الاثنين 3 أيلول (سبتمبر) 2012
السيد حسن نصر الله : الأسد تلقى عرضاً أميركياً بتغيير موقفه من «إسرائيل» وإيران وحركات المقاومة مقابل إنهاء الأزمة السورية...

السيد نصر الله: أياً تكن التباينات؛ فلسطين والقدس مسؤولية عقائدية وأخلاقية

الاثنين 3 أيلول (سبتمبر) 2012

رأى الأمين العام لـ«حزب الله» سماحة السيد حسن نصر الله «اننا اليوم أمام مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى على مستوى العالم والمنطقة يرتسم من خلالها نظام إقليمي وعالمي جديد»، مشيراً الى ان «ما يجري في منطقتنا سيرسم مستقبل ومصير المنطقة في حد ادنى لعقود من الزمن».

وفي «حوار خاص» مع الإعلامي غسان بن جدو على قناة «الميادين»، لفت السيد نصر الله الى اننا «بدأنا نشهد تشكل نظام عالمي متعدد الأقطاب»، موضحاً اننا «لا نعود الى ثنائية أميركا وروسيا وإنما الى وضع فيه أقطاب متعددة»، ومشيراً الى انه «هناك محاور وتحالفات جديدة تتشكل ونحن أمام وضع إقليمي جديد».

واعتبر سماحته ان «العالم العربي يستطيع ان يلعب دوراً عالمياً»، لكنه أشار الى ان هذا الأمر «مرهون بإرادة الشعوب التي ثارت وصحت»، لافتاً في الوقت ذاته الى انه «حتى ما قبل تطور الأوضاع في سوريا كانت التحولات في المنطقة تصب في خدمة تيار المقاومة»، وموضحاً ان ««إسرائيل» كانت في حالة عزاء عندما كانت تشهد سقوط نظام حسني مبارك إبان الثورة المصرية».

وحول ما يجري في المنطقة، أعرب السيد نصر الله عن أمله بتشكل بيئة إستراتيجية تعود لخدمة القضية المركزية القضية الفلسطينية، لافتاً الى ان «كل ما يجري من حولنا في المنطقة هناك عمل أساسي من أهدافه او في الحد الأدنى من نتائجه ان تصبح فلسطين منسية، بل أكثر من هذا ان يتحول المقاومون الى جماعات لها حساسية من الموضوع الفلسطيني».

وفيما حذر السيد نصر الله من هذا الأمر، توجه للجميع بالقول «أياً تكن التباينات فلسطين والقدس مسؤولية عقائدية وأخلاقية»، مشيراً الى انه «لا يجوز ان تمس أي تباينات أصل هذا الاتجاه».

وفيما وصف السيد نصر الله مفصل التحرير العام 2000 في الصراع مع «إسرائيل» بأنه كان «مفصلاً مهماً تجسد بانتصار واضح وبلا شروط»، قال «إذا كان انتصار 2000 دق المسمار الأخير في نعش «إسرائيل» الكبرى فان حرب تموز دقت المسمار الأخير في نعش «إسرائيل» العظمى».

وأشار سماحته الى ان «أميركا و«إسرائيل» لطالما عملوا على ان تكون القضية الفلسطينية خارج اهتمام الشعوب العربية»، موضحاً ان «العالم كله مشغول اليوم فيما «الإسرائيلي» يقتطع المزيد من الأراضي لا سيما في القدس»، مشدداً على أنهم «يريدوننا ان ننسى القدس فيما نحن علينا ان نذكر بقضيتها».

ولفت سماحته الى انه «عندما تقف «إسرائيل» وتهدد بتدمير لبنان نحن من واجبنا ان نقف ونقول هذا الزمن قد انتهى»، موضحاً انه «إذا تركت «إسرائيل» تستعيد قوتها فان أطماعها قائمة وتأجيل مواجهتها خطأ كبير».

