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 par هاني جودة

الكلمة الفصل قيلت للمقاومة منذ اليوم الأول للحرب على غزّة لقد اعتقد العدو انه بهجومه الوحشي على غزّة سينتصر حلف «بنيامين نتياهو وليبرمان» في الإنتخابات القادمة في الكيان الغاصب كما عودونا في كل انتخابات لهم، لكن العدو فوجئ آن المقاومة الفلسطينية في غزّة ليست قبة ورقية كقببهم وليست ماء سبيل كجيشهم وليست أضحوكة كقياداتهم، منذ اليوم الأول تشكلت غرفة العمليات المشتركة لتتحدث للعدو الإرهابي بلغة واحدة إن «لا لأقدامكم العفنة في أرضنا الطاهرة « وإن «لا مكان للاشكناز ولا الفلاشا ولا للسفرديم ولا لمن يسمون يهوداً شرقيين ولا غربيين لا مكان لكيان العدو في فلسطين»، لقد شاهدنا بأم أعيننا في هذه الحرب المقدسة منظومات عالمية كبيرة تنهار، رأينا الغرب الاستعماري بلا فائدة وعدتهم الحربية غير لازمة وقدراتهم العسكرية تعجز أمام صواريخ المقاومة الباسلة. تذكرنا حرب فيتنام وكيف أن الثوار هناك مرغوا أنف أميركا في التراب رأينا القوة والتكنولوجيا الغربية المتطورة تعجز أمام القوة الفولاذية للمجاهد الفلسطيني الذي يؤمن بحقه الكامل في فلسطين من بحرها إلى جبلها وليس لديه أي استعداد للتنازل عن هذا الحق المقدس وكيف أن شاشات التلفزة نقلت الهروب الكبير لسكان المغتصبات المحاذية لقطاع غزّة من بيوتهم ودخولهم الى الملاجئ والمجاري على حد السواء، بينما الفلسطيني يقصف بيته ويستشهد مقاومه ثم يبني خيمة فوق ركام بيته ولا يرضى عنه بديلاً، مُصراً على البقاء لأنه صاحب الأرض الحقيقي وصاحب التراب فهو تاريخ المعول والمنجل والفأس بينما الصهيوني المهوّد هو قاطع طريق غريب غبار عكر ستزيله المقاومة، في غزّة ترى العزة يصنعها المقاوم بأدوات بدائية يضعها على المنصة يضربها صوب مغتصبات العدو، ترى العزة تحلق ترى الزغاريد تعلو، في غزّة التي بيعت من قبل الحكام ترى الأطفال يحلمون فتغتالهم آلة العدو الهمجية يحلمون ويرسمون أحلامهم على طريقتهم الخاصة.
غزة وحقيقة الدعم العربي
لم نصدم كثيراً من المواقف العربية الهزلية والهزيلة التي كانت ومازالت تعبر عن حالة «النعجنة العربية» والالتواء والانحراف عن البوصلة الحقيقية والتي عبرت عنها بعض توجهات الأنظمة العربية الأميركية الهوى والاتجاه، لقد عبرت جميع القمم العربية السابقة والتي نوقشت بها المسألة الفلسطينية عن طبيعة النظام العربي الرسمي والذي يأخذ بيان الإدانة قبل القمة وتبقى المواقف العربية قبل وبعد القمم لا تسمن ولا تغني من جوع، والذي حصل في الحرب الأخيرة على غزّة أن رأينا مسرحية لا تليق بمستوى قمة ليتفوه وزير خارجية قطر بالنعاج من يراهم خارج سربه، لكن أهل غزّة يعلمون جيداً من هو النعجة الأميركية في المنطقة، وأكبر ما حققه إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب هو بيان الإدانة والشجب والاستنكار ودعوة اللجان لتحضير مسودة قرارات وتوصيات إلى مجلس الأمن، بالمناسبة أقول لهم، «حفظناكم وعرفناكم فنظامكم الرسمي المرتبط بانحناءة الرأس لأميركا لا يشرفنا لقد فرضت غزة كل المعادلات ورسمت كل الخرائط وقصفت فسمع الجميع وأطلقت فارتجفت القلوب».
