الأربعاء 5 أيلول (سبتمبر) 2012

إيران: لم نسمح إطلاقاً بدخول السفن الأمريكية لمياهنا الإقليمية وتحركاتها بالخليج تحت السيطرة

الأربعاء 5 أيلول (سبتمبر) 2012 par زهير أندراوس

أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، امس الثلاثاء، أن إيران لم تسمح إطلاقاً بدخول السفن الأمريكية الى المياه الإقليمية الإيرانية.

ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء الى الأميرال سياري قوله إن تحرّكات السفن الأمريكية في الخليج «هي تحت السيطرة والمراقبة الكاملة».

وأضاف أن القوة البحرية الإيرانية «لم تسمح إطلاقاً بدخول امريكا الى المياه الإقليمية الإيرانية».

وأشار الى أن «تواجد السفن الأمريكية في المياه الدولية في الخليج وبحر عُمَان يتعلق بالحقوق الدولية».

وأوضح قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، أن القوة البحرية الإيرانية «تراقب عن كثب تحركات السفن الأمريكية المتواجدة في الخليج، كما أن لدى القوة البحرية الإيرانية معلومات كاملة على نشاطات تلك السفن».

من جانبه استبعد رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» السابق، مايكل هايدن، اتخاذ قرار بمهاجمة إيران في خلال العام الحالي، فيما اعتبر رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أن وضع خط أحمر أمريكي أمام إيران بشأن برنامجها النووي سيقلل احتمالات مهاجمتها.

يواصل صناع القرار في «تل أبيب»، عبر وسائل الإعلام العبرية، توجيه الاتهامات للإدارة الأمريكية في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، في ما ترد واشنطن على حكومة بنيامين نتنياهو عبر تسريبات هدفها الوصول الى الرأي العام «الإسرائيلي» دون الحصول على إذن من الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة الاحتلال.

وفي هذا السياق قال الموقع الإخباري الإسرائيلي (WALLA) امس ان ديفيد بترايوس رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وصل الى تركيا، ومن المتوقع، بحسب مصادر سياسية في «تل أبيب»، وصوله الى الدولة العبرية في محاولة لتهدئة التوترات بين امريكا و«إسرائيل»، على خلفية التباين في وجهات النظر بالنسبة لمعالجة الملف النووي الإيراني.

من ناحيتها ذكرت «يديعوت احرونوت» امس الثلاثاء، نقلاً عن عن مسؤول سياسي «إسرائيلي» رفيع المستوى، قوله ان نتنياهو تسبب بأضرار جسيمة في العلاقات مع أمريكا. وفي السياق ذاته، استبعد رئيس وكالة المخابرات الأمريكية السابق، مايكل هايدن في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس» الثلاثاء، ان يتم الحسم بشأن ضرورة توجيه ضربة لإيران، خلال العام الحالي، مشيراً الى ان قراراً بهذا الشأن يجب ان يُتخذ فقط في العام 2013 او 2014 وعندها فقط يتقرر ما إذا كان يجب شن مثل هذا الهجوم ضد إيران.

وتابع هايدن قائلاً ان الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على شن مثل هذا الهجوم وليس «إسرائيل». ولفتت الصحيفة الى ان هايدن الذي يقوم في هذه الأيام بزيارة لـ«إسرائيل» قال أيضاً انه لا يستخف بالقدرات «الإسرائيلية»، لكن قوانين الطبيعة تدل على ان المشروع النووي الإيراني يُشكل هدفاً صعباً امام كل جيش، مشدداً على ان الحديث ليس مجرد هجوم او غارة، كما ان الموارد «الاسرائيلية» مقارنة بالموارد الأمريكية محدودة للغاية.

علاوة على ذلك، أشارت «هآرتس» الى ان هايدن الذي شغل مدير (CIA) خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، هو الذي أدار الاستعدادات والتحضيرات الاستخبارية الأمريكية القومية في نهاية العام 2007، والتي أقرت في حينه ان إيران تتقدم في المسارات التي ستوصلها الى إنتاج وتصنيع الأسلحة النووية، لكنها لم تقرر بعد. وأضاف هايدن، ان هذه التقديرات الاستخبارية لا تزال قائمة على الرغم من ان الوقت المطلوب للانتقال من تطوير وتخصيب اليورانيوم الى تصنيع السلاح النووي بات اقصر من الماضي، مشيراً الى ان ما شكل عقبة في حينه أمام تطوير السلاح النووي هو تصنيع الصواريخ الضرورية والقادرة على حمل رؤوس نووية، وتخصيب اليورانيوم بالنسب والكميات المطلوبة.