الى ذلك، فقد شرح السيد نصر الله تهديداته التي أطلقها ضد كيان العدو خلال إحياء يوم القدس العالمي، لافتاً الى ان كلامه يرتبط بالتهديدات «الإسرائيلية» وليس بأي تطورات في عالمنا العربي، ومشيراً الى ان ««الإسرائيلي» يخطط دائما للضربة الأولى ويحاول ان تكون ضربته الأولى هي تدمير منصات الصواريخ»، لافتاً في الوقت ذاته الى ان «بقاء عدد قليل من الصواريخ بعد الضربة الأولى فان هذه الصواريخ قادرة على ان تحول حياة آلاف «الإسرائيليين» الى جحيم».

وفيما أضاف سماحته «أهدافنا ليست فقط عسكرية وردنا سيكون بحجم اعتداءات العدو»، أكد ان «نقاط ضعف العدو كثيرة»، محذراً إياه من انه «إذا أراد ان يعتدي دون ضوابط فنحن أيضاً لن يكون لدينا ضوابط»، مشدداً على ان «أي هدف على امتداد فلسطين المحتلة من الحدود الى الحدود يمكن ان تطاله صواريخ المقاومة الإسلامية وهي التي تختار هذه الأهداف».

وتابع السيد نصر الله قائلاً «لدينا بنك أهداف وعددها كبير وإحداثياتها موجودة لدينا وصواريخنا تطالها، وهذا يشكل قدرة ردع حقيقية»، وأضاف «عندما يقول «الإسرائيلي» عن تدمير لبنان لا تعود أهدافنا عسكرية فقط، وعندما يقول «الإسرائيلي» سيدمر بلدنا فأقول أنا أيضاً سأدمر كل شيء، من نقاط الضعف «الإسرائيلي»»، مشيراً الى «وجود أهداف ذات طابع اقتصادي وصناعي وكهربائي ونووي اذا «الإسرائيلي» يريد الذهاب بأن لا ضوابط بالعدوان لن يكون لدينا أيضاً ضوابط».

وأوضح سماحته ان «المقاومة بعدها دفاعي»، لكنه أشار الى انه «عندما يريد «الإسرائيلي» ان يدمر بلدنا فما استطيع ان افعله سأفعله، ربما لسنا معتادون في العالم العربي على هذا المستوى من التحدي لكن وصلنا الى هذا المستوى».

وذكر السيد نصر الله بخطابه من بنت جبيل في خطاب التحرير عام 2000 ، واصفاً ««إسرائيل» بأنها اوهن من بيت العنكبوت»، لكنه أضاف أنها محمية بترسانة وبالوضع الإقليمي والدولي».

وفيما لفت سماحته الى ان ««إسرائيل» تمتلك نقاط ضعف مهمة وكل ما نحتاجه هو ان نكتشف نقاط الضعف ونعمل عليها ونحاول استغلالها»، أشار في المقابل الى ان المقاومة «تمتلك قوة مؤثرة ولا أقول جبارة وهذه القدرة المتاحة اليوم لدى المقاومة في لبنان تستطيع ان تشكل قوة ردع حقيقية وقد شكلت من قبل».

وفيما أشار سماحته الى ان «الوضع الآن بالنسبة لنا أفضل بكثير من وضعنا في حرب تموز العام 2006 وبالتالي ليس قلقين»، أكد للجميع «اننا مرتاحون وواثقون ولدينا قراءة موضوعية لما يجري الآن في المنطقة ونحن متفائلون جداً».

وحول الحرب النفسية، أوضح سماحته، ان «المقاومة منذ البداية تخوض حرب نفسية على أساس وقائع»، مشيراً الى ان «هذه المقاومة لم تكذب يوماً من الأيام او تعد ولم تف وهذا عمره 30 سنة، ولذا اليوم شعبنا يصدقنا وعدونا يصدقنا». وأضاف «عندما اذهب الى أي تهديد إذا لم أكن واثقاً من ان كل عناصر تنفيذ التهديد متوفرة لا يمكن أن أقول أمراً».

وفيما شدد السيد نصر الله انه «إذا اعتدي على لبنان فان خيارات المقاومة كلها ستكون مفتوحة وقد لا تكتفي بالدفاع بل بالدخول الى الجليل»، موضحاً ان «كل ما يحصل في لبنان لا علاقة لفريق المقاومة به والذي يركز اهتماماته على العدو «الإسرائيلي»».

