السبت 1 أيلول (سبتمبر) 2012

«إسرائيل» وأسرى الحرب

السبت 1 أيلول (سبتمبر) 2012 par بركات شلاتوة

حادثة الاعتداء الصهيوني الوحشي على الأسرى الفلسطينيين في سجن ريمون فجر ثالث أيام عيد الفطر المبارك، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في سجّل هذا المحتل الدموي الذي يفتقد إلى أبسط المبادئ الإنسانية. مر الاعتداء الذي خلّف ثمانية جرحى في وضع حرج، بعد أن عبّروا عن رفضهم لسياسة التفتيش العاري، مروراً سريعاً من دون أن يترك أية «آثار جانبية» لدى الشارع الفلسطيني أو العربي أو حتى المنظمات الحقوقية والدولية الراعية لحقوق الإنسان. هذا الوضع يزيد من مرارة الوضع المأساوي الذي يعيشه الأسرى خلف قضبان المعتقلات الصهيونية، لأن وقفة تضامنية معهم تزيدهم قوة وإصراراً، وتشحذ عزائمهم في مواجهة السجان وتنسيهم آلامهم وجراحهم.

الأسرى يرصدون نبض الشارع لحظة بلحظة ولا تمر صغيرة ولا كبيرة من دون أن يغوصوا في أدق تفاصيلها، ففي حديث لأسيرة محررة مع إحدى الفضائيات أكدت أن التلفاز والمذياع هما أهم رفيق في سجون القهر، حيث يتوزع الأسرى في رصد فضائيات وإذاعات معينة لمعرفة ما يدور حولهم، وخاصة ما يتعلق بقضيتهم. وقالت حرفياً إن أي نشاط أو اعتصام أو مسيرة أو فعالية لمناصرتنا، كانت بالفعل ترفع من معنويانتا وتجعلنا أصلب في مواجهة السجّان، ليقيننا بأننا لسنا وحدنا، وأن هناك شعباً كاملاً وأمة جاهزة للذود عنا والوقوف إلى جانبنا ونصرة قضيتنا.

ولنعرف مدى نفاق المجتمع الدولي وتملقه لـ«إسرائيل»، لنتخيل الأمر من الزاوية الأخرى، سقوط صاروخ بدائي الصنع على إحدى المستعمرات الصهيونية وإصابة خمسة «إسرائيليين» بـ«الهلع»، ماذا سيكون حال عواصم العالم والمنظمات الدولية؟ في حالة كهذه لن تتسع صفحات الصحف وأثير الإذاعات وشاشات الفضائيات لنقل أخبار الشجب والاستنكار والإدانة، والدعوات للجم «الإرهاب الفلسطيني»، وتأكيد حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها بقصف المدنيين الآمنين في قطاع غزة المحاصر منذ ست سنوات في ظل صمت كوني مطبق. في هذا العالم المختل الموازين يمكن توقّع أي أمر طالما أن الأمر يتعلق بالكيان الغاصب.

في ظل عالم بهذه المواصفات ينبغي على القيادة الفلسطينية أن تأخذ على عاتقها تبييض المعتقلات الصهيونية، ولديها من الإمكانات ما يمكنها من تحقيق هذا الهدف إذا ما وضعته نصب عينيها، فإضافة إلى شرطي وقف الاستيطان والاعتراف بحدود 67 لإعادة إطلاق المفاوضات، يمكن إضافة شرط إطلاق سراح الأسرى كافة، إضافة إلى ذلك يمكن التوجه إلى الأمم المتحدة للبت في إطلاق الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى حرب وتنطبق عليهم اتفاقية جنيف الرابعة، وهذا الأمر أسهل بكثير من الحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية المستقلة. من هنا فإن الموت البطيء الذي يواجهه الأسرى وسياسة القمع الوحشي الذي تمارسه سلطات الاحتلال، ينبغي أن تكون دافعاً لكل إنسان حر إلى نصرة قضيتهم، ولاسيما مع أنباء عن تحرك مرتقب لهم ليتم التعامل معهم على أساس أنهم أسرى حرب لدى «إسرائيل» في سبيل إطلاق سراحهم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2165958

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165958 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010