الثلاثاء 4 أيلول (سبتمبر) 2012

إجراءات أميركية لكبح الخيار العسكري «الإسرائيلي»: مناورات في الخليج .. و«خطوط حمراء» لإيران

الثلاثاء 4 أيلول (سبتمبر) 2012

يبدو أن الهجوم «الإسرائيلي» المحتمل على إيران يواجه عقبات عدّة، في ظل عدم رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما في فتح جبهة عسكرية جديدة محفوفة بالمخاطر قبل أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وبعد تصريحات رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي بأنه لن يكون جزءاً من هجوم «إسرائيلي» على إيران، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن واشنطن أبلغت طهران، عبر رسالة غير مباشرة، بأنها لن تشارك في أي عمل «إسرائيلي» ضدها. وبالرغم من أن الإدارة الأميركية سارعت إلى نفي هذه المعلومات، فقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أن الولايات المتحدة تسعى بطريقة أخرى لمنع الضربة العسكرية «الإسرائيلية» من خلال سلسلة إجراءات «تطمينية»، من بينها إجراء مناورات عسكرية مع دول خليجية وتحديد «خطوط حمراء» لإيران، واحتمال شن ضربة «سرّية» ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن واشنطن تواصلت مع طهران عن طريق دولتين أوروبيتين لم تذكرهما لإيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تنجر الى الأعمال القتالية إذا هاجمت «إسرائيل» إيران. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها تتوقع في المقابل ان تمتنع طهران عن الرد باستهداف المصالح الأميركية بما في ذلك جيشها في الخليج.

لكن الإدارة الأميركية سارعت إلى نفي هذه المعلومات، إذ قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أثناء مرافقته للرئيس باراك أوباما في زيارة ضمن حملته الانتخابية في أوهايو، إن التقرير «غير صحيح»، مشيراً إلى أن «التقرير زائف ونحن لا نتحدث بشأن افتراضات».

ووصف مسؤول «إسرائيلي» طلب عدم نشر اسمه تقرير «يديعوت» بأنه «غير منطقي» و«لا معنى له»، مشيراً إلى أنه «لن تكون هناك حاجة إلى تقديم مثل هذا الوعد للإيرانيين لأنهم يدركون أن آخر شيء يحتاجونه هو مهاجمة أهداف أميركية وإثارة غارات أميركية واسعة».

بدوره، قلل نائب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» سيلفان شالوم من أهمية تقرير «يديعوت» قائلاً إن «الخلاف الوحيد بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» يكمن فقط في توقيت ضرب المنشآت النووية الإيرانية».

أما نائب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» دان ميريدور فقال انه لا يزال يصدق تأكيدات أوباما بأن واشنطن مستعدة لاستخدام القوة إذا لزم الأمر لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية. وقال ميريدور «لا اعرف أي نوع من الرسائل سمعتها «يديعوت أحرونوت»، لكنني اعتقد ان الإيرانيين يدركون أنهم إذا تعدّوا خطّاً محدداً نحو صنع قنبلة فقد يواجهون مقاومة قوية جداً بما في ذلك جميع الخيارات المطروحة مثلما قال الرئيس الأميركي».

يذكر أن ما نشرته «يديعوت» بالأمس أتى في سياق مواقف أطلقها عدد من المسؤولين الأميركيين خلال الأيام الماضية، وأكدوا فيها معارضة الولايات المتحدة للهجوم «الإسرائيلي» المحتمل على إيران.

وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي قوله بشأن الهجوم «الإسرائيلي» المحتمل على إيران «لا أرغب في أن أكون مشاركاً إذا اختاروا (إسرائيل) أن يفعلوا ذلك».

وبشأن تصريحات ديمبسي قال ميريدور «اشعر بالأسف لوصولنا إلى وضع يقول فيه ديمبسي ما قاله لكن هذه الحملة (ضد إيران) مستمرة ويتعين ان تدار بحكمة بالغة»، لكنه أعرب، في المقابل، عن اعتقاده بعدم وجود تراجع في العلاقات «الإسرائيلية» الأميركية، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على الدعم الذي تبديه واشنطن لـ«إسرائيل»».

[rouge]بدائل أميركية [/rouge]

ورداً على التلويح «الإسرائيلي» المتزايد بضرب إيران، تحاول واشنطن جاهدة العمل على حزمة من الإجراءات التي تهدئ «إسرائيل» وتؤجل فكرة الحرب في ذهن قادتها.

وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن الولايات المتحدة تعتزم إجراء مناورات بحرية ونشر أنظمة جديدة مضادة للصواريخ في منطقة الخليج، فضلاً عن تفعيل إجراءات صارمة ضدّ قطاع النفط الإيراني.

ولن يقتصر الأمر على ما سبق، بل تدرس الإدارة الأميركية خيار إطلاق تصريحات جديدة تلوّح بإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري، إلى جانب القيام بأنشطة سرية كانت قد طرحت في وقت سابق ثم رفضت.