ورداً على سؤال لغسان بن جدو حول ما تمتلكه المقاومة اليوم من أعداد صواريخ رد السيد نصر الله ضاحكاً : «في خير الله».

وفي الشأن السوري، كشف الأمين العام لـ«حزب الله» عن تلقي الرئيس الأسد في قلب الأزمة عرضاً من جهات أميركية وإحدى الدول العربية الداعمة للحراك المسلح في سوريا، تضمن مطالب بتغيير موقفه من «إسرائيل» وقطع علاقته مع إيران و«حزب الله» وحركات المقاومة، مقابل إنهاء الأزمة في سوريا.

كما كشف سماحته عن زيارة قام بها الى سوريا في الأسبوع الأول من الأحداث والتقى خلالها الرئيس الأسد وناقش معه التطورات، حيث أبدى له الأسد قناعته بضرورة الإصلاح حتى لو أدى الى إلغاء المادة الثامنة، لكن المعارضة السورية لم يكن لديها رغبة بالحوار بل كان هدفها إسقاط النظام وبالتالي ذهبت الأمور الى الصدام.

وعبر السيد نصر الله عن موقف «حزب الله» مما يجري في سوريا بالقول «موقفنا هو ان أي نظام يقف الى جانب المقاومة، وفي سوريا لدينا نظام ضد «إسرائيل» وأمريكا ووقف مع المقاومة وأبدى استعداداً للحوار والإصلاح».

فيما لفت السيد نصر الله، الى ان الدول الغربية هدفها إسقاط النظام في سوريا بما يمثل وان يبدل خياراته وليس إسقاط شخص الرئيس الأسد، استبعد بالمقابل تدخلاً عسكرياً غربياً في سوريا.

وفي شأن التهديدات «الإسرائيلية» لإيران، استبعد السيد نصر الله ان تقدم «إسرائيل» على حرب ضد إيران لأسباب «إسرائيلية» داخلية ودولية ترتبط بوضع حلفائها، لافتاً الى ان «كل ما تفعله «إسرائيل» تتحمل مسؤوليته أميركا»، واصفاً ««إسرائيل» بأنها مجرد أداة بيد أميركا»، موضحاً انه «إذا تعرضت إيران لعدوان «إسرائيلي» فان أميركا تتحمل المسؤولية»، مشيراً الى ان «إيران قادرة على ضرب قواعدها في المنطقة».

وفي الشأن الداخلي، تحدث سماحته فأكد ان المعطيات الحالية تشير الى انه إذا استقالت هذه الحكومة لا يمكن تشكيل أخرى في اقل من سنة، مشيراً الى ان «هذه الحكومة ليست اقل إنتاجية من حكومات سابقة»، داعياً الفريق الآخر لتوضيح «ما هي الإنتاجية التي قامت بها الحكومات السابقة وفشلت فيها الحكومة الحالية»، ومعرباً عن اعتقاده بأن «الحكومة منتجة كبقية الحكومات السابقة وانه إذا كانت بعض القوى المشاركة بها تنتقدها فلأنها تريد تحسين إنتاجيتها»، وقال «هناك من يريد دفع الأمور للفوضى ويعمل بهذا الاتجاه ونعتقد ان الحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان بنسبة كبيرة متوفر ببقاء الحكومة، ان ذهاب الحكومة يعني الذهاب للمجهول».

الى ذلك، وفيما يتعلق بملف المخطوفين في سوريا، توجه السيد نصر الله للخاطفين بالقول ان «من يريد ان يقنعنا بموقفه في سوريا لن يصل لذلك بخطف مجموعة من المواطنين»، أضاف «إذا كنتم طلاب حرية أطلقوا سراح المخطوفين وإذا طلاب عدالة لا تظلموا هؤلاء وإذا كنتم حريصون على العلاقة مع شعب لبنان فليس بهذه الطريقة تبنى العلاقة أما استخدام أبرياء للضغط على سياسيين لتغيير موقفهم فليس بهذه الطريقة يغير موقفا». وتابع سماحته «إذا كان هؤلاء ضيوف أما آن لهذه الضيافة ان تنتهي وإذا أبرياء فليس هذه الصورة التي تقنعوننا بها بالصورة القادمة الى سوريا».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7304 / 2178206

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2178206 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40