وكشف المسؤول المخابراتي الأمريكي في سياق حديثه للصحيفة العبرية النقاب عن ان هناك حالة من عدم اليقين حول مكان وجود كافة المواقع الإيرانية، وان الجيش الأمريكي هو وحده القادر على إجراء مسح وتحديد مكان هذه المواقع، وتابع انه فقط عملية أمريكية قادرة على إعادة الإيرانيين لعدة سنوات الى الوراء او تعطيل وتأخير المشروع، على حد قوله. بالإضافة الى ذلك، فان العملية العسكرية من شأنها دفع إيران بالذات للعمل بالاتجاه الذي يفترض فيها الامتناع من السير فيه.

وفي معرض رده على سؤال قال هايدن انه صحيح انه جرت العادة القول ان إيران تقترب من الوصول الى قدرات نووية، لكن لا يزال هناك متسع من الوقت لأنه يتوقع ان يتم اتخاذ القرارات المصيرية الحقيقية فقط خلال العام 2013 او 2014، على حد تعبيره. وبحسب المحلل للشؤون العسكرية في الصحيفة، امير ارون، الذي أجرى الحديث مع هايدن فان موقف الأخير وتقديراته هذه قريبة جداً من تقديرات الإدارة الأمريكية الحالية، على الرغم من ان هايدن نفسه يعمل ضمن فريق مستشاري الشؤون الأمنية والخارجية للمرشح الجمهوري المنافس، ميت رومني.

أما بالنسبة للمعركة الرئاسية بين أوباما ورومني فقد قال هايدن للصحيفة العبرية ان المنافسة بينهما شديدة للغاية، وان النتائج قد تبدأ بالاتضاح فقط عند اقتراب يوم الانتخابات، على حد قوله.

في السياق نفسه، قالت صحيفة «يديعوت احرونوت»، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول سياسي عالي المستوى في «تل أبيب»، انه في حال فوز أوباما بولاية ثانية في الانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، فانه، أي أوباما، سيقوم بمحاسبة نتنياهو، مشيراً الى انه يجب الاستعداد لفترة صعبة بالعلاقات مع الولايات المتحدة التي قد تدير ظهرها للدولة العبرية، على حد قوله.

واضاف المسؤول عينه قائلاً انه يجب أيضاً ان يتوقع صناع القرار في «تل أبيب» ان تتوقف واشنطن عن سياسة استخدام الفيتو بشكل أوتوماتيكي على قرارات تنديد ضد «إسرائيل» في الهيئات الدولية وخاصة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، على حد قوله، وزاد قائلاً انه في ما يتعلق بالاستيطان «الإسرائيلي» في الضفة الغربية المحتلة، فانه بإمكان «إسرائيل» ان تنسى الفيتو الأمريكي، لكنه رأى ان أوباما لن يعمل بقوة من اجل تسوية الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني خلال ولايته الثانية المحتملة، وذلك بسبب عدم وجود احتمالات للاتفاق بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس (ابو مازن). مضافًا الى ذلك، زاد المسؤول انه حتى لو توصلت أمريكا والدولة العبرية الى تفاهمات في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني فان ذلك لن يُجدي نفعًا، ذلك، انه بحسب وصفه، فان دماً فاسداً، يسري بين أوباما ونتنياهو. وبحسب المسؤول، كما قال المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، فان الغضب الأمريكي لا يقتصر على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» فقط، بل انه يشمل أيضاً وزير الأمن، ايهود باراك، حيث تتهمهما الإدارة الأمريكية، بأنهما قاما بتسريب معلومات من تقارير استخباراتية سرية في ما يتعلق بالملف الإيراني، الأمر الذي الحق ضرراً فادحاً بأمريكا، وشدد المسؤول على ان الغضب الأمريكي وصل الى أوج حدته بسبب تصريحات صدرت عن مقربين من نتنياهو وباراك، الذين أكدوا على ان الرئيس أوباما لا يعتزم مهاجمة إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ولا بعدها، وان الإدارة الأمريكية رأت بذلك محاولة من جانب نتنياهو لتكبيل أوباما وجره الى هجوم في إيران خلال حملته الانتخابية.

وبحسب المسؤول، فان الغضب الأمريكي سجل حدة غير مسبوقة، عندما اكتشف الأمريكيون ان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» يتدخل في الشؤون الأمريكية الداخلية، ويعمل بكل ما أوتي من قوة وتأثير من اجل إنجاح منافس أوباما، ميت رومني، الذي يُعتبر صديقًا لنتنياهو، على حد قول المسؤول «الإسرائيلي». أما المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، فقد رأى انه في لعبة البوكر، التي يُديرها نتنياهو وبراك ضد الإدارة الأمريكية بشكل خاص، فإنهما رفعا بصورة غير متوقعة ثمن المقامرة، وقاما باتخاذ خطوة خطيرة جداً، على حد وصفه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2178151

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178151 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40