وإنصافاً للحقيقة أرى أن مصر قد أخذت ومن اللحظات الأولى خطوات واضحة تجاه العدو فسحبت السفير وأبلغت الكيان وبلهجة واضحة ومسموعة أن ألم غزّة لن يتكرر لنلاحظ ومنذ اليوم الثاني والثالث للحرب اللهاث اليهودي وراء مصر للتوسط بالتهدئة، نريد أن يتطور الموقف المصري وأن يأخذ موقفاً ريادياً واضحاً تجاه كل السياسات الأميركية في المنطقة، التي باتت تقسم وترسم «سايكس بيكو» جديدة، هناك فجوة كبيرة في الثقة بين المواطن في غزّة وبين جامعة الدول العربية فموقف الأخيرة لم يرق الى إرسال قوات عسكرية لتحرير فلسطين أو لحماية أهل القطاع، فاكتفى بسياسة الشجب وغزة باختصار لا تحب الشجب، لقد فتحت غزّة بمقاومتها الباسلة بوابة جديدة وعناوين وخطوط حمراء واضحة حول التعامل مع الكيان الغاصب والمقاومة تعمل ليلاً نهاراً لطرد اليهود من كل فلسطين بينما
النظام العربي الرسمي يغرق في علاقات بشكل أو بآخر مع كيان العدو لذلك فجوة العلاقة بين غزّة بمقاومتها الباسلة وبين الجامعة ومموليها ستكون دائماً كبيرة نظراً لعجز الجامعة عن تحقيق أي مطلب جماهيري منذ تأسيسها .
غزّة اليوم
غزّة ارتدت الكوفية وتربعت على عرش الكرامة والنصر، فارضة نفسها على العدو، فقد أجبرته على التفكير آلاف المرات قبل شن أي عدوان جديد على أي شارع في فلسطين المحتلة، غزة لم يتجرأ العدو على مقابلة رجالها الأبطال تهرب من الحرب البرية تنقل باراك لمواساة جنوده ويوهمهم بالنصر وانه قضي على البنية التحتية للمقاومة ! غزة اليوم هي عاصمة المقاومة هي المنتصرة هي الماجدة هي الفداء هي التحرير، غزة ستقود حرب التحرير التي ستدحر كيان الإرهاب فالمعادلة التي رسمت والتي فاجأت العدو وهددت الجبروت المزعوم هي نفسها المعادلة التي شكك بها موشي ديان في معركة الكرامة فلقد شككوا في غزة ولكن غزة علمتهم معنى البطولة ومعنى التكتيك والإعداد والإستراتيجية والانطلاق والقصف والتوازن فالنصر فهروب العدو فالاحتماء بالحاويات والنزول بلا خروج من الملاجئ فاعلان الإفلاس فطلب التهدئة والنصر للمقاومة ، غزة اليوم هي مدرسة بها قواميس طويلة أساتذتها من الأطفال والنساء فقط يعلمون بها الرجولة والصبر والصمود والفداء ولا خيار في هذه المدرسة إلا النصر تتفنن الأمهات في صناعة المقاتلين لتوجههم الى أرض المعركة، غزة اليوم واضحة المعالم تقول للعدو أنها في حالة حرب دائمة ومستمرة ومفتوحة معه حتى تطهير فلسطين من أخر يهودي نجس، وليعلم الجميع ان عقارب الساعة لن تعود للخلف فالطريق هو القدس وحيفا ويافا وعكا الطريق هو أفواج من الاستشهاديين وآلاف من منصات الموجهة للضرب في أي لحظة الطريق هو النصر والكرامة فقط .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2182084

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2182084 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40