وذكّر كاتبا التقرير المختصان بشؤون الأمن والاستخبارات ديفيد سانغر وإريك شميت بأن أميركا ستقوم، إلى جانب ما يزيد عن 25 دولة، بإجراء أكبر تجربة على الإطلاق لكسح الألغام في مياه الخليج، في خطوة اعتبرها المسؤولون العسكريون تطوراً دفاعياً ودليلاً على وحدة المجتمع الدولي للحيلولة دون قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز.

وكشف مسؤولون عسكريون لــ«نيويورك تايمز» نية واشنطن نشر رادار جديد في قطر ليضاف إلى أنظمة الرادارات المختلفة المتواجدة في تركيا و«إسرائيل» فتشكل مروحة موحدة من مضادات الصواريخ، في ما اعتبر رسالة إلى إيران مفادها أن الأنظمة الأميركية المضادة للصواريخ والمنتشرة في المنطقة قادرة على اعتراض الصواريخ الإيرانية.

وفيما أشارت الصحيفة إلى أن الطريقة التي سيطلق بها أوباما التصريحات ما زالت محور نقاش داخلي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، كشفت الصحيفة النقاب عن مقترحات مستشاري الرئيس أوباما بضرورة إعلان الولايات المتحدة عن دعم أكبر وعلني لـ«إسرائيل» قبل أن تنجح إيران في تطوير سلاحها النووي، في وقت قال مسؤولون آخرون إن «إسرائيل» تسعى للحصول على التزام عسكري من جانب أوباما، الذي يرغب في الحقيقة في عدم التورط عسكرياً في إيران.

وفي إطار العمل السري يطرح مسؤولون في إدارة أوباما خيار الضربة العسكرية «السرية»، التي تحاكي ضربة «إسرائيل» لموقع دير الزور في سوريا خلال العام 2007. وقد استغرق الأمر أسابيع عدة للتأكد من أن الموقع ضُرب بطائرات «إسرائيلية»، في وقت لم تعترف «إسرائيل» رسمياً بالأمر.

[rouge]أوروبا [/rouge]

وعلى خط مواز، من المقرر أن يصل وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وبلغاريا والنرويج إلى «إسرائيل» خلال الأيام القليلة القادمة للقاء كبار المسؤولين «الإسرائيليين».

ونقلت الإذاعة العامة «الإسرائيلية» عن مصادر سياسية إن نتنياهو ينوي نقل رسالة واضحة إلى الدول الأوروبية بشأن ضرورة فرض المزيد من العقوبات الصارمة على إيران بغية شل الحياة الاقتصادية فيها لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي.

واستبق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وصول نظرائه الأوروبيين إلى «إسرائيل» بأن حذر من أن توجيه ضربة «إسرائيلية» لإيران قد «ينقلب ضد «إسرائيل»»، داعياً الى تعزيز العقوبات لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.

وقال فابيوس لمحطة «بي اف ام تي في» وإذاعة «مونتي كارلو»: «إنني ارفض رفضاً قاطعاً امتلاك إيران لسلاح نووي لكنني اعتقد انه إذا وقع هجوم «إسرائيلي»، فسينقلب ضد «إسرائيل» مع الأسف وسيجعل إيران في وضع الضحية».

[rouge]إيران [/rouge]

في هذا الوقت، فتحت إيران، أمس، أبواب منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في البلاد، ناتانز، أمام الرئيس المنغولي تساخيا البيجدورج الذي يزور طهران حالياً، وذلك في أول زيارة من نوعها للمنشأة من قبل رئيس دولة أجنبية.

إلى ذلك، قال مسؤول عسكري إيراني كبير ان بلاده بنت نحو 30 في المئة من نظام للدفاع الصاروخي تطوره بدلاً من نظام «إس-300» الذي رفضت موسكو بيعه لها.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا» عن قائد قوة الدفاع الجوي الإيراني فرزاد اسماعيلي إن إيران ستجري تدريبات واسعة النطاق للدفاع الجوي في الشهرين المقبلين تغطي البلاد بأكملها، مشيراً إلى أن إيران ستختبر أنظمتها للدفاع الجوي في الفترة من منتصف حتى أواخر تشرين الأول المقبل أو في مطلع تشرين الثاني.

وأضاف «يجري العمل على إعداد نظام جديد أكثر تطورا ويتمتع بقدرات أعلى من (إس-300) في رصد وتحديد الأهداف وتدميرها»، موضحاً «لقد اكتمل نحو 30 في المئة من العمل المتعلق ببناء (النظام) بافار-373 وسنبذل جهدنا لكي نتمكن من إعلان اكتمال هذا المشروع بحلول العام المقبل».

من جهته، أعلن مساعد وزير الدفاع الإيراني محمد إسلامي أن بلاده تعمل على تزويد طائرات من دون طيار محلية الصنع بالأنظمة الصاروخية. وأوضح أن طائرة «كرار» تعتبر أول قاذفة قنابل من دون طيار محلية الصنع، وتتميز بقدرة تحليق لمسافات بعيدة وبسرعة فائقة ويبلغ مداها ألف كيلومتر.

[bleu]«أ ف ب»، «رويترز»، «أب»، «أ ش أ»[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165682

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار دولية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165682 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010