الجمعة 31 آب (أغسطس) 2012

بوتين مهتم بموارد «إسرائيل» من الغاز.. فهل يتخلى عن إيران؟

الجمعة 31 آب (أغسطس) 2012 par حلمي موسى

يتزايد الاهتمام الدولي بالغاز الذي ستبدأ «إسرائيل» باستخراجه من حقلي «تمار» و«لفيتان» في عرض البحر المتوسط، مع احتمال أن يلعب دوراً في تغيير منظومة العلاقات الدولية لـ«إسرائيل». وقد أشار خبراء إلى اهتمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالغاز «الإسرائيلي» لدرجة استعداده للتنازل عن العلاقة مع إيران.

وبعدما نشرت لجنة «تسيمح» المكلفة بتحديد نسب ومعايير تصدير الغاز من «إسرائيل» إلى الخارج تقريرها، ذكرت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» أن شركة «رويال دوتش» البريطانية ـ الهولندية ضغطت على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لتقييد تصدير الغاز من حقلي «تمار» و«لفيتان» بسبب تنافس على بيع الغاز.

ونشر خبيران في شؤون الطاقة، وهما الصحافي البريطاني في مجلة «Energy Tribune» بيتر غيلفر وبروفيسور الهندسة الكيميائية في جامعة هيوستون مايكل أكونوميدس مقالة في موقع «The Commentator» الإخباري أشارا فيها إلى قرار اتخذه بوتين بالتخلي عن تحالفه الاستراتيجي مع إيران لصالح الوصول لحقول الغاز الجديدة في قبرص و«إسرائيل». وأوضح الكاتبان في مستهل المقالة أن روسيا تلعب حالياً لعبة جديدة وأكثر أهمية لها في «الشرق الأوسط» وهي الاهتمام بمصادر الطاقة «الإسرائيلية».

وتعرف «إسرائيل» وقبرص أن شركة الغاز الروسية العملاقة، «غازبروم»، معنية بالشراكة في مشاريع تطوير حقول الغاز في المياه الاقتصادية للدولتين، ولكنهما تخشيان أن تنتهي هذه الشراكة إلى ما يشبه حصان طروادة. ويقولان إن سبب هذه الخشية بسيط وهو 20 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال المصدر من هذه المنطقة والذي سيشكل حوالي ثلث الصادرات الروسية الحالية من الغاز لأوروبا.

وبحسب المقال فإن بوتين يخشى من المساس بالبطن الروسية الرخوة المتمثلة بهيمنتها الإقليمية في مجال الغاز. ويعرف بوتين الخطر الثلاثي الذي قد يهدد هذه الهيمنة: زيادة حادة في استخراج الغاز من الصخور وهو ما أحدث ثورة في سوق الغاز الأميركي، واحتمال استخراج الغاز من الصخور في أوروبا وخصوصاً في أوكرانيا وبولندا ورومانيا، وخطر تصدير الغاز «الإسرائيلي» القبرصي إلى أوروبا.

وتسيطر روسيا حالياً على ربع احتياجات أوروبا الوسطى والغربية من الغاز، الأمر الذي زاد خشية الكرملين من عواقب التقديرات السابقة ووقوعه في ما يشبه الذعر النسبي، خصوصاً أن استخراج الغاز من الصخور في أميركا قلص أسعار الغاز بحوالي 55 في المئة. وقد اشترت شركة «توتال» الفرنسية 20 في المئة من مشروع غاز جديد في البحر الأدرياتيكي. وتشكل «إسرائيل» وقبرص اللتان من المفترض أن تتحولا إلى مصدر كبير للغاز، خطراً مباشراً على روسيا. ولذلك تتبلور، حسب الكاتبين، لعبة روسية جديدة تتعلق بالخطر النووي الإيراني على «إسرائيل».

وكان مسؤول كبير في شركة الغاز «الإسرائيلية» قد أبلغ موقع «JewishPress.com» في 19 آب الحالي بأن «الروس يحومون حولنا منذ زمن. والجميع يعرف أن لهم مصلحة في السيطرة على سوق الطاقة الأوروبي. هل يريدون أن يشتروا منا أم يعرقلونا؟ لا أحد يعرف ولكنهم هنا». وأشار الكاتبان إلى أنه أثناء زيارة بوتين الأخيرة لـ«إسرائيل» أكدت وكالة تصدير السلاح الروسي أن إيران ادعت على روسيا أمام محكمة وساطة في جنيف مطالبة بأربعة مليارات دولار تعويضا عن إلغاء روسيا عقداً لبيع خمس منظومات دفاع جوي من طراز «إس 300». ويخلص الكاتبان إلى أن لروسيا وبوتين الآن أولويات اقتصادية وسياسية أهم بكثير من رعاية إيران وهي أولويات ضمان أن تكفل موارد الطاقة استمرار روسيا في احتلال مكانة قوة عظمى عالمية.

ومن جهة أخرى أثار نشر تقرير «لجنة تسيمح» لترتيب أمر تصدير الغاز ردود فعل متضاربة في «إسرائيل». وقد سمحت توصيات هذه اللجنة بتصدير كميات كبيرة من انتاج الغاز المتوقع في «إسرائيل» خصوصاً في الحقول الكبيرة مثل «لفيتان». واعتبر وزير الطاقة عوزي لانداو أن «تصدير الغاز يعتبر شرطاً لأمن الطاقة وللتنافس في هذا القطاع» وأن ذلك يسمح بتطوير الحقول. وفي المقابل، اعتبرت جهات عديدة أن السماح بتصدير الغاز بنسبة تصل إلى 75 في المئة من المخزون ليس سوى «بيع تصفية» لموارد «إسرائيل». وأعلن نتنياهو بعد تسلمه تقرير «تسيمح» أن «الغاز هو مربض طاقة يفتح لـ«إسرائيل» أفقاً اقتصادياً جديداً. وبوسعه أن يمنحنا أيضاً قوة اقتصادية واستقلالاً اقتصادياً. وأنا أعتقد أن من واجبنا تطويره بشكل واع ومسؤول. وأنوي دراسة التقرير واتخاذ القرارات التي ستمنحنا الازدهار في المستقبل».

ونشرت صحف «إسرائيلية» تقارير أفادت بأن نتنياهو قد يكون تعرض لضغوط من شركة «رويال دوتش» البريطانية ـ الهولندية لتقييد تصدير الغاز. وقالت إن هذه الشركة تنافس الشركة المسؤولة عن تطوير حقل «تمار» في بيع الغاز للعديد من الشركات. وأوضحت أن نتنياهو اجتمع مع رئيس فرع الشركة في أميركا جون هوفمايستر الذي عرض على نتنياهو عدداً من المبررات ضد السماح بتصدير الغاز.


titre documents joints

The Commentator - Has Russia sold out Iran for a stake in Israeli gas?

24 آب (أغسطس) 2012
info document : HTML
41.5 كيلوبايت

Israeli Gas, Iranian Missles, and the Russian Price Tag | JewishPress

19 آب (أغسطس) 2012
info document : HTML
156.6 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2181394

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2181394